أعادت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" تذكير الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، بأنها وقعت معاهدتين تلزمانها بعدم الإضرار بالتراث الثقافي في حال وقوع صراع مسلح، وبأن الإخلال بذلك يرقى إلى "جريمة حرب" في أحكام تلك المعاهدات، وذلك ردا على تهديد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بقصف مواقع تراثية إيرانية.
وأكدت المديرة العامة للمنظمة "أودري أزولاي"، خلال لقاء مع السفير الإيراني لدى المنظمة "أحمد جلالي"، أن بنود معاهدتي 1954 و1972، اللتين أقرتهما الولايات المتحدة وإيران، تلزم الدول الموقعة عليهما بألا تتخذ تدابير متعمدة قد تلحق أضرارا بالتراث الثقافي والطبيعي على أراضي دول أخرى أعضاء بهاتين المعاهدتين، وفق بيان لليونسكو.
وذكرت "أزولاي" أيضا بـ"مضمون قرار مجلس الأمن 2347 الصادر بالإجماع عام 2017، والذي يدين تدمير التراث الثقافي"، بحسب البيان.
وأشارت إلى أن "معاهدة عام 1972 تنص أن على كل الدول الأطراف التزام عدم اتخاذ تدبير متعمد من شأنه الإضرار بشكل مباشر أو غير مباشر بالتراث الثقافي أو الطبيعي في أراضي دول أخرى أطراف في المعاهدة".
وكان "ترامب" قد هدد، السبت الماضي، عبر تويتر باستهداف 52 موقعا "هاما جدا لإيران وللثقافة الإيرانية"، إذا ردت طهران عسكريا على اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" بضربة جوية أمريكية الجمعة في بغداد.
وقال الرئيس الأمريكي إن عدد المواقع التي ذكرها يساوي عدد الرهائن الأمريكيين الذين احتجزوا في سفارة الولايات المتحدة في طهران أواخر عام 1979.
....targeted 52 Iranian sites (representing the 52 American hostages taken by Iran many years ago), some at a very high level & important to Iran & the Iranian culture, and those targets, and Iran itself, WILL BE HIT VERY FAST AND VERY HARD. The USA wants no more threats!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) January 4, 2020
وأبلغ "ترامب" الصحفيين الأمريكيين في واشنطن، الإثنين، بأنه مستعد لاستهداف المواقع الثقافية الإيرانية؛ "لأن إيران قتلت أمريكيين"، مضيفا أن إدارته "قد تدرس" نشر معلومات مخابراتية تتعلق بعملية قتل "سليماني".
وأثارت تهديدات "ترامب" تنديدات في الولايات المتحدة ومن جانب خبراء قضائيين ودبلوماسيين سابقين وأعضاء في المعارضة الديمقراطية، وجميعهم أشاروا إلى أحكام المعاهدات الدولية والقانون الأمريكي التي تعتبر ضرب مواقع ثقافية جريمة حرب.
يذكر أن اليونسكو تدرج 20 موقعا أثريا في إيران على لائحة التراث العالمي، بينها مدينة بام الأثرية وبازار تبريز.