لماذا تصر الصين على الزج بالأقليات بمعسكرات التأهيل؟

السبت 21 ديسمبر 2019 10:07 م

سلطت الإذاعة الألمانية الضوء على إصرار الصين على الزج بالأقليات الدينية والعرقية الموجودة على أراضيها بمعسكرات إعادة التأهيل، مشيرة إلى أن بكين لا تفرق في هذا الأمر بين المقاومين لها أو المستسلمين.

واستشهدت الإذاعة الألمانية في تقرير نشرته على موقعها، على ذلك بحال أقليتي "التب" و"الإيغور" الذين يكافحون من أجل نيل استقلالهم، وأقلية "هوى" المستلمة بطبيعة الحال لأقلية الهان.

وذكر التقرير أن القيادة الصينية أقامت بشكل سري نظام المراقبة والمعسكرات المعروف عالميا في شينجيانج لإعادة تأهيل الإيجور بالإكراه.

وأضافت أن الصين ترغب من خلال  تلك المعسكرات أن يتكلموا سكان إقليم شينجيانج اللغة الصينية عوضا عن الإيجورية وعوض ترتيل القرآن ترديد خطابات الرئيس "شي جين ينغ" (الرئيس الصيني) .

وفى هذا الصدد رأي "باسل تسيمرمان"، مدير معهد كونفوزيوس في جنيف بأنه "ليس هناك شيء يدعو إلى سجن أناس ضد إرادتهم لسلبهم ثقافتهم وفرض أخرى أجنبية عليهم".

وتابع "لكن يبدو أن جهات داخل الحكومة الشيوعية تعتبر هذا أسلوبا ناجعا للتعامل مع مشاكل منطقة شينجيانج".

ونقل التقرير عن خبراء آخرين قولهم إن القيادة الصينية لا تريد فقط ممارسة السلطة، بل تغيير الهوية الثقافية والدينية للأيغور من خلال تلقين نظام أيديولوجي موحد.

ووفق التقرير ، فحتي في في مناطق أخرى ذات أقليات مسلمة تراهن بكين حتى ولو أنها لم تبدأ بالتنفيذ بعد على إعادة تأهيل بالإكراه على غرار ما تقوم به في شينجيانج بهدف "بث الروح الصينية" في معتقد الآخرين.

وأشار إلى أن هذا يمكن لمسه بوضوح وبوجه خاص أقلية "هوي" التي تُعتبر ثاني أكبر أقلية في الصين بعدد سكان يصل إلى نحو 10.5 مليون نسمة.

وليس للهوي -بخلاف الأقليات الأخرى- لغة خاصة بهم، ورغم أنهم أحفاد التجار العرب الذين وصلوا الصين قبل 1500 سنة. لكنهم يتحدثون الصينية ويعيشون موزعين في مناطق الصين.

وفي منطقة سكنهم الرئيسية، منطقة ذات الحكم الذاتي تضاعف عدد المساجد من 1958 حتى 2016 إلى 4000 مسجد.

لكن -وفق التقرير- منذ أبريل/نيسان 2018، وعندما تم نقل الشؤون الدينية من المكتب الحكومي المسؤول إلى وحدة الأيدولوجية التابعة للحزب الشيوعي الصيني، باتت المساجد تحت مجهر "بث الروح الصينية".

وذكرت الإذاعة الألمانية أنه إذا لم تتعرض القبب والمآذن للتدمير، فإنه يعاد بناؤها على الأسلوب الصيني، ودور الحضانة والمدارس الدينية التي يسيرها الهوي تم إغلاقها.

وأضافت أن الأئمة في المحافظات يجب عليهم الخضوع شهريا لتعاليم الأيدولوجية الحكومية وسياسة الحكومة تجاه الأقليات.

وأرجع التقرير الأسلوب القاسي الجديد تجاه المسلمين السنة من الهوي الذين عاشوا سابقا بعيدا عن رادار القيادة الصينية، يعود "جزئيا لخوف القيادة من تسرب توجهات اسلامية متطرفة من الدول العربية ودول الخليج إلى الصين"، كما جاء في التحقيق الصحفي للقناة الأمريكية "ن ب ر" في سبتمبر/أيلول 2019.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الايغور شينجيانغ إقليم شينجيانغ

بطاقة معايدة ببريطانيا تكشف سخرة السجناء في الصين

ن. تايمز: تعليمات صينية بإجبار الأقليات المسلمة على العمل بأجور زهيدة

بعد الإيجور.. الصين تضطهد الأقليات المسيحية