مهندس فلسطيني ينتج أحجار بناء صديقة للبيئة من النفايات

الخميس 12 ديسمبر 2019 10:19 ص

نجح مهندس فلسطيني من قطاع غزة في إدخال رماد النفايات في عملية صناعة "أحجار بناء" صديقة للبيئة.

ونقل "حسام الأقرع" (48 عامًا) من مخيم جباليا (شمالي القطاع) هذه التجربة من خلال دراسته وعمله في فرنسا لعدة سنوات حصل خلالها على شهادة دكتوراه في هندسة المواد.

ويقول "الأقرع" إنه عمل بين عامي 2004 و2012 في وزارة البحث العلمي الفرنسية، لا سيما إعادة تدوير ما هو متوفر في الطبيعة.

وأوضح أنه نال، قبل عدّة أشهر، جائزة "الإبداع والتميز" من وزارتي الخارجية والبيئة الفرنسيتين، التي تُمنح في مجال "حماية البيئة والتنمية المستدامة".

وحصل عام 2006 على منحة من الحكومة الفرنسية لمدة 4 سنوات، للعمل على تدوير الباطون المتوفر بغزة بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2005.

كما أجرى بحثا علميا في فرنسا أثبت نجاح استخدام المواد العضوية في صناعة أحجار البناء.

يقول "الأقرع" إن تفكيره توجّه منذ عودته للقطاع في 2012 حول كيفية الاستفادة من المواد العضوية المتراكمة في مكبات النفايات بغزة والبدء بتصنيعها.

ويعمل "الأقرع" مدرسا للهندسة في جامعة فلسطين (غير حكومية).

ويقول إنه اشترى كميات من بقايا النفايات المحروقة من مصانع الفخار والفحم وأماكن أخرى بنحو 200 شيقل (الدولار 3.5 دولارات) للطن الواحد.

واستعان المهندس الفلسطيني بأحد مصانع صناعة الأحجار في بلدة بيت حانون شمالي القطاع؛ لتنفيذ أول تجربة عملية لإنتاجها بالاستعانة برماد النفايات.

ويبين إلى أنه يستخدم في إنتاج الحجر رماد النفايات بنسبة معينة مدروسة علميًا مع خليط الإسمنت المسلح والرمل والحصمة (الزلط).

ويؤكد أنه نجح في إنتاج كمية أحجار استُخدمت في بناء سقف منزل مساحته (200 مترا)، وحققت نجاحًا وفق أبحاث علمية أجراها.

ويدرس "الأقرع"، كما يوضح، إضافة تطويرات على الحجر المتوفر حاليا بشكل أفضل مما هو عليه.

كما يعتزم السفر لفرنسا في الأيام القادمة؛ لإجراء دراسة "ميكروسكوبية" على ما أنتجه.

ويستعد "الأقرع" حاليا لإنتاج حجارة مخصصة لبناء مبنى مكون من طابقين.

  • حجارة صديقة للبيئة

ويؤكد "الأقرع" أن الحجارة التي ينتجها صديقة للبيئة.

وعن هذا يقول: "ما يميز هذا الحجر عن نظيره التقليدي هو خفة وزنه، الذي يساهم في تقليل تسليح البناء وعزله للصوت وللحرارة بشكل كبير".

ويتابع: "كما يمكن الاستفادة من نوع الحجارة هذا في توفير فاتورة الاستهلاك الكهربائي الشهري على المدى البعيد عبر التقليل من استخدام الطاقة المنزلية".

ويوضح: "مثلا لو كانت الحرارة في الصيف بالخارج 45 درجة، ستكون بالداخل تتراوح بين 20 و24 درجة؛ أما في الشتاء فلو كانت في الخارج 5 درجات، فستكون في الداخل 15 درجة تقريبًا، وهو ما يقلل من كمية الكهرباء المستخدمة".

كما يشير إلى أن من فوائد صناعة هذا الحجر، هو التقليل من النفايات المتكدسة بكثرة في غزة، التي باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على البيئة والمياه الجوفية، وساهمت في انتشار الحشرات والجرذان؛ فيما تغيب مصانع فرز النفايات، ولا يوجد سوى عمال يجمعون فقط (البلاستك، والمعادن) وهي تشكل ما نسبته 20% من نسبة النفايات.

ويتابع الأقرع: "تشكل المواد العضوية 80% من حجم النفايات الملقاة يوميًا في المكبات؛ ولو تم فرزها بشكلٍ علمي صحيح، يمكن الاستفادة منها، في صناعة الحجارة، والسماد الزراعي (الكومبوست)".

  • عراقيل

لكنّ صناعة هذا الحجر الصديق للبيئة، تواجه عراقيل أهمها ارتفاع تكلفته عن الحجر التقليدي؛ وهو ما يحد من انتشاره.

ويقول "الأقرع" موضحا: "تكلفة الحجر الواحد تتراوح من 5 إلى 7 شواقل، بينما تكلفة الحجر التقليدي 3 شواكل، ومن المفترض أن يكون الفرق فقط نصف شيقل ليزيد الإقبال عليه".

ويلفت "الأقرع" وهو يتفقد حجارة تميل للون الأسود، جرى الانتهاء من تصنيعها للتو، إلى أن السكان بغزة "يميلون للحجر منخفض الثمن، حتى لو كان غير صديق للبيئة، ولا يفكرون على المدى البعيد".

ويضيف: "هناك حكومات في بعض الدول، تفرض على السكان أن يكونوا جزءا من البناء الصديق للبيئة".

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

قطاع غزة

ابتكار فلسطيني يفوز بالذهبية في معرض عالمي بالصين

فلسطين: إسرائيل تسعى لتحويل أراضينا مكباً لنفاياتها