كشف تسريب صوتي للشرطي السوداني السابق، "نزار نعيم"، الذي توفي في القاهرة في ظروف غامضة، أنه كان يخشى من محاولات تصفيته من جهات وصفها بالخطيرة؛ وذلك على خلفية امتلاكه معلومات تُدين مسؤولين أمنيين بأحداث فض اعتصام القيادة العامة بالخرطوم.
وفي التسجيل الصوتي الذي نشرته قناة "الجزيرة مباشر" -قالت إنها حصلت عليه من أسرة الشرطي السوداني- أوضح "نعيم" أنه نتيجة لخوفه الشديد على حياته فإنه يعتزم السفر إلى مصر.
الجزيرة مباشر تحصل على تسجيلات صوتية للشرطي السوداني #نزار_النعيم الذي توفي في القاهرة في ظروف غامضة تكشف خشيته على حياته بسبب امتلاكه معلومات تدين مسؤولين أمنيين في أحداث فض القيادة العامة pic.twitter.com/KLJL5CZsXx
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 27, 2019
واتهم "نعيم" في التسجيل بوجود تلاعب من قبل جهات قضائية، وتدخلات من قبل موالين للرئيس المخلوع "عمر البشير" في قضية قتل الثوار، من بينها استبدال القاضي.
وكان "نعيم" شاهدًا على عملية فض اعتصام القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم.
وذكر "نعيم" أن الأمر أصبح فيه خطورة على حياته، وربما يتعرض لتصفية ولذلك فإنه قرر جمع وثائق وأدلة في قضية قتل الثوار والذهاب إلى القاهرة.
وقدم "نعيم" استقالته من الشرطة أثناء اندلاع الاحتجاجات الشعبية بالسودان في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد رفضه أوامر بضرب المتظاهرين.
شكوك
وبينما نفت مصر أن تكون لوفاة "نعيم" أي خلفيات متعلقة بالشأن السوداني الداخلي، وأكدت أن وفاته كانت لأسباب صحية، لازالت أسرته تشكك في رواية وفاته بالتهاب رئوي حاد.
وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قال عم "نزار نعيم"، إن ابن أخيه قتل مسموما وإن جهات في النظام مسؤولة عن قتله لإخفاء حقيقة ما حدث للمتظاهرين إبان فض اعتصام الخرطوم مطلع يونيو/حزيران الماضي.
وأضاف، خلال مقابلة مع قناة "الجزيرة مباشر"، أن "نزار" انحاز إلى الثورة السودانية منذ يومها الأول ورفض المشاركة في قتل المتظاهرين السلميين، وأنه كان يمتلك معلومات عن المتورطين في قتل المحتجين إبان الثورة.
تحقيق
من جهته شكل رئيس الوزراء السوداني، "عبدالله حمدوك"، في وقت سابق هذا الشهر، لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة "نعيم" بالقاهرة.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية، أن "حمدوك" عهد إلى اللجنة بالتحقيق وجمع المعلومات واتخاذ الإجراءات الضرورية لمعرفة أسباب الوفاة.
وجاءت خطوة تشكيل اللجنة بعد اندلاع احتجاجات بعدة مناطق من مدينة أم درمان، غربي الخرطوم، بعد الإعلان عن وفاة الشرطي، "نزار نعيم"، بالقاهرة في ظل ظروف غامضة.
وفي يوليو/تموز الماضي، كشف "تجمع المهنيين السودانيين"، الذي قاد الاحتجاجات في البلاد، عن "اختفاء قسري لمئات المواطنين"، في أعقاب أحداث فض اعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، في يونيو/حزيران الماضي.
وحسب إحصاءات وزارة الصحة السودانية، بلغ عدد قتلى فض ساحة اعتصام الخرطوم، 61 شخصا.
فيما حمّلت "قوى إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي، المجلس الانتقالي العسكري الحاكم مسؤولية فض الاعتصام، وقالت إنه أسفر عن سقوط 128 قتيلًا.
ويشهد السودان اضطرابات منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/نيسان الماضي، "عمر البشير" من الرئاسة (1989 - 2019)؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.
وبدأت في 21 أغسطس/آب الماضي، بالسودان، فترة انتقالية تستمر 39 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم السلطة خلالها كل من المجلس العسكري، وقوى "إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي.