مدرسة تركية لرعاية أطفال مسلمي الإيجور

الخميس 21 نوفمبر 2019 11:55 م

مدرسة تركية تحتضن العشرات من أطفال الإيجور، في محاولة لتخفيف آلام الحرمان من آبائهم، المعتقلين في سجون بمقاطعة شينجيانج شمال غربي الصين.

المدرسة الواقعة على مشارف مدينة إسطنبول، وافتتحت العام الماضي، يُطلب من معلميها تجنب الحديث عن ذلك الموضوع، لكن الأطفال يعرفون ما يجري.

يقول المستشار المكلف برعاية احتياجات الأطفال "محمد عزت الله"، لموقع راديو PRI الدولي: "في بعض الأحيان يعزلون أنفسهم ويصيبهم الحزن. أفعل كل ما بوسعي للتخفيف عنهم، لكنني لا أعرف حقًا ما يجب فعله. وهذا يحدث كثيرًا".

ولكن أكثر ما يقلق هؤلاء الأطفال، هو مصير أولياء أمورهم الذين احتجزوا في معسكرات العمل القسري وإعادة التأهيل في الصين التي تحتجز أكثر من مليون شخص من أبناء الأقلية العرقية المسلمة، بحسب "عزت الله".

وأضاف أنه غالبًا ما يتم احتجاز الوالدين الذين يسافرون عند عودتهم إلى الصين، أو مصادرة جوازات سفرهم.

يقول "إيمان يعقوب"، 52 عامًا، الذي يرسل أحفاده إلى المدرسة لحضور فصول مسائية: "إنهم يحبون المدرسة والمعلمين. نرسلهم إلى المدرسة لأننا غير قادرين على مساعدتهم في واجباتهم الدراسية في مدرستهم التركية".

وصل "يعقوب" إلى تركيا في فبراير/شباط من عام 2018. ويقوم على تربية اثنين من أحفاده من عائدات متجر صغير يبيع فيه الفواكه والخضروات.

وأضاف: "نحاول الاعتناء بهما، لكن لا يمككنا بالطبع أن نكون بديلًا لوالديهما. وأوضح أن والدي الطفلين وشقيقين أصغر سنًا ما زالوا في الصين. لم نتمكن من الاتصال بهم منذ اعتقال والدهم واقتيادهم إلى معسكر اعتقال".

وتابع: "لم نخبرهما قط بالقصة الحقيقية الكاملة. نحاول دائمًا إخبارهما بوجود مشكلة في جواز السفر، يومًا ما سيأتون إلى هنا. لا تقلقا".

ويقول مدير المدرسة، "حسيب الله كوسيمي"، إن معظم الأطفال هنا يعرفون أن والديهم محتجزون في المعسكرات. في بعض الحالات، تلقى الأطفال معلومات تفيد بأن والديهم قد ماتا في معسكر الاعتقال. 

وأضاف: "وهذا يضع علامة استفهام كبيرة على مستقبلهم. يعيشون وحدهم في بلد أجنبي. ما هي خياراتهم؟".

ويقول قادة الإيجور إن ما يصل إلى 400 طفل من الإيجور يعيشون بدون والديهم في تركيا، وغالبًا ما يعيشون في رعاية أحد الأقارب أو أصدقاء العائلة. 

وفي مايو/أيار الماضي، ذكر كبير مسؤولي شؤون آسيا في البنتاجون "راندال شرايفر"، أنه من المرجح أن يكون عدد المحتجزين في معسكرات الصين أقرب إلى 3 ملايين مواطن، في منطقة يبلغ عدد سكانها نحو 20 مليون شخص.

ويقول ناشطون وشهود عيان، إنّ الصين تستخدم التعذيب لإدماج الإيجور المسلمين قسراً، وتضغط عليهم للتخلي عن عقائدهم وشعائرهم مثل الصلاة، وإجبارهم على تناول لحم الخنزير وشرب الكحول.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مسلمي الإيغور المدرسة التركية

طلاب من مسلمي الإيجور يتفاجؤون باختفاء عائلاتهم بعد عودتهم للصين