أثار اللقاء الذي جمع الرئيس الجزائري المؤقت "عبد القادر بن صالح" مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في سوتشي، سجالا ساخنا عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بعدما بثت قناة "روسيا اليوم" مقاطع لكلام "بن صالح" لم يبثها التلفزيون الحكومي في الجزائر.

وظهر الرئيس الجزائري المؤقت، بالمقاطع، وهو يستعرض الوضع السياسي في بلاده أمام "بوتين"، قائلا إن الذين ما زالوا يخرجون في الحراك الشعبي "هم مجرد عناصر"، وأن "الوضع متحكم فيه".

في المقابل، ظهرت تعابير وجه "بوتين"، خلال استماعه لـ "بن صالح"، وكأنها مزيج من السخرية والتهكم.

وإزاء ذلك، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بحالة من الغضب والسخط بأوساط الناشطين الجزائريين، وسط شبه إجماع على أن ما قام به الرئيس المؤقت "فضيحة"؛ لأنه ما كان عليه أن يخوض في شأن داخلي مع مسؤول دولة أجنبية، مقابل دفاع الموالين للرئيس المؤقت.

وضاعف من سخونة الردود، أن روسيا كانت أول بلد يلجأ إليه نظام الرئيس الجزائري السابق "عبد العزيز بوتفليقة" حين كان يتهاوى تحت ضغط الحراك الشعبي.

كما أثارت الصورة الجماعية لقمة روسيا ـ إفريقيا في سوتشي، تعليقات أخرى غاضبة؛ بسبب وقوف "بن صالح" في آخر الصف الأول.

واعتبر العديد من الناشطين المؤيدين للحراك الشعبي الصورة "إهانة للجزائر"، أكبر بلد إفريقي من حيث المساحة، وأكبر شريك اقتصادي عربي وأفريقي لموسكو.

واستضافت مدينة سوتشي، يومي 23- 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قمة "روسيا - أفريقيا"، برئاسة مشتركة لكل من الرئيسين الروسي، والمصري "عبد الفتاح السيسي" بصفته الحالية رئيسا للاتحاد الأفريقي، وكذلك المنتدى "الروسي الأفريقي"، وقعت خلاله 50 اتفاقية تقدر قيمتها بنحو 12.5 مليار دولار.