خبير إسرائيلي: تل أبيب فشلت بسوريا وندمت على عدم الإطاحة بالأسد

الثلاثاء 24 ديسمبر 2019 09:50 م

قال محلل إسرائيلي، الثلاثاء، إن تل أبيب، ارتكبت "فشلا استراتيجيا" في الحرب التي تشهدها سوريا منذ أعوام، لافتا إلى أن شعورا "بالأسف" يخالج القيادة الإسرائيلية التي كان بإمكانها في السابق الإطاحة بـ"بشار الأسد".

جاء ذلك ضمن تحليل لـ"إيهود يعاري"، معلق الشؤون العربية في القناة "12" الإسرائيلية (خاصة)، نشرته على موقعها الإلكتروني.

وكتب "يعاري": "للمرة التي لا أعرف عددها، أعود وأقول إن إسرائيل ارتكبت فشلا استراتيجيا في الحرب الأهلية بسوريا".

واعتبر أن "الحذر المفرط" لرئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" وقيادة أركان الجيش الإسرائيلي حال دون "الإطاحة بالأسد" في السابق.

وتابع: "كان ذلك ممكنا دون أن يتطلب الأمر إرسال الجيش الإسرائيلي إلى دمشق"، دون مزيد من التوضيح.

وحسب "يعاري"، فإن "الكثيرين بهيئة الأركان الإسرائيلية يشعرون اليوم بالأسف؛ لأنهم فضلوا الشيطان الذي نعرفه، على شيطان نجهله، يتولى الحكم في دمشق".

وزاد قائلا: "يمكن أن يجد رئيس الوزراء (نتنياهو) أحيانا وقتا للتفكير في هذا الخطأ المصيري".

وأكد المحلل الإسرائيلي أن الضربات العسكرية التي تشنها (تل أبيب* على أهداف تقول إنها تابعة لطهران في سوريا، لم تمنع إيران من التموضع عسكريا هناك.

وأضاف: "من المؤسف أن وزير الدفاع المؤقت نفتالي بينت يكثر من تهديد الإيرانيين بشكل غير ضروري، هذا لا يضيف أي شيء إلى المحاولة الإسرائيلية للحد من تمركز الحرس الثوري (الإيراني) في سوريا، لكنه يدفع الإيرانيين فقط للتفكير في طرق لإبطاء أو تعطيل الهجمات الإسرائيلية".

ورأى "يعاري" أن على (إسرائيل) أن تأخذ على محمل الجد، تحذير "علي أكبر ولايتي"، المستشار المخضرم للمرشد الإيراني "علي خامنئي" من أن (إسرائيل) "ستندم على تصرفاتها".

وحذر من أن إيران قد تشن هجوما "انتقاميا" على (إسرائيل) مشابها للهجوم "الناجح" الذي قال إنها نفذته واستهدف في 14 سبتمبر/أيلول الماضي منشأتين تابعتين لشركة "أرامكو" السعودية شرقي المملكة، دون أي رد عليه.

وتنفي إيران اتهامات أمريكية وإسرائيلية بالضلوع في الهجوم، الذي تبنته جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن.

وقال محلل القناة "12" الإسرائيلية إن هجوم أرامكو "نفذته إيران باستخدام 25 صاروخ كروز وطائرة دون طيار تم إطلاق معظمها من قاعدة داخل أراضيها".

وأكد أن لدى إيران القدرة على تنفيذ "هجوم أكثر تواضعا بشكل مماثل" ضد (إسرائيل)، انطلاقا من سوريا والعراق.

وأضاف أن أحدا لا يعلم بشكل يقيني ما إن كانت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية ستنجح في التصدي لكل هذه الصواريخ والطائرات المسيّرة حال تم تنفيذ الهجوم.

ومضى "يعاري" بالقول: "ليس لدى إسرائيل خيار سوى مواصلة وتكثيف العمليات ضد بناء آلة الحرب الإيرانية على الأراضي السورية، ولا يجب السماح لهم (الإيرانيون) تحت أي ظرف بتحويل هذا القطاع إلى جبهة قتال، تشكل تهديدا وتواصل جغرافي للجبهة مع حزب الله في لبنان".

وأكد المحلل الإسرائيلي أن (إسرائيل) فشلت في منع إيران من "استمرار زحفها داخل سوريا بصواريخ وطائرات مسيّرة، ومنشآت استخبارية وميليشيات مسلحة".

ولفت إلى أن "المحاولة الإسرائيلية لإقناع الأسد بأنه لم يعد بحاجة إلى إرضاء رغبة الإيرانيين، لأنه لم يعد يحتاج بشكل كبير لمساهمتهم في القتال، لم تؤت ثمارها".

"بن يعاري" دلل على ذلك، بالهجوم الذي تشهده محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بقوله: "في المعركة التي تدور حاليا بمحافظة إدلب مثلا، ليس للإيرانيين دور ذي أهمية، ومع ذلك لا يحاول الأسد إيقافهم".

فشل إسرائيلي آخر تمثل في مناشدة تل أبيب للكرملين بأن روسيا لم تعد بحاجة للقوات البرية الإيرانية في سوريا، دون أن تلقي آذانا صاغية، حسب محلل القناة "12".

وأشار "يعاري" إلى أن (إسرائيل) وإيران أصبحتا في مسار تصادمي يسير ببطء تجاه مواجهة ستخرج عن النمط الحالي للصراع.

وأضاف: "الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب ورجاله يرون تلك التطورات دون أن يفعلوا الكثير، صحيح أن الأمريكان باقون شرق نهر الفرات والحديث عن التخلي عن الأكراد مبالغ فيه جدا، لكن في نهاية الأمر يترك ترامب إسرائيل وحدها سواء لكبح إيران، أو تعلم كيفية التأقلم مع الطيران الروسي على الجانب الآخر من الحدود".

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

نظام بشار الأسد مواجهة إسرائيلية إيرانية تهديد إيران لإسرائيل