سلطت صحيفة "تايمز" البريطانية الضوء على الأمير "سلمان بن عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود"، الذي وصفته بالأمير المثقف الذي يتحدث عدة لغات، وحاصل على شهادة من جامعة السوربون ولديه مصالح تجارية مهمة في أوروبا والرياض.

وفى تقرير لها تحت عنوان "الغبار يتراكم بقصور فرنسية لأمير سعودي مختطف"، قالت الصحيفة إن منازل الأمير، المعتقل منذ أكثر من عامين، في العاصمة الفرنسية باريس تعاني من الخراب، في حين تشعر عائلته باليأس بسبب غيابه الطويل.

وذكرت الصحيفة أن كل ذنب الأمير "سلمان"، والشهير بالأمير "غزالان"، أنه أعرب عن استيائه من تصرفات أقوى رجل في المملكة، وهو ولي العهد السعودي، "محمد بن سلمان".  

ولفتت إلى أن منزل الأمير "سلمان" بفرنسا هو مبنى كبير وقديم ويقع خلف واجهة من الحجر الرملي، في الدائرة 16 بالعاصمة باريس، وأشارت إلى أن هذا المنزل ربما أدخل السرور على "نابليون الثالث".

وذكرت أن الغرف المغطاة بالألواح الخشبية، تمتلئ بالنقوش، والمفروشات المطلية بالذهب، وطاولات رخامية حمراء اللون على نمط مدرسة الفنون الجميلة في فرنسا، وعلى الجدران تعلق لوحات لأباطرة المغول.

وأشارت إلى أن هذا المنزل واحد من أربع عقارات، تقدر قيمتها بنحو 60 مليون جنيه استرليني، تمتلكها عائلته الأمير في هذا الركن من باريس، المحاط بالسفارات والمطاعم الراقية.

وكانت تقارير سابقة ألمحت إلى أن غيرة ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" دفعته للزج بالأمير "سلمان بن عبدالعزيز" في غياهب السجون.

وحظي الأمير "سلمان بن عبدالعزيز" بوسام الشرف في فرنسا،  كما كان يعتبر أحد سفراء الثقافة السعودية في باريس وفي عواصم أخرى، باعتراف الملك "سلمان" نفسه حين كان وليا للعهد، وفقا لتصريحات أحد أصدقاء الأمير الشاب.

 وقال "راشد"، صديق الأمير "سلمان بن عبدالعزيز"، أن الملك "سلمان" حين كان وليا للعهد، أرسل له رسالة يقول فيها "إنك فخرنا وفخر هذا الوطن وقد رفعت العلم السعودي عاليا في أوروبا"،  لأنه قام بجهود ونشاطات ثقافية كثيرة هناك.

وقال "راشد"، الذي فر من السعودية، في شهادة أدلى بها لقناة "الجزيرة"، العام الماضي من بروكسل، أن الأمير "سلمان بن عبدالعزيز" محروم من التواصل مع أهله ، ويقبع في السجن من دون أن توجه له تهم أو يحاكم محاكمة عادلة، تماما كوالد "راشد"، الذي اعتقل بعده بأيام .

وذكر "راشد" أنه لا يسمح للأمير بالتواصل مع العائلة ولا يسمح لأحد بزيارتهما ولا بتوكيل محام هناك.

واعتبر "راشد" أن ما يثير الغضب أننا في القرن الحادي والعشرين وهناك حقوق إنسان، قائلا لـ"بن سلمان": "إن كانا مذنبين حاكمهما واترك القضاء يحدد مستقبلهما".

وقال: "لا يمكنني أن اصدق أنه رفض دفع فواتير أو ما شابه ذلك، هذا ما أعلنته السلطات السعودية".

وذكر أن اعتقال والد الأمير الشاب تم بمجرد اتصاله بمحام فرنسي، وتكليف بقضية ابنه.

من جهته قال المحامي "إيلي حاتم " الذي تحدث إليه والد الأمير "سلمان"  إنه تم توقيف الوالد بعدما

اتصل به وتحدث معه عن مسألة توقيف نجله.

وأضاف المحامي: "عندما طلبت من الرئيس الفرنسي التدخل في هذه المسألة كنت أدري جدا أن هذه القضية ليست بسهلة، لكن بالاستناد إلى توقيف شخصين دون سبب وهو مخالف للقوانين الدولية، فإن فرنسا ستفعل ما بوسعها لتساعد في إخراج الأمير وولده".

وأكد "حاتم" أن اعتقال الأمير "سلمان" وراءه غيرة شخصية من ولي العهد، الأمير "محمد بن سلمان"، لافتا إلى أن هذه الغيرة كانت موجودة منذ الطفولة، بجانب أن الأمير "سلمان بن عبدالعزيز" مثقف جدا ويتحدث عدة لغات وحائز على دكتوراه من جامعة السوربون، ومتزوج من ابنة الملك السابق "عبدالله" ما يعطيه شرعية سياسية فائقة.