السيستاني يستنكر استمرار الاغتيالات.. ويحذر من قانون انتخابات التفافي

الجمعة 20 ديسمبر 2019 02:22 م

استنكر المرجع الشيعي الأعلى بالعراق "علي السيستاني"، الجمعة، استمرار الاغتيالات بحق المشاركين بالحراك الاحتجاجي في البلاد، ولفت إلى أن "الكثيرين يشكون من ضعف هيبة الدولة"، محذار من إقرار قانون انتخابات يلتف على مطالب المتظاهرين.

جاء ذلك في بيان لـ "السيستاني"، تلاه ممثل المرجعية الشعية في كربلاء "عبدالمهدي الكربلائي"، مضيفا: "تستمر فئات مختلفة من المواطنين في المشاركة في التظاهرات والاعتصامات السلمية المطالبة بالإصلاح، في حين يتعرض بعض الفاعلين فيها للاغتيال والخطف والتهديد، وفي المقابل تجبر العديد من الدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية على غلق أبوابها من دون ضرورة تدعو الى ذلك، وتتعرض ممتلكات بعض المواطنين للحرق والتخريب".

وأضاف: "أشرنا في خطبة سابقة إلى أن الشعب هو مصدر السلطات ومنه تستمد شرعيتها ـ كما ينص عليه الدستور ـ وعلى ذلك فإن أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب الى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي ـ لا سمح الله ـ هو الرجوع الى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة، بعد تشريع قانون منصف لها، وتشكيل مفوضية مستقلة لإجرائها، ووضع آلية مراقبة فاعلة على جميع مراحل عملها تسمح باستعادة الثقة بالعملية الانتخابية".

واستدرك ممثل "السيستاني": "لكن الملاحظ تعرقل إقرار قانون الانتخابات إلى اليوم وتفاقم الخلاف بشأن بعض مواده الرئيسة"، مؤكدا على "ضرورة الاسراع في إقراره وأن يكون منسجماً مع تطلعات الناخبين، يقربهم من ممثليهم، ويرعى حرمة أصواتهم ولا يسمح بالالتفاف عليها".

وحذر بيان "السيستاني" من أن "إقرار قانون لا يكون بهذه الصفة لن يساعد على تجاوز أزمة العراق الحالية".

وأردف: "وإذا تم إقرار قانون الانتخابات على الوجه المقبول يأتي دور النخب الفكرية والكفاءات الوطنية الراغبة في العمل السياسي لتنظم صفوفها وتعد برامجها للنهوض بالبلد وحل مشاكله المتفاقمة في إطار خطط عملية مدروسة".

 ونوه ممثل "السيستاني" إلى أهمية عرض هذه الخطط على الناخبين في أوان الانتخابات، على أن يتم التثقيف بأساس التنافس فيها وبما يتصف به المرشحون من كفاءة ومؤهلات، لا على أساس الانتماءات المناطقية أو العشائرية أو المذهبية للمرشحين، "على أمل أن يقوم مجلس النواب القادم والحكومة المنبثقة منه بالدور المطلوب منهما في إجراء الإصلاحات الضرورية للخلاص من تبعات الفساد والمحاصصة وغياب العدالة الاجتماعية في المدة السابقة".

واختتم المرجع الشيعي الأعلى بيانه: "نأمل أن لا يتأخر طويلاً تشكيل الحكومة الجديدة، التي لا بد من أن تكون غير جدلية، تستجيب لاستحقاقات المرحلة الراهنة، وتتمكن من استعادة هيبة الدولة وتهدئة الأوضاع، وإجراء الانتخابات القادمة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال أو السلاح غير القانوني وعن التدخلات الخارجية".

ولـ"السيستاني"، الذي نادرا ما يتدخل في أمور السياسة باستثناء أوقات الأزمات، تأثير كبير على الرأي العام في العراق ذي الأغلبية الشيعية.

يذكر أن احتجاجات مناهضة للنظام العراقي تجتاح البلاد منذ أكثر من شهرين، وقُتل فيها أكثر من 475 شخصا منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول وفقا لإحصاء أجرته المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان، ما اضطر رئيس الوزراء السابق "عادل عبدالمهدي" إلى تقديم استقالته من منصبه بعدما سحب "السيستاني" دعمه للحكومة.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

علي السيستاني عادل عبدالمهدي عبدالمهدي الكربلائي أزمة العراق