ن.تايمز: التبييض الرياضي أسلوب السعودية لإعادة تأهيل صورتها العالمية

الاثنين 2 ديسمبر 2019 08:52 م

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن توجه السعودية لاستضافة مباريات الرياضات الغربية مؤخرا، حلقة في مسلسل "تبييض رياضي" تتبعه المملكة لإعادة تأهيل صورتها العالمية، خاصة بعد جريمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وذكر تقرير للصحيفة الأمريكية، الإثنين، أن النهج السعودي يقوم على فصل صناعة الترفيه الرياضي عن حقوق الإنسان، وتوظيفها لتنويع الاقتصاد المحلي.

واستشهد التقرير بمباراة مصارعة نظمت في عيد الهالوين بين مصارعتين سعوديتين ورد الفعل المحلي عليها، مشيرا إلى أن الحدث لم يكن سهلا في ظل مملكة عرف عنها التشدد وفرض القيود على كيفية تصرف المرأة وما يجب عليها ارتداؤه.

وفي السياق، قال مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية "فيليب ناصيف": "من المؤكد أن هذه عملية تبييض سياسي (..) هم (السعوديون) معروفون باضطهاد المرأة والأقليات العرقية. وما هي أحسن حالة لتغيير الصورة من مباراة مصارعة للنساء؟".

وأضاف أن "العلاقة بين المؤسسات الرياضية الدولية مثل WWE والحكومة السعودية رمزي في وقت تحاول فيه المؤسسات عن أسواق جديدة وتبحث السعودية عن طرق لوقف اعتماد اقتصادها على النفط فقط، إلا أن الدفع باتجاه التنويع يعاني من تعقيدات وردة فعل ومقاطعة وسط اتهامات بأنها تعمل على مساعدة مبادرة علاقات عامة للحكومة القمعية السعودية".

وأشار إلى أن السفيرة السعودية بواشنطن "ريما بنت بندر آل سعود" عملت مع شركة علاقات أمريكية لترتيب لقاءات مع اتحاد كرة السلة الوطني واتحاد كرة القدم ومجلس التزلج العالمي وفورميولا وان لمناقشة نقل المناسبات الرياضية الدولية إلى المملكة، وتبع ذلك إعلان هيئة الرياضة السعودية (يوليو/تموز الماضي) عن استثمارات بـ650 مليون دولار لتطوير الرياضة المحلية وجذب المناسبات الدولية.

وفي هذا الشهر سيلتقي الملاكم البريطاني "أنتوني جوشوا" مع المكسيكي "أندي رويز جونيور" على ملعب تم بناؤه خصيصا لهذه المناسبة في بلدة الدرعية قرب الرياض، فيما أطلق عليها "صدام على الكثبان".

 كما تستضيف المملكة في مارس/آذار المقبل مباراة لسباق الخيل تقدم أغلى جائزة عالمية بقيمة 20 مليون دولار، إضافة إلى مباراة غولف للسيدات.

وتقول الباحثة السعودية في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا "هالة الدوسري": "أنظر لهذا على أنه محاولة من الحكومة للحصول على المال أكثر منها جهود حقيقية لمنح الحريات للمواطنين".

وكانت الاستخبارات المركزية الأمريكية قد توصلت، في العام الماضي إلى أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" مسؤول عن جريمة قتل "خاشقجي"، ومنذ ذلك الوقت تعاونت المملكة مع شركات العلاقات الدولية لإعادة تأهيل صورتها، وقال الأمير إنه مسؤول بشكل كامل عن الجريمة، بحكم موقعه القيادي، لكنه لم يأمر بها.

وبينما أكد المراقبون الدوليون استمرار انتهاكات حقوق الإنسان بالسعودية، شجبت منظمة العفو الدولية اعتقال الممكلة لناشطي المجتمع المدني وانتقدت "تغليف محاكمات المتهمين بقتل خاشقجي وللإعدامات الجماعية لنشطاء من الشيعة في أبريل/نيسان الماضي بالسرية".

كما نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تقريرا، الشهر الماضي، عن المعتقلات السعوديات رغم التقدم في مجال حقوق المرأة بالمملكة.

وقالت منظمة "القسط" السعودية، الإثنين الماضي إن سلطات المملكة اعتقلت 8 من المدونين والصحفيين من 5 مدن بالسعودية الشهر الماضي وداهمت بيوتهم وصادرت الكمبيوترات الشخصية والهواتف الذكية.

وفي بيان للمنظمة قالت "إنهم يحاولون التغطية على انتهاكاتهم من خلال عقد مناسبات رياضية ضخمة ويتم دعم المظاهر الكبيرة هذه عبر رجال الأعمال والسياسيين والرياضيين من أنحاء العالم".

وواجه لاعبا التنس المعروفان "نوفاك دكوفوبيتش" و"رفائيل نادال" انتقادات واسعة لقبولهما لعب مباراة في جدة السعودية قبل أن يلغيا المشاركة بحجة الإصابة.

وفي يوليو/تموز الماضي انسحبت مغنية الراب "نيكي ميناج" من المشاركة في مهرجان للموسيقى بعد انتقادها طريقة معاملة المرأة والمثليين في المملكة.

لكن انتقال الرياضات الدولية للسعودية جرى بسهولة، فقد عقدت WWE أولى مبارياتها عام 2014 ووقعت مع السعودية عقدا لمدة 10 سنوات بمبلغ نصف مليار دولار.

وأثار العقد ردة فعل من المعجبين على منصات التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا ما أخذته المؤسسة المسؤولة عن عروض المصارعة الغربية مالا ملوثا بالدماء واستعباد المرأة، على حد وصفهم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان جمال خاشقجي فورميولا إي

هل تنجح دبلوماسية الرياض الناعمة في عكس أضرار سياستها العدوانية؟

الجارديان: بايك إكستشينج آخر محطات التبييض الرياضي للسعودية

بسبب سجلها الحقوقي السيئ.. موراي يستبعد اللعب في السعودية مستقبلا