باحث إسرائيلي: تل أبيب لها مصالح ملحة في قناة السويس

الثلاثاء 26 نوفمبر 2019 01:22 ص

بعد أن ظلت لسنوات سببا للتوتر والحرب بينهما، باتت قناة السويس الآن مدخلا إلى مسار واسع للسلام والعلاقات بين مصر و(إسرائيل).

ما سبق كان خلاصة تحليل كتبه الباحث الإسرائيلي بمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة (تل أبيب) "أوفير فينتر".

وقال "فينتر"، إن قناة السويس اعتبرت في عهد الرئيس المصري الراحل "جمال عبدالناصر" رمزاً لصراع مصر ضد الاستعمار الغربي و(إسرائيل)، لكنها في العصر الحالي باتت القناة ترمز أكثر من أي شيء آخر إلى انفتاح مصر على العالم وتطلعها لأن تكون حلقة تربط بين الشرق والغرب.

وأضاف أن القناة تعرض على القاهرة و(تل أبيب) حاليا، فرصاً للتعاون متعدد المجالات – الأمني، الاقتصادي والبيئي.

واعتبر "فينتر" أن لـ(إسرائيل) مصلحة مباشرة في أمن القناة، حيث تمر نحو 20% من التجارة الخارجية البحرية لها في طريقها إلى الشرق الأقصى.

إضافة إلى ذلك، يقول الباحث، فإن لـ(إسرائيل) ومصر وغيرهما من الدول مصلحة للتعاون في حماية مسارات الملاحة في البحر الأحمر مقابل تهديدات محتملة من جانب إيران وفروعها.

وتابع: "كلما تعززت الثقة بين الطرفين، يمكن لــ(إسرائيل) أن تتقاسم مع مصر تكنولوجيات الدفاع السيبرانية لحماية منظومات الاتصال، والنقليات، والمعلومات والحواسيب التي تستخدم في القناة وفي موانئها".

أما على المستوى الاقتصادي، فيرى "فينتر" أنه في إطار اتفاق الغاز وعلى طول القناة، هناك ثلاث مناطق صناعية إسرائيلية – مصرية معروفة، في بورسعيد والإسماعيلية والسويس (شمال شرقي مصر)، معفاة من الجمارك لتصدير البضائع إلى الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن زخم التنمية في المنطقة الاقتصادية للقناة يمنح (إسرائيل) ومصر فرصة لتشجيع توسيع التعاون بينهما، بما في ذلك المشاريع المشتركة في مجال التكنولوجيا العليا.

وأوضح أنه يمكن لمصر و(إسرائيل) والولايات المتحدة فحص إدخال الصين إلى اتفاق الغاز، في ضوء اهتمامها بإقامة مشاريع تتمتع بالإعفاء الأمريكي من الجمارك.

وأضاف أن تنمية المنطقة الصناعية في القناة لها أهمية أمنية أيضاً، فزيادة فرص العمل للسكان المحليين في شمال سيناء ستساهم في إبعادهم عن النشاط الإرهابي والتهريب إلى قطاع غزة، على حد قوله.

أما على المستوى البيئي، قال الباحث الإسرائيلي إن القاهرة و(تل أبيب) قد تتعاونان لتحفيف الأضرار التي سببتها قناة السويس للبحر المتوسط، على حد قوله.

وأشار إلى أنه من بحوث المختصين بالبيولوجيا البحرية، وعلى رأسهم البروفيسورة "بيلا جليل"، يتبين أنه عقب توسيع القناة وتعميقها منذ أيام "عبدالناصر" وحتى الرئيس الحالي "عبدالفتاح السيسي" نشأ رواق بحري يعبر فيه مئات الأنواع من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، ما يخل بالمنظومة البيئية وبالتنوع البيولوجي.

وضرب مثال على ذلك، بالأسماك البحرية التي تقرص السياح على الشواطئ، وتقرص الصيادين وتضر بمنشآت التحلية ومحطات توليد الطاقة في الحوض الشرقي من البحر المتوسط.

وتحدث الباحث الإسرائيلي، عن توسعة قناة السويس الأخيرة، التي تمت في عهد "السيسي"، قائلا إن النظام المصري روج لهذا المشروع تحت اسم "قناة السويس الجديدة" لاكتساب شرعية سياسية بالأساس، ومكاسب اقتصادية.

لكن، وحسب "فينتر"، فإن التقييم الأولي لإنجازات "قناة السويس الجديدة" يظهر "نجاحات إلى جانب خيبات أمل".

ويمضي بالقول: "رغم أن القناة المتطورة سجلت في أربع سنوات عملها الأولى سلسلة من الأرقام القياسية الجديدة، غير أنها لا تزال بعيدة عن الأهداف المحددة للمشروع للعام 2023".

وأضاف: "تتعلق خيبة الأمل الأساس بمداخيل القناة من مردودات العبور. فقد استند المشروع إلى توقع يقضي بأن تزداد المداخيل من 5.3 مليار دولار في 2014، إلى 13.4 مليار دولار في 2023 (ارتفاع بمعدل 259%)".

وتابع: "أما حسب المعطيات الرسمية التي نشرتها سلطة القناة، ففي العام 2018 بلغت المداخيل 5.9 مليار دولار (ارتفاع بنحو 11.2% مقارنة بالعام 2014) والربح المتوقع للعام 2019 يبلغ 6.1 مليار دولار فقط".

أما بالنسبة لحجم عبور السفن في القناة، فقد بلغ في 2018 نحو 50 سفينة بالمتوسط في اليوم، مقابل 47 في 2014 (ارتفاع معتدل بنحو 6.3%).

وعلى الجانب الإيجابي، قال "أفينتر" إن القاهرة نجحت في في تجنيد استثمارات بمبلغ نحو 25 مليار دولار.

إضافة إلى ذلك، يرى "أفينتر" أن هناك تقدم حقيقي في إقامة "أنفاق السويس" المشروع الذي تقدر كلفته بنحو 4 مليار دولار ويستهدف تسهيل الوصول إلى المناطق الصناعية التي تبنى حول القناة وتسمح بربط جغرافي أفضل بين شبه جزيرة سيناء وقلب الدولة.

وعاد "أفينتر" إلى الإخفاقات عندما تحدث عن المنطقة الصناعية التي تنشئها مصر حول قناة السويس، فقال إنه في اللحظة التي يفترض فيها للمنطقة الصناعية في القناة أن تنتج في المستقبل نحو 25 مليار دولار في السنة، بلغت أرباحها الحقيقية في 2018 نحو 136 مليون دولار فقط.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

قناة السويس الجديدة مشروع قناة السويس منطقة قناة السويس العلاقات المصرية الإسرائيلية

مسؤول مصري: تفريعة قناة السويس استردت تكاليف إنشائها