حذر شيخ الأزهر الشريف، "أحمد الطيب"، طلاب الأزهر من أي فكر منحرف يسمح بالإساءة إلى المسيحيين.
وقال "الطيب" في رسالته التي ستنشر في صحيفة "صوت الأزهر"، اليوم الأربعاء، إنه "طرأت على الفكر الإسلامي أنماط شاذة من التفكير غاب عن أصحابها حكمة الشريعة ومقاصدها العليا في التعامل مع أهل الأديان الأخرى، (..) حتى رأينا ظواهر غير مألوفة ولا مقبولة في معاملة غير المسلمين".
واعتبر أن "هذه المعاملات السيئة تسببت في حدوث فتن وانقسامات واضطرابات بين أبناء الوطن الواحد، علما بأن المواطنة في الإسلام لا تفرق في الحقوق والواجبات بين الأديان المختلفة".
وأشار إلى تطور الأمر بصدور فتاوى خاطئة ومغلوطة تمنع المسلم من أن يهنئ جاره أو صديقه المواطن المسيحي، وتحظر عليه أن يشاركه فرحه، أو يعزيه في مصابه، مؤكدا بشكل قاطع أن هذه الأمور تخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته الكرام في حسن معاملة غير المسلمين، وبرهم واحترامهم.
واستكمل: "نصيحتنا التي لا نمل من تكرارها على عقولكم ومسامعكم: أن تحترسوا أشد الاحتراس من أي فكر ضال منحرف يدعو إلى الإساءة إلى المسيحيين، أو إلى تكفير المسلمين، أو كراهية الوطن وقادته وجيشه وقوات أمنه، فكل هذه الأفكار هي أفكار خارجة عن هدي الإسلام وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، وأحكام شريعته التي أمرت المسلم بالإحسان إلى أخيه المسلم أيا كان مذهبه في الفقه أو العقيدة، كما أمرته بالبر والإحسان إلى غير المسلم، أياً كان دينه، وأيا كانت عقيدته".
وأضاف: "اعلموا أيها الطلاب الأذكياء النجباء أن الله تعالى لو أراد أن يخلق الناس على دين واحد أو لغة واحدة لخلقهم كذلك -سبحانه - شاء أن يخلق الناس مختلفين في أديانهم وعقائدهم ولغاتهم".
وجاءت رسالة شيخ الأزهر متزامنة مع احتفال المسيحيين بعيد الميلاد، وانتشار فتاوى تحرم تهنئتهم بأعيادهم.
