حصل فيلم "الأيرلندي" لـ"مارتن سكورسيزي" على إشادة شبه عامة من النقاد، لكن لا يزال لديه منتقدون، والكثير منهم لا يعترضون على جودة الفيلم، وإنما على دقته التاريخية.

جاءت الكثير من الانتقادات من المؤرخين والصحفيين والمحققين، لكن شخصًا حقيقيًا من أبطال القصة الأصلية للفيلم تحدث هذه المرة في مقالة افتتاحية نشرت يوم الجمعة في صحيفة "نيويورك تايمز".

في الفيلم، يظهر صديق "جيمي هوفا"، "تشاكي أوبراين" الذي يلعب دوره "جيسي بليمونز" (معروف بدوره في مسلسل بريكينج باد)، وهو يقود "هوفا" إلى موقع مقتله على يد "فرانك شيران" (الأيرلندي)، الذي لعب دوره "روبرت دي نيرو".

ولكن، وفقًا لرواية ابن زوجة "أوبراين"، "جاك غولدسميث"، الذي كتب كتابًا عن علاقة زوج والدته بالزعيم النقابي الشهير، فإن هناك القليل من الأدلة لدعم هذا النسخة من الأحداث.

وكتب "غولدسميث" في صحيفة "نيويورك تايمز": "الأدلة الظرفية ضد تشاكي انهارت منذ فترة طويلة، ومكان وجوده المعروف في هذا اليوم المشؤوم يجعل من المستحيل عملياً أن يكون قد أوصل السيد هوفا. ولسوء الحظ، فإن الحكومة لم تنشر هذه المعلومات على الإطلاق. وهكذا تظل براءة تشاكي في واحدة من أخطر الجرائم في القرن العشرين مخفية في الغالب، ويظل ذنبه مفترضًا علنيًا، ويظل شرفه ملوثًا".

رواية اختفاء "هوفا" والاغتيال في الفيلم مأخوذة إلى حد كبير من كتاب "تشارلز براندت" بعنوان "سمعتُ أنك تطلي المنازل"، الذي استند فيه المؤلف على مقابلات مكثفة مع "شيران" قبل وفاة رجل العصابات المسنّ في عام 2003.

ومع ذلك، يقول بعض الخبراء إن "شيران" اختلق تورطه في مجموعة متنوعة من الجرائم، من القتل المفترض لـ"هوفا" وقتل "المجنون جو جالو"، إلى اغتيال الرئيس "جون كينيدي".

وقال "أوبراين": "لم يكن الأيرلندي على مقربة أبدًا من هوفا، لقد كان سكيرًا ولم يتمكن من إدارة الاتحاد، وتم طرده أخيرًا، والشيء الوحيد الذي كان سيفعله هو إشعال النار في مبنى بين الحين والآخر".

يُذكر أن "سكورسيزي" كان قد صرّح من قبل أنه لا يهتم حقًا بالمناقشة حول دقة القصة، وقال: "لا يتعلق الأمر بالحقائق، بل يتعلق الأمر بالمشاعر، ومشاعر كونك إنسانًا أكبر من 50 أو 60 أو 70 أو 80 عامًا".

وقال "أوبراين" البالغ من العمر 86 عامًا حاليًا: "أشعر بغضب كبير لرؤية ذلك. أود أن أمسك بهذا السكورسيزي وأخنقه مثل الدجاج، وبعدما أنتهي منه أريد أن أمسك بذاك الذي لعب دور الأيرلندي".