قال اليوتيوبر السعودي "غانم المصارير الدوسري" إن حياته باتت مهددة من قبل الحكومة السعودية بسبب المئات من مقاطع الفيديو التي يبثها على "يوتيوب" وتسخر من العائلة المالكة، خاصة ولي العهد "محمد بن سلمان"؛ ما دفعه لرفع دعوى قضائية ضد الرياض أمام المحاكم البريطانية.

وأوضح "الدوسري"، في تقرير أعده "ديفيد سيجال" بصحيفة "نيويورك تايمز"، أنه قدم دعواه أمام المحكمة العليا في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، في قضية يرى فيها الخبراء أنها جديدة في النظرية القانونية، وهي قضية ستوسع مفهوم الجريمة الإلكترونية العابرة للحدود.

ولفت إلى أنت هذه محاولة منه لمواجهة عدو يريد إخافته"، مضيفا: "تريد الحكومة السعودية القول لي: أنت لست آمنا وحتى في بريطانيا فيدنا هي العليا".

وقال "سيجال"، بعد لقاء مع المعارض السعودي في لندن، إن أكثر الشخصيات استهدافا في أشرطة "الدوسري" هي "محمد بن سلمان" الذي يصفه بـ"الدب الداشر".

وأضاف: "رغم أن وصف شخص بالدب لا يعني الكثير للأذن الغربية، إلا أن وصف شخص عربي بالدب يعني أنه سمين وقبيح و داشر في هذا السياق تعني فاسد وبلطجي وبدون أخلاق".

وتابع: "ينتج الدوسري ويبث أفلامه من منزله بشمال لندن وتبدأ عادة بسلام مرح يتبعه هجوم ساخر لاذع. وحظيت أشرطته ذات الأسلوب الساخر بأكثر من 300 مليون مشاهدة على يوتيوب".

ونقل "سيجال" عن الباحثة السعودية في مدرسة لندن للاقتصاد "مضاوي الرشيد" قولها: "هناك الكثير من الأكاديميين في سجون السعودية لانتقادهم السياسة ولم يذكروا اسم القيادة بالاسم".

وفي حالة "الدوسري"، فإن الشرطة البريطانية جاءت إلى بيته في أكتوبر/تشرين الأول  2018، وقدمت له تحذيرا بأن حياته مهددة، وتركت معه نظام "إطلاق صفارة النجدة"، لكن الشرطة لم تقدم معلومات محددة حول طبيعة التهديد.

ويعلق "سيجال"، قائلا: "بالنسبة للدوسري لا يوجد هناك لغز؛ لأنه تعرض قبل عام لمحاولة اختطاف وجاءت من مصدر غير محتمل، وهو مسؤول أمن سعودي اتُهم لاحقا بتدبير عملية قتل الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول عام 2018".

ويقول "الدوسري" إن النظام السعودي يحاول ومنذ سنوات استفزازه والتحرش به من خلال الهجمات الإلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي.

وأضاف أن الحملة ضده زادت قبل أشهر من زيارة الشرطة البريطانية لمنزله؛ حيث أصبحت الهواتف الذكية التي يملكها بطيئة، وبناءً على نصيحة صديق يعرف بالآثار الجانبية لبرامج التجسس السرية، طلب من مجموعة متخصصة في الحروب الإلكترونية فحصها.

وبعدما فُحصت في "ستيزن لاب"، وهي مجموعة غير ربحية في تورنتو، أخبرته أن الهواتف اخترقها فيروس خبيث هو "بيجاسوس"، الذي تنتجه الشركة الإسرائيلية "NSO group" وهو نظام يحول الهاتف إلى جهاز مراقبة يسجل كل الرسائل الهاتفية ويتنصت على المكالمات ويحدد الموقع.

ووجدت "سيتزن لاب" على هواتف "الدوسري" آثارا تقود مباشرة إلى السعودية.

ودفع هذا الاكتشاف، وزيارة الشرطة إلى منزله، "الدوسري" لاتخاذ خطوة غير عادية وهي مطالبة السعودية بتعويضات لم يحددها على خرقها هواتفه والتسبب بالقلق النفسي له.

وقال "الدوسري": "أنت تتعامل بشكل أساسي مع مافيا لديها جوازات سفر دبلوماسية والكثير من الأموال".

ولم يرد المسؤولون السعوديون في بريطانيا والولايات المتحدة على أسئلة الصحيفة.

ووصل "الدوسري" إلى بريطانيا قبل 16 عاما بحثا عن التعليم ووسيلة آمنة لمعارضة سلطات بلاده من بعيد.

واكتشف الرجل أن بداخله قدرات على الأداء والتمثيل من خلال "يوتيوب" الذي وفر له دخلا ماليا.

وفي عام 2018، وضعته مجموعة "جلوبال إنفلونس" في المرتبة السابعة عشرة ضمن قائمة المفكرين في العالم العربي تعدها، متقدما على "خاشقجي".