ن.تايمز: الأمم المتحدة حاولت حماية مستشفيات سوريا.. وهكذا فشلت

الاثنين 30 ديسمبر 2019 10:47 ص

كشف تقرير صحفي أمريكي أن نظاما أعدته الأمم المتحدة لمنع الهجمات على المستشفيات والمواقع الإنسانية الأخرى في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة والإسلامية في سوريا، فشل في منع هجمات روسية على مستشفيات سورية.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأحد، إن أخطاء داخلية قد أعاقت عمل النظام المعروف باسم "آلية فك الارتباط الإنساني"، كما تجاهلته كل من القوات الروسية وقوات النظام السوري.

ويهدف النظام إلى تزويد الأطراف المتحاربة بالمواقع الدقيقة للمواقع الإنسانية التي يحظر القانون الاعتداء عليها، إلا أن القصف المتكرر لهذه المواقع أثار انتقادات علنية للنظام واصفة إياه بأنه "غير مجدي وغير فعال".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كشفت الصحيفة نفسها؛ بالأدلة، أن روسيا شاركت في قصف 4 مستشفيات سورية بمحافظة إدلب (ِشمالي سوريا)،  خلال 12 ساعة فقط في مايو/ أيار، هي "نبض الحياة"، "كهف كفر زيتا"، "الأمل لجراحة العظام"، "كفرنبل الجراحي".

غير أن هجوما جديدا شنته القوات السورية والروسية في أواخر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أدى إلى تدمير ما تبقى من عدة بلدات في شمال غربي سوريا، وفرار عشرات الآلاف من المدنيين، أثار القضية ذاتها مجددا.

وقالت "نيويورك تايمز" إن مسؤولي الأمم المتحدة أنشأوا مؤخراً وحدة للتحقق من المواقع التي توفرها مجموعات الإغاثة التي تدير المواقع المحمية، والتي تم عرض بعضها بشكل قصد منه أن يكون غير صحيح.

وأضافت أن تلك المعلومات الخاطئة أعطت مصداقية للانتقادات الروسية بأن نظام "آلية فك الارتباط الإنساني" لا يمكن الوثوق به، وأنه عرضة لسوء الاستخدام.

  • "لا يعمل"

ونقلت الصحيفة عن رئيس الجمعية الطبية السورية الأمريكية، التي تدعم أكثر من 40 مستشفى ومواقع أخرى في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمال غربي سوريا، "مفضل حمادة"، قوله "لم يتراجع مستوى الهجمات ولا حجمها. يمكننا أن نقول بشكل قاطع إن نظام آلية فك الارتباط الإنساني لا يعمل من حيث قدرته على الردع والمساءلة".

بدوره، قال الدبلوماسي النرويجي، الذي كان مستشاراً للأمم المتحدة في سوريا من 2015 إلى 2018، "جان إيغلاند"، إن الأمم المتحدة فشلت في فرض محاذير كافية على المسؤولين.

وأضاف "بشكل عام، يمكن أن ينجح فك الارتباط إذا كانت هناك آلية متابعة عالية وموثوقة للتحقيق ومساءلة الرجال الذين يضغطون بأصابعهم على الزناد. هنا فقط يمكن أن يدركوا أنه ستكون هناك عواقب إذا لم يتحققوا من تلك القائمة، أو أنهم أقدموا على استهداف الأماكن الواردة فيها".

وأعدت الصحيفة قائمة شملت 182 موقعاً محظوراً الاقتراب منها، بالاستعانة بالبيانات المقدمة من 5 مجموعات إغاثة، وبيانات جرى جمعها من آخرين. من هذه المواقع، مشيرة إلى تضرر 27 موقعاً بفعل الهجمات الروسية أو السورية عام 2019، كانت جميعها مستشفيات أو عيادات.

ولفتت إلى أنه من المحتمل ألا تمثل هذه القائمة سوى جزء صغير من المواقع المحمية التي تعرضت للضرب أثناء الحرب السورية، والتي يبلغ عمرها الآن ما يقرب من 9 سنوات.

  • جريمة حرب

وحصلت "ن.تايمز" على آلاف التسجيلات للقوات الجوية الروسية، التي تكشف للمرة الأولى أن موسكو قصفت المستشفيات في سوريا مراراً وتكراراً، حيث أظهر تسجيل صوتي لطيار بسلاح الجو الروسي في مهمة قصف فوق سوريا يقول إن هذه الإحداثيات ليست هدفاً عسكرياً، ويشير إلى مستشفى سري، وبعد لحظات، قصفه الطيار، وهو مستشفى "نبض الحياة".

وتعرضت مرافق الرعاية الصحية للهجوم أكثر من 600 مرة خلال الحرب السورية، في استراتيجية متعمدة، لجعل الحياة المدنية لا تطاق في معاقل المعارضة، وفقا لتقرير الصحيفة الأمريكية.

ونفى مسؤولون روس المسؤولية، قائلين إنهم ينفذون ضربات دقيقة فقط على "أهداف مدروسة بدقة"، بحسب"ن.تايمز"، التي استدركت "لكن هذه المستشفيات كانت في الواقع على قائمة عدم الاستهداف التي تلقتها روسيا من الأمم المتحدة".

وخلصت الصحيفة إلى أن قوات النظام السوري، إلى جانب حلفائها الروس، تصرفوا كما لو كان نظام حظر استهداف المواقع الإنسانية غير موجود، حيث سجل صحفيون محليون وجماعات إغاثة ما لا يقل عن 69 هجوماً على مواقع حظر الاستهداف منذ بدء التدخل العسكري الروسي لمساعدة "الأسد" في أكتوبر/ تشرين الأول 2015.

وبموجب القانون الدولي، يعتبر قصف المستشفيات عن عمد أو بتهور، جريمة حرب.

وفي أغسطس/ آب، شكل الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" هيئة للتحقيق في الضربات التي وُجهت للمواقع المدنية في سوريا، وكذلك المواقع الأخرى التي تدعمها الأمم المتحدة، لكن المحققين يخططون حالياً لفحص 7 فقط من عشرات الهجمات التي وقعت منذ أبريل/ نيسان، وقد لا يحددون هوية الجناة، وقد لا ينشرون تقريرهم، وهو ما يزيد من غضب الجماعات الإنسانية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

منظمة الأمم المتحدة القصف الروسي القصف الجوي الروسي

تقرير بريطاني: الأمم المتحدة تتعاقد مع شركات لها صلة بنظام الأسد