دبلوماسيون إسرائيليون: أردوغان مصلح عظيم ونجاحه كان مفاجأة لنا

الأربعاء 6 نوفمبر 2019 09:19 ص

قال دبلوماسيون إسرائيليون سابقون في أنقرة، إن وصول "رجب طيب أردوغان"، إلى سدة الحكم في تركيا عام 2003 كان مفاجأة كاملة لـ(إسرائيل) التي توقعت أن يطيح به الجيش التركي سريعا، مشيرين إلى أنه لا يزال مصلحا غيّر تركيا رأسا على عقب.

ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في تقرير مطول لها عن الرئيس التركي، شهادات دبلوماسيين إسرائيليين عملوا في تركيا إبان حكم "أردوغان".

مفاجأة تامة

التقرير نقل عن السفير الإسرائيلي الأسبق في أنقرة، "بنحاس أفيفي" قوله، "كنت سفيرًا في السنوات الأولى من وصول أردوغان إلى السلطة، وكان ذلك بالنسبة لـ(إسرائيل) مفاجأة تامة، بعد ثورة أتاتورك كان كلما حاول مرشح ديني الوصول إلى سدة الحكم، عرف الجيش كيف يطيح به بسرعة، لم يتوقع أحد أن ينجح أردوغان، وحين فعل ذلك، وجدنا أنفسنا نبدأ من جديد. لم يكن معروفًا لنا بما يكفي".

وتابع "أفيفي": "أردوغان في سنوات حكمه الأولى سار على حبل رفيع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، كان لديه نية لإجراء حوار جاد معنا، ثم حدثت سلسلة من الأزمات التي أدت إلى تدهور العلاقات".

ويعتقد الدكتور "ألون لي إيل"، الذي شغل سابقًا منصب سفير (إسرائيل) في تركيا، أن الهجوم على غزة في نهاية عام 2008 كان خط الصدع بين "أردوغان" و(إسرائيل): "في اليوم الأول من العملية، تلقى أردوغان تقارير تفيد بأننا قصفنا من الجو وكانت هناك خسائر كبيرة ثم انهار كل شيء".

مصلح عظيم

وأضاف: "إذا كان أتاتورك مصلحًا عظيمًا في الاتجاهات التي أحببناها، فإن أردوغان هو مصلح عظيم في الاتجاه المعاكس، لكنه لا يزال مصلحًا غيّر تركيا رأسا على عقب، اعتبر أشخاص مثلي أن وصوله إلى السلطة ثورة".

ويوضح "لي إيل" أن "الهدف الأول لأردوغان كان تغيير تركيا ومحو الكمالية، لقد كانت هناك دائرتان من ملايين الأشخاص الذين ألحق بهم أتاتورك أذىً شديدًا؛ الأكراد والمتدينون، أردوغان ينتمي إلى الدائرة الدينية، ولم يكن يُسمح للمتدينين بالعمل السياسي أو العمل العام".

ووفقًا للسفير الإسرائيلي  فإن "أردوغان" كان "خبيرا اقتصاديا وكان عمدة ممتازًا يعمل مع قطاع الأعمال والمجتمع الدولي، أنا مستعد أن أعطيك أرقام هواتف القادة المهمين في الجالية اليهودية في تركيا، وسيخبرونك أنه كان أفضل عمدة مدينة قابلوه".

ويذكر التقرير أن الأتراك لم ينسوا لـ"أردوغان" عمله المثير للإعجاب في إسطنبول، حيث كانت المدينة مثقلة بالديون، فجاء "أردوغان" ونجح في علاج عجز الميزانية، وجلب استثمارات ضخمة.

وتابع قائلًا: "تولى أردوغان منصب رئيس الوزراء في عام 2003 بعد أزمة اقتصادية ضخمة، واستقر الوضع وجعل تركيا قوة عظمى في البنية التحتية، والتجارة، والعملة".

 العلاقات الاقتصادية مع (إسرائيل)

ووفقا للتقرير فإن النجاح الاقتصادي يجعل (أردوغان) يغض الطرف عن العلاقة الاقتصادية مع (إسرائيل) التي لا تزال مستمرة.

وتقول الدكتورة "غاليا ليندنشتراوس"، كبيرة الباحثين في معهد أبحاث الأمن القومي والمتخصصة في الشأن التركي: "نرى أردوغان يظهر في المسائل الاقتصادية براغماتية، تكاليف النقل من تركيا إلى (إسرائيل) ضئيلة، لذلك من الناحية الاقتصادية نحن نوع من السوق الداخلية للسلع التركية، وحقيقة أن الليرة التركية قد تراجعت خاصة في العامين الأخيرين، تجعل الاستيراد من هناك مفيدًا جدًا للإسرائيليين".

ولكن الوضع على مستوى التعاون الأمني والعسكري تراجع في المقابل منذ تولي "أردوغان"، ويعتقد السفير "لي إيل" أن الوضع بين الدولتين لا يزال كارثيًا في هذا المجال أيضًا: "إذا عدنا إلى الوراء كانت هناك صفقات أمنية تشمل الدبابات والطائرات، صفقات ربحت منها (إسرائيل) كثيرًا… أما اليوم فقد تراجعت المعاملات الاقتصادية".

ولم يفت تقرير الصحيفة الإسرائيلية بالطبع تكرار المزاعم الغربية بشأن قمع "أردوغان" للمعارضة، واضطهاده للأكراد، والتطرق إلى حملة التطهير التي تشنها السلطات التركية ضد حركة "فتح الله غولن" الإرهابية، ووصلت إلى حد الادعاء بأن محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في يوليو/تموز 2016 كانت من تدبير "أردوغان".

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات التركية الإسرائيلية العلاقات الإسرائيلية التركية

تركيا.. انطلاق مؤتمر عالمي ضد التطبيع بمشاركة 50 دولة