مهاتير يتعهد بترك رئاسة وزراء ماليزيا لأنور لكن ليس قبل نوفمبر

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 07:45 م

تعهد "مهاتير محمد" رئيس وزراء ماليزيا، أكبر رئيس وزراء في العالم سنا، الثلاثاء، بتسليم السلطة لـ"أنور إبراهيم" خليفته المنتظر رغم توجيه اتهامات جديدة له بارتكابه اعتداءات جنسية.

وقال "مهاتير" (94 عاما)، في مقابلة مع "رويترز"، إنه لن يسلم السلطة قبل قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبك) التي ستستضيفها ماليزيا في نوفمبر/تشرين الثاني، لكنه سيكون مستعدا لتسليمها بعد ذلك.

وأضاف "مهاتير": "قطعت وعدا بتسليم السلطة وسأفعل، وبقبول ذلك فكرت في أن التغيير قبل قمة أبك مباشرة سيعطل الأمور".

وتابع: "ما يعنيني بالأمر، هو أنني سأتنحى وأسلمه السلطة. إذا كان الناس لا يريدونه فهذا شأنهم، لكنني سأفي بما وعدت به... بصرف النظر عن أي مزاعم. لقد قطعت وعدا وسأفي به".

ورد "مهاتير" على سؤال عما إذا كان تسليم السلطة سيتم في ديسمبر/كانون الأول عام 2020 قائلا: "سنبحث ذلك عندما يحين وقته".

كانت العلاقة المضطربة بين الرجلين، اللذين كانا حليفين ثم دبت العداوة بينهما قبل أن يتحدا من جديد من أجل الوصول إلى السلطة، قد شكلت السياسة في ماليزيا على مدى عقود.

وانتخب "مهاتير"، خلافا للتوقعات، في عام 2018 رئيسا لحكومة ائتلافية يقود "أنور" (72 عاما) أكبر حزب فيها. وسجن "أنور" مرتين في قضيتين مختلفتين تتعلقان باللواط والفساد ويقول إن الاتهامات ذات دوافع سياسية.

ونفى "أنور" الأسبوع الماضي مزاعم جديدة من مساعد سابق له عن أنه حاول إجباره على ممارسة الجنس معه ووصف الاتهامات بأنها "السياسة في أسوأ صورها".

وهذه هي المرة الثانية التي يتولى فيها "مهاتير" رئاسة الوزراء. فقد شغل المنصب من قبل لمدة 22 عاما من 1981 إلى 2003. وكان "أنور" نائبه من 1993 إلى 1998 عندما اختلف الرجلان. وسجن "أنور" العام التالي.

ورغم تعهد "مهاتير" في حملته الانتخابية عام 2018 بتسليم السلطة لـ"أنور"، ثارت الشكوك حول نواياه عندما قال في وقت لاحق إنه يحتاج لمزيد من الوقت لإخراج البلد المثقل بالديون من مشاكله.

وقال "مهاتير" إنه يأمل في التوصل إلى تسوية خارج المحكمة مع بنك جولدمان ساكس في وقت قريب بشأن فضيحة تتعلق بالصندوق السيادي الماليزي للتنمية (إم.دي.بي1) التي دفعت أسعار السندات الماليزية للارتفاع.

  • لم يشعر بالتعب

وقال "مهاتير"، مطلقا الردود على أسئلة وجهت إليه وهو جالس على أريكة في مكتبه الأنيق في بوتراجايا، إنه لم يشعر بالتعب رغم تقدمه في السن لأنه راض عن عمله.

وقال: "أحاول القيام بتمارين رياضية بسيطة، لكني بالأساس أبقي على وزني ثابتا... يبلغ وزني 62 كجم منذ 30 أو 40 عاما، لا يتغير. لا آكل كثيرا. لا آكل... عندما يكون الطعام شهيا. لا آكل أزيد من اللازم".

وإلى جانب سعيه لأن يصبح أول زعيم في العالم يستضيف قمة "أبك" مرتين، يسعى "مهاتير" كذلك لتعزيز مكانته كزعيم للعالم الإسلامي.

وقال مسؤولون إن قمة مقررة في كوالالمبور الأسبوع المقبل ستضم زعماء إيران وباكستان وتركيا ودولا إسلامية أخرى.

وقال "مهاتير" إن القمة ستبحث ما يتعرض له المسلمون من قمع في بعض الدول.

وأضاف أن ذلك سيشمل بحث مزاعم عن انتهاكات لحقوق الإنسان تمارس ضد الإيجور في إقليم تشينجيانج الصيني.

واعتبر أن فرص العالم الإسلامي لاتخاذ إجراء محدودة.

وتابع: "اتخاذ موقف أمر يختلف تماما عن القيام بشيء من شأنه تحسين هذا الوضع. إذا اتخذت موقفا، قد يزيد ذلك الضغوط لكنه لن يجدي نفعا".

واستطرد: "العالم الإسلامي لا يمكنه الوقوف في وجه أحد. نحن ضعاف جدا. أي شخص يمكنه التلاعب بنا، يمكنهم حتى جعلنا نحارب بعضنا البعض. هذا حالنا".

وقال "مهاتير" في السابق إن الصين أقوى من أن نتحداها وذات تعليقا على مزاعم تشينجيانج التي تنفيها بكين.

ولم تنج ميانمار من انتقاداته بشأن معاملة أقلية الروهينجا المسلمة بعد أن دفعت حملة شنها الجيش عام 2017 نحو 700 ألف إلى الفرار إلى بنجلاديش.

وفي حين تدافع زعيمة ميانمار "أونج سان سو كي" عن بلادها في مواجهة الاتهامات أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي هذا الأسبوع، قال "مهاتير" إنه يأمل أن يجري الاعتراف بالانتهاكات.

وأضاف: "نأمل أن يتمكنوا من التسليم بأن إبادة جماعية وقعت وشرح ما حدث... نأمل أن يستجيبوا بشكل أو بآخر للرأي العام العالمي".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

مهاتير محمد

قمة كوالالمبور.. هل هي رسالة تحدي للسعودية؟