قال تقرير لمجلة «بزنس إنسايدر» الأمريكية أن شركة «أنسيستري» المتخصصة في علوم الأنساب والتاريخ العائلي تحاول من خلال شراكة مع « كاليكو» التابعة لـجوجل والمتخصصة في التكنولوجيا الحيوية، القيام بدراسة وتجارب يمكن من خلالها إطالة أعمار البشر عبر دراسة الجينات والحمض النووي.

ولكنها اعترفت بفشل هذه التجارب حتى الان، لكن الدراسة الي قامت بها الشركتان أظهرت أن: «الجينات الوراثية تمثل فقط جانبا واحدا من جوانب إطالة عمر الإنسان، وأن العوامل البيئية والخيارات المتعلقة بنمط الحياة تلعب على الأرجح أدوارا كبيرة في هذا الخصوص».

وقالت المجلة الأمريكية في تقرير بعنوان: «جوجل في مهمة لمعرفة كيف ولماذا تقدمنا ​​في العمر» أن الاختبار الجديد يهدف أيضا للقضاء على خطر إنجاب طفل مصاب بمرض وراثي نادر، وأنه «من الصعب التكهن بموعد وفاة الإنسان، لكن الجميع يأمل ألا توافيه المنية حتى يصبح طاعنا في السن وهو ما تسعي له الأبحاث أي إطالة العمر».

وذكرت الصحيفة أن «المهمة المعلنة لشركة كاليكو ترمي إلى معرفة كيفية مكافحة الشيخوخة، لكنها لم تقف حتى الآن على أسرار تلك الظاهرة التي لا يسلم منها البشر مع تقدم أعمارهم».

حيث ذكرت أن «الباحثين لا يرغبون في التوقف عند هذا الحد، حيث يكافحون منذ سنوات عدة لفك شفرة المعلومات التي تحملها المادة الوراثية والمتعلقة بالكيفية والأسباب التي تؤدي إلى الشيخوخة عند البشر».

وقالت: «ربما ينجح العلماء تدريجيا في الوقوف على آلية استخدام جينات محددة في المساعدة على إطالة أعمار البشر».

كما شكلت «كاليكو» فريق عمل مع شركة «أنسيستري دوت كوم» التابعة لـ«أنسيستري»، والتي تمتلك ما يزيد عن مليون مجموعة من المادة الوراثية، حيث يعتقد الباحثون في «كاليكو» أنه بالإمكان استخدام البيانات الوراثية المتوفرة لدى «أنسيستري» لمعرفة الأسر التي لديها احتمالية أكبر للعيش لفترات زمنية أطول.

وضمن هذه الجهود قامت شركة جوجل الخاصة «كاليكو» بتوقيع عقد شراكة مع جامعات وشركات أدوية تركز على إيجاد عقاقير لأمراض مثل الزهايمر والشلل الرعاش والتصلب الجانبي الضموري، وهو شكل من أشكل أمراض الأعصاب الحركية.

أبرز الخصال التي تطيل العمر

بحسب «بزنس إنسايدر»، فقد خلصت الدراسات التي أجريت حتى الآن إلى وجود بعض الجوانب الجينية المميزة في العائلات، موضحة أن الأشخاص المعمرين يتوارثون جينات معينة تمنحهم مناعة ضد بعض الأمراض، في حين يكون البعض الآخر لديه استعداد للإصابة بالأمراض ذاتها.

ووفقا للموقع الشهير، فقد ربطت الأبحاث بين عدد من الخصال الشخصية، وبين إطالة العمر مثل «راحة البال أو الضمير" و«السعادة أو الانبساط»، وقالت إنها ترتبط بطول العمر لدى الإنسان، لكن الأبحاث الوراثية لم تكن محددة بصورة أكبر ولم تؤكد هذا بدقة.

أما السبب، بحسب الدراسة، فهو أن «الجينات الوراثية تمثل فقط جانبا واحدا من جوانب إطالة عمر الإنسان، موضحة أن العوامل البيئية والخيارات المتعلقة بنمط الحياة تلعب على الأرجح أدوارا كبيرة في هذا الخصوص».

«جوجل» تريد «إطالة عمر الإنسان» إلى 500 عام

وكانت تقارير صحفية قد أشارت في مارس/أذار الماضي إلى أن رئيس استثمارات شركة جوجل، «بيل ماريس»، بدأ في الاستثمار في شركات معالجة الشيخوخة، التي تعمل على إطالة عُمر الإنسان، بمبلغ نصف مليار دولار.

وقال «ماريس»، حسب موقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكي، في تقرير سابق إنه «خلال الـ20 عامًا المقبلة سيصبح علاج السرطان بالكيميائي، أمرًا بدائيًا مثل استخدام التلغراف»، ويضيف «ماريس»، «لو سألتني اليوم هل من الممكن أن تعيش لعمر 500 سنة؟ فإن الجواب هو نعم».

وأضاف الموقع، أن «ماريس» يعتقد أن نمط الحياة سيتغير خلال العقود المقبلة، بسبب التطور الطبي الذي سيُدخل تحسن جيني للبشر، ومن ثَم معالجة الأمراض على المستوى الجيني، ما يجعل أمر معالجة جين الشيخوخة واردًا.

ويشمل هذا التعديل إصلاح التلف في أعضاء الجسم الذي يحدثه التعرض المؤثرات الخارجية ومنها ما يسببه التدخين والكحول.

يذكر أن «جوجل» قد زادت استثماراتها في علوم الحياة بمعدل 30% خلال سنتين، ويعمل «ماريس» الآن على تنفيذ خطط كبيرة، لإطالة عمر الإنسان ليصل إلى ما يقرب من الـ500 عام، لجعلها متاحة في القريب العاجل، بحسب زعمه.