قواعد عسكرية وتغيير ديمجرافي.. إيران تكثف نشاطها بدير الزور

الاثنين 25 نوفمبر 2019 11:36 ص

أفادت مصادر مطلعة بأن إيران تكثف نشاطها العسكري والدعوي والثقافي بمحافظة دير الزور السورية عبر إنشاء قواعد عسكرية وتبني إجراءات للتغير الديمجرافي ضمن مشروعها في الوصول إلى البحر المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان.

وذكرت المصادر أن منطقة حقل الورد النفطي في محيط البوكمال تمثل أحد القواعد العسكرية الإيرانية، وتعتبر تجمّعاً لميليشيا "الحشد الشعبي" و"حركة النجباء" العراقية، وعدد آخر من الميليشيات الإيرانية، وزارها رئيس أركان الجيش الإيراني "محمد باقري" في أواسط شهر مارس/ آذار الماضي أثناء جولته على القواعد الإيرانية في المحافظة، وفقا لما أورده موقع "العربي الجديد".

وأضافت أن ميليشيات إيرانية تنفذ مهمات إسناد ودوريات مستمرة إلى مدن الريف الشرقي لدير الزور انطلاقا من مجمّع المقار العسكرية في الجلاء، وهو مجموعة من النقاط والمقرات العسكرية الإيرانية في منطقة الجلاء التي تقع بالقرب من المنطقة الأثرية "دورا أوروبس" في محيط البوكمال.

وأشارت المصادر إلى تعاون بين الميليشيات الإيرانية وجيب أخير لتنظيم "الدولة الإسلامية" في البادية المقابلة لمدينة البوكمال فيما يخص تهريب مقاتلي التنظيم من شرق الفرات، ولا سيما من منطقة الباغوز نحو البادية عبر صفقات أبرمت مع الميليشيات.

وزار هذه القاعدة قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" في 26 يوليو/تموز الماضي، وظهر في مقاطع مصورة من داخلها.

أما معسكري الصاعقة والطلائع فيمثلان قاعدتين لأكبر تجمّع للميليشيات الإيرانية داخل دير الزور، ويقعان بالقرب من مبنى المحافظة وحي الجورة، فيما يستقر خبراء عسكريون روس في قاعدة المطار العسكري، وهي قاعدة مشتركة بين الفئات المدعومة من إيران وعلى رأسها "حزب الله"، وقوات من الجيش الروسي.

بينما تقع قاعدة "عين علي" في بادية مدينة القورية في الريف الشرقي لدير الزور، وأنشأت مليشيا "فاطميون" فيها مزاراً دينياً، وتعتبر  -إلى جانب أهميتها العسكرية- مركزاً لتجمع الحجاج القادمين من إيران والعراق باتجاه سوريا.

ويتوزع ما تبقّى من مقار عسكرية وأمنية إيرانية في لدير الزور بمدن الميادين والعشارة، وأحياء العمال، مع وجود إيراني داخل الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري في أحياء الجورة والقصور والرواد داخل المدينة، بحسب المصادر.

ومنذ فرض الميليشيات الإيرانية سيطرتها على دير الزور، بدأت بتنفيذ مخططات بهدف تحقيق التغيير المذهبي والثقافي في المنطقة، من خلال نشر الثقافة الإيرانية عبر أساليب متعددة، منها: شراء العقارات منذ عام 2018، سواء بشكل مباشر عن طريق التواصل مع أصحاب المنازل في أماكن متفرقة من المحافظة، أو بصورة غير مباشرة عن طريق شراء عقارات المدنيين المهجرين عبر سماسرة على صلة بمحافظ دير الزور، ثم تحويل ملكيتها إلى أفراد الميليشيات الإيرانية لاحقا.

وأشارت المصادر، في هذا الصدد، إلى مصادرة عدد من العقارات التي تعود لمعارضين للنظام السوري بشكل مباشر وتحويل ملكيتها لأفراد ينتسبون إلى المليشيات الإيرانية.

وفي السياق، برز دور المنظمات الإيرانية التي تابعت هذا النشاط بذات الطريقة، بالإضافة إلى دور النظام السوري الذي سهّل شراء العقارات بإصداره المرسوم رقم 10 في عام 2018، الذي يقضي بضرورة عودة أصحاب العقارات اللاجئين وتثبيت ملكيتهم.

وبحسب المصادر، فإن أكثر من ثلثي سكان دير الزور، الذين قُدر عددهم بنحو مليوني نسمة في عام 2010، قد هُجّروا من المنطقة بفعل الاستهداف المتواصل والانتهاكات من قبل نظام الأسد ومليشياته، وبالتالي لن يعودوا لإثبات ملكياتهم العقارية.

وأضافت أن المنظمات الدينية الإيرانية سعت إلى نشر التشيع في المحافظة، عن طريق دسّ وتوزيع الكتيبات والمنشورات الدينية داخل السلال الغذائية التي يضطر السكان للحصول عليها بفعل الضائقة المادية وخصوصاً في المناطق الريفية، بالإضافة إلى إقامة فعاليات مختلفة، يتم خلالها استعراض مقاطع مصورة ونشاطات تحضّ الحضور على اتباع المذهب الجعفري الإثنى عشري.

وتقدم الحكومة الإيرانية تسهيلات ومنحاً دراسية لأهالي دير الزور لمتابعة الدراسة في طهران بالمجان، مع التكفل بجميع المصاريف المترتبة على الطلاب أثناء دراستهم، وقد سافر عشرات الطلاب خلال السنوات الماضية إلى العاصمة الإيرانية طهران لإتمام الدراسة.

وافتتحت إيران "المركز الثقافي الإيراني" في حي القصور في دير الزور العام الماضي، الذي تُقام داخله فعاليات وندوات هدفها ديني، ولتحريض الشبان على الالتحاق بالمليشيات الإيرانية.

وفي الإطار ذاته، عمدت إيران، عن طريق ما سمتها "اللجنة الشعبية للصداقة السورية الإيرانية"، إلى تأسيس مركز لما بات يعرف بـ"كشافة المهدي" في دير الزور، ويتم داخل المركز تدريب الأطفال على حمل السلاح وترغيبهم أيضاً في الانضمام إلى الكتائب المقاتلة التي ترعاها طهران.

كما فرضت الميليشيات الإيرانية مناهج مطبوعة باللغة الفارسية في مناطق متفرقة من دير الزور، وألغت الكتب المطبوعة من وزارة التربية والتعليم التابعة للنظام السوري، وظهر توزيع المناهج بشكل علني في منطقة معدان بين الحدود الإدارية لمحافظتي الرقة ودير الزور بالإضافة إلى الريف المجاور.

وذكرت المصادر أن الميليشيات الإيرانية أنشأت عددا كبيرا من الحسينيات بالمحافظة السورية وحولت عددا من المساجد في مدن البوكمال والعشارة والميادين والقورية إلى حسينيات.

وظهرت خلال الفترة الماضية وثائق تثبت تجنيس مواطنين إيرانيين وأفغان وإدراجهم ضمن السجلات السورية على أنهم من أبناء محافظة دير الزور، في محاولة مباشرة نحو التغيير الديمغرافي في المحافظة.

ويرى الناشط السوري "صهيب جابر"، وهو أحد أبناء دير الزور، أن استمرار الواقع الحالي لسنوات مقبلة يعني احتمال تغيير جزء من هوية المنطقة بسبب التراكم الزمني، مضيفا: "اليوم نتحدّث عن ثلاث سنوات من هذه البرامج والنشاطات الإيرانية. والعملية إذا ما أرادت إيران حصاد نتائجها تحتاج إلى عقود".

وأشار إلى أن أخطر النشاطات الإيرانية التي يجب العمل على إيقافها بأسرع وقت، هي "تجنيد الأطفال واليافعين، فهي سلاح خطير ربما تستخدمه إيران مع مرور الزمن للهيمنة على المنطقة عسكرياً وثقافياً ودينياً" حسب قوله.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الوجود الإيراني في سوريا دير الزور

عبر العراق.. ميليشيات إيرانية تعزز وجودها بدير الزور السورية