محاكمة ترامب المرتقبة تؤثر على انتخابات الديموقراطيين التمهيدية

الأحد 8 ديسمبر 2019 09:04 ص

من شأن توجيه الاتهام إلى "دونالد ترامب"، أن لا يقود نحو محاكمة تاريخية للرئيس الأمريكي أمام مجلس الشيوخ، فحسب، وإنّما أن يكبح حظوظ عدد من المرشحين الديموقراطيين في انتخابات حزبهم التمهيدية في مرحلة حساسة من الحملات الانتخابية.

ويمثل ذلك مفارقة أساسية في هذه العملية الهادفة إلى العزل.

و15 من المرشحين الديموقراطيين المحتملين لمنافسة الملياردير الجمهوري في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أعضاء في مجلس الشيوخ، وبالتالي سيتوجب عليهم، وفق الدستور، المشاركة في محاكمة "ترامب" التي ستبدأ في يناير/كانون الثاني.

وبإجبارهم على البقاء في واشنطن، سيتركون المسرح خاليا لمنافسيهم في ولايتي أيوا ونيو هامشير، حيث ستبدأ أولى عمليات التصويت في الانتخابات التمهيدية.

وسيكون هذان الاقتراعان حاسمين، لأنّهما يؤثران على بقية السباق.

وقال السناتور الجمهوري "جون كورنين"، إنّ هذا "غريب"، في تعليقه على وضعية نظرائه الديمقراطيين المؤيدين جميعا لعزل "دونالد ترامب".

ويعتبر "كورنين"، أنّ "برني ساندرز" و"إليزابيث وارن"، وهما من ذوي الحظوظ للتأهل "سيتضرران" في وجه "جو بايدن" و"بيت بوتيغيغ"، اللذين سيواصلان العمل في ايوا، حتى تاريخ الاقتراع في 3 فبراير/شباط، ثم يتوجهان إلى نيو هامشير، حيث سيجرى الاقتراع بعد 8 أيام.

ويعدّ الأمر أكثر تعقيداً بالنسبة إلى "امي كلوبوشار" و"كوري بوكر" و"مايكل بينيت"، الذين يتذيّلون قائمة المتنافسين الديموقراطيين، ويتعيّن عليهم حتماً إحياء حملاتهم.

وفي عام 1999 الذي لم يكن عام انتخابات، استمرت الإجراءات الساعية لعزل "بيل كلينتون"، نحو 5 أسابيع، من 7 يناير/ كانون الثاني حتى 12 فبراير/شباط.

وكان زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ "ميتش ماكونل"، أشار إلى أن الجلسات ستمتد من الإثنين حتى السبت، قاطعا إمكان السفر.

علاوة على ذلك، "لن يكون مسموحا لأعضاء مجلس الشيوخ بالتصريح" خلال العملية، وفق "ماكونل".

وسيتولى التحقيق قضاة تحت إشراف رئيس المحكمة العليا، ما يحرم المرشحين الديموقراطيين الظهور عبر القنوات التلفزيونية.

وإزاء هذه العقبات، يسعى المرشحون الديموقراطيون إلى أن يكونوا إيجابيين.

ويقول "مايكل بينيت"، وهو يحظى بنسبة 1% من نوايا التصويت بحسب الاستطلاعات: "علينا جميعاً الاضطلاع بواجبنا الدستوري"، مضيفاً: "سنجد حلاً".

من جانبها، ترفض "امي كلوبوشار" فكرة تضررها ببقائها في واشنطن، حتى لو أنّها تتشارك مع "جو بايدن" و"بيت بوتيغيغ" الخط الوسطي للحزب.

وقالت في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "أتجاوز أي عقبة في طريقي"، مشيرة إلى أنّ بمقدورها التعويل على بدلاء أشداء، على غرار ابنتها، للعب دور في الحملة الانتخابية.

غير أنّ الحال في أيوا ونيو هامشير، يفرض على المرشحين أن يكونوا على الأرض، ويجروا العديد من اللقاءات على المستويات الصغيرة.

ويوضح "جيم مانلي" وهو مستشار سياسي سبق أن عمل لفترات طويلة لصالح أعضاء ديموقراطيين في مجلس الشيوخ، أنّ المرشحين "قد يخسرون أوقاتاً ثمينة مع ناخبي ايوا الذين ينتظرون إجراء لقاءات مع من يريدون انتخابهم".

وثمة حلول بديلة مطروحة، تتمثل في المؤتمرات الصحفية على هامش المحاكمة أو الاعتماد على تسجيلات الفيديو.

كما سيسعى المرشحون إلى مغادرة واشنطن مساء كل سبت، ليكونوا حاضرين طيلة نهار الأحد في الميدان.

ولكن سيكون من المستحيل عليهم التغيب عن جلسات المحاكمة.

ويقول "جيم مانلي": "ليس ثمة ما هو أهم من هذه الإجراءات، باستثناء إعلان الحرب"، مشيراً إلى انّ التغيب عن جلسة لن يكون "قابلا للتنفيذ سياسيا".

ومن جانب "بايدن" و"بوتيغيغ"، فإنّ هذه المحاكمة لا تشتمل حصراً على فوائد.

سيكون بإمكانهما مواصلة العمل في ايوا ونيو هامشير، من دون أن يخشيا المنافسين، ولكنّهما لن يشاركا في "الحدث السياسي الأبرز لهذا العام، أو في التاريخ المعاصر"، وفق "مانلي".

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

عزل ترامب الانتخابات التمهيدية دونالد ترامب الديموقراطيون

استطلاع: نصف الأمريكيين يؤيدون مساءلة وعزل ترامب

فرص عزل ترامب.. لعبة أرقام بين النواب والشيوخ

عزل ترامب ومحاكمة نتنياهو: المصادفة والضرورة