استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ليبيا وتركيا والجامعة العربية

الثلاثاء 7 يناير 2020 05:49 م

ليبيا وتركيا والجامعة العربية

يعجب المواطن العربي من دول عربية دخلت حرب اليمن تأييداً للشرعية بينما وقفت ضد الشرعية في ليبيا.

الأمين العام لجامعة الدول العربية نزل بمستوى الجامعة إلى الدرك الأسفل من الانحطاط والتبعية.

مجلس الجامعة العربية منقسم إلى ثلاث شعب في الموقف من المسألة الليبية.

*     *     *

(1)

ودّعت جامعة الدول العربية عام 2019 باجتماع دعت اليه مصر وانعقد مجلس الجامعة على مستوى المندوبين لبحث التطورات في ليبيا وخاصة الاتفاق التركي مع الحكومة الشرعية الليبية المعترف بها دوليا وعربيا، كان ذلك الاجتماع في 31 ديسمبر 2019.

وتناوب فرسان الدول العربية للحديث في شأن المسألة الليبية مستخدمين كل عبارات الشجب والادانة في التدخل التركي في الصراع القائم بين الليبيين، ويظهر من المتابعة لبيانات أولئك الفرسان ان مجلس الجامعة منقسم الى ثلاث شعب واهمها شعبة الداعين إلى إدانة تركيا لتوقيعها اتفاقا مع الحكومة الشرعية بقيادة السراج ومقرها طرابلس العاصمة.

علما بأنه من حق هذه السلطة ان توقع اتفاقيات ومعاهدات مع من تشاء من دول العالم الشرعية، وتستعين بأي دولة لمساعدتها على حفظ الامن وسلامة الاراضي الليبية وسيادتها واستقلالها عندما تشعر ان امنها واستقلالها وسلامة اراضيها مهددة من قبل دول او عصابات برعاية دول اخرى، كما ان لها الحق طبقا لكل المواثيق الدولية والدستور الليبي خاصة في التوقيع على معاهدات الحرب والسلام.

(2)

الشعبة الثانية، ترفض التدخلات الاجنبية ايا كان نوعها في الشأن الليبي سواء كان تدخلا مسلحا مباشرا او عن طريق مليشيات ومرتزقة مجندين للاطاحة بالسلطة الشرعية وتسييد قوة محلية خارجة عن القانون، ويؤسفني القول ان هناك دولا عربية تؤجر مواقفها السياسية لمن يدفع الثمن.

تشير بعض وسائل الاعلام إلى ان دولة عربية منحت دولة عربية أخرى 30 مليون دولار مساعدة مالية لكي تقف الى جانب المنشقين عن الشرعية في ليبيا أي الى جانب (اللواء المتقاعد خليفة حفتر) وتقدم له المساعدات اللوجستية والدعم السياسي والاعلامي. هذه الشعبة تؤكد ان هناك تدخلات من دول عديدة للاطاحة بالشرعية في طرابلس الغرب.

ومع الأسف ان مجلس الجامعة آنف الذكر لم يأت على ذكر تلك الدول التي تدعم حفتر وهي معلومة للجميع وتدخلاتها في الشأن الليبي وانصبت بياناتهم على الاتفاق التركي ــ الليبي الشرعي.

(3)

الشعبة الثالثة وهم فرقة "حسب الله" من المندوبين والذين تقول التعليمات الصادرة اليهم من عواصم دولهم كونوا مع من دفع ومن غلب، وهذا حال مندوبي الملوك والامراء والرؤساء في جامعة دولهم العربية.

(4)

يستعجب المواطن العربي من بعض حكام الدول العربية التي دخلت في حرب ضروس في اليمن تأييدا للحكومة الشرعية (عبد ربه منصور هادي) في مواجهة المنشقين عنها جماعة الحوثي، وفي ليبيا يقفون ضد الحكومة الشرعية (السراج) في طرابلس تأييدا وتسليحا وتمويلا للمنشقين عنها (حفتر ورهطه).

والأشد غرابة ان مجلس جامعة الملوك والامراء والرؤساء العرب تناولوا تركيا بالنقد والتجريح في اجتماعهم المشار اليه لأنها تقف الى جانب الشرعية في طرابلس وانها وقعت معها اتفاقيات امنية واقتصادية نهارا جهارا.

بينما الطيران الحربي الروسي وفي نفس التاريخ واللحظة التي كان فيها مجلس الجامعة منعقد لادانة تركيا كان يدك مدن وقرى ومدارس محافظة ادلب العربية السورية ويدمر مستشفياتها وحتى قبر ابو العلاء المعري لم يسلم من التدمير الروسي.

كما دمرت حلب ومدنا اخرى في سورية الحبيبة، تأكيدا لذلك ذكرت صحيفة (ذي تايمز) البريطانية في مارس الماضي ان المخابرات الغربية حددت موقعا به 300 من المرتزقة الروس تابعين لشركة (فانغر) التي يرأسها يفغيني بريغوزين المقرب من الرئيس الروسي بوتين.

وقالت الصحيفة ان هذه القوات تتمركز في ميناءي طبرق ودرنا شرق ليبيا وتقاتل الى جانب الجنرال المتقاعد المنشق حفتر (عرب 21 في 17 / 9 /2019) ولم نسمع اي احتجاج على ما تفعل روسيا في سوريا ولو نفاقا.

وللتأكيد نكرر القول ان بعض الدول العربية وأولها مصر ترسل السلاح بكل انواعه الثقيل والخفيف كما ترسل طائرات بدون طيار وأحيانا بطيار وترسل الاموال وتجند المرتزقة للعبث بليبيا كلها نكاية في الشرعية الليبية المعترف بها دوليا وتأييدا ودعما للمنشقين الذين يعملون بكل الوسائل من للاستيلاء على السلطة بليبيا ولو على جماجم الشعب الليبي وتدمير ممتلكاته وبنيته التحتية كما هو الحال في سورية المعذبة.

(5)

لا جدال بأن الامين العام لجامعة الدول العربية السيد احمد ابو الغيط نزل بمستوى ومكانة الجامعة العربية الى الدرك الاسفل من الانحطاط والتبعية. انه لم يعد يمثل جامعة الدول العربية وانما يمثل حفنة من تلك الدول وعلى رأسها مصر.

في الثاني عشر من اكتوبر العام المنصرم طلب في اجتماع لجامعة الدول العربية وفي بيان رسمي "أن على تركيا وقف العدوان العسكري على شمال سورية" لكنه تجاهل العدوان الروسي على سورية بكل انواع الاسلحة منذ 2011 حتى الساعة.

بالأمس ابو الغيط تجاوز كل آداب الدبلوماسية واخل بالامانة الوظيفية ومن اهم واجباته وهو في هذا المنصب ان يكون محايدا في كل القضايا المطروحة على جدول الاعمال، وان تكون تصريحاته وبياناته لا تخرج عما صدر ويصدر عن مندوبي الدول الاعضاء.

لقد صادر مواقف الكثير من اعضاء الجامعة الذين شاركوا في اجتماع المجلس المشار اليه عندما حرّف البيان الختامي لاجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين المنعقد في 31 / 12.

ان ما فعله السيد ابو الغيط هو تزوير للبيان الختامي للمجلس وعلى مجلس الجامعة على المستوى الوزاري ادانة ابو الغيط على عملية عدم الدقة في نقل ما توصل اليه الاجتماع دون عبث بالنص.

إن ما حصل اليوم ان ابو الغيط عبث بنص ومضمون البيان الختامي في الشأن الليبي قد يحصل غدا في اي شأن يطرح امام مجالس الجامعة العربية على اي مستوى كان ويحوره ليتناسب والسياسة المصرية ما لم يوقف عند حده تأديبا.

آخر القول: علاقة ابو الغيط بإسرائيل ايام العدوان على غزة 2008 وهو وزير خارجية مصر معروفة اذ اعلنت وزيرة خارجية اسرائيل تسيبي ليفني الحرب على غزة في شرم الشيخ امام ابو الغيط وكان يشد على يدها مبتسما بلا خجل. هؤلاء عملاء اسرائيل في قمة هرم جامعة الملوك والامراء والرؤساء العرب.

*  د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

أبو الغيط: التدخل التركي في ليبيا يهدد بمواجهة إقليمية