مصادر للخليج الجديد: أمريكا قد تنسحب من مناطق الشيعة بالعراق

الثلاثاء 7 يناير 2020 09:46 م

قالت مصادر مطلعة في العراق لـ"الخليج الجديد" إن هناك اتجاها من الولايات المتحدة لتنفيذ انسحابات جزئية من العراق، خلال الأيام المقبلة، من المناطق التي تشهد تواجدا شيعيا كثيفا، أو تواجدا قويا للميليشيات الشيعية الموالية لإيران، كحل لتجنب الصدام المتوقع بين الجانبين، بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني"، الجمعة الماضي.

وأشارت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن الحديث يدور عن تنفيذ انسحابات جزئية من مناطق مثل بغداد وسامراء ومناطق من شرقي العراق، ونقل هذه القوات إلى أماكن تشهد كثافات من السنة والأكراد.

ولوحظ غيابا كبيرا للسنة والأكراد بالبرلمان العراقي، خلال الجلسة التي قررت طلب انسحاب القوات الأجنبية من العراق، مما اعتبرته دوائر أمريكية مؤشرا واضحا لعدم رغبة السنة والأكراد في انسحاب الأمريكيين حاليا، لكيلا لا يتم منح العراق إلى إيران بشكل كامل.

وأكدت المصادر أن الرسالة، التي تم تداولها مساء الإثنين، وأشارت إلى نية الجيش الأمريكي تنفيذ "عمليات إعادة انتشار احتراما لسيادة العراق وتنفيذا لقرار برلمانه الذي طالب بانسحاب القوات الأجنبية"، صحيحة، لكن البنتاجون فوجئ بنشرها في وسائل الإعلام، بعدما حصلت عليها تلك الوسائل من قيادة المهمات الأمريكية في العراق.

كان وزير الدفاع الأمريكي "مارك إسبر" نفى، مساء الإثنين، صحة الرسالة، قائلا إنها "أرسلت بالخطأ" للصحفيين.

وقال "إسبر" للصحفيين في البنتاجون: "نحن نعيد وضع قواتنا في جميع أنحاء المنطقة، وهذه الرسالة لا تتفق مع ما نحن فيه الآن".

من جانبه، قال مسؤول أمريكي في بغداد إن الرسالة المتداولة مجرد إخطار من الولايات المتحدة إلى العراق حول إعادة نشر القوات الأمريكية من مكان إلى آخر داخل المنطقة.

وأضاف المسؤول: "على وجه الخصوص، كان لدينا الليلة الكثير من الطائرات المروحية التي تطير عبر بغداد، وهذا يدل على أننا نعمل ضمن قوانين حكومة العراق".

وتابع المسؤول: "مازلنا نشارك بشكل كبير مع قوات الأمن العراقية، وفي حين أن مهمتنا التدريبية وعملياتنا من أجل هزيمة تنظيم الدولة في العراق قد توقفت مؤقتا، فإننا نتطلع إلى استئناف هذه العمليات"، موضحا أن معظم هؤلاء الجنود الذين يتم نقلهم خلال مهمة التدريب يقومون "بأدوار إدارية"، حسب ما نقلت عنه شبكة "CNN" الأمريكية.

لكن مسؤولا أمريكيا آخر أكد صحة الرسالة، غير أنه قال إنها لا تشير إلى انسحاب للقوات الأمريكية.

بينما قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال "مارك ميلي" إن الرسالة تم إصدارها عن طريق الخطأ وكُتبت بطريقة سيئة، وقال للصحفيين: "هذا ليس ما يحدث".

وسعى "ميلي" إلى معالجة الالتباس الذي بدأ بعد تسرب الرسالة للحكومة العراقية من القيادة الأمريكية في بغداد.

وقال "ميلي": "هذه الرسالة عبارة عن مسودة. لقد كانت خطأ. لم يتم توقيعها. لم يكن يجب الكشف عنها... (كانت) سيئة الصياغة، تعني الانسحاب، وهذا ليس ما يحدث".

وأضاف: "إنه خطأ صريح. لم يكن ينبغي إرساله".

والأحد الماضي، صوَت البرلمان العراقي على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد، ضمن تداعيات مقتل "سليماني"، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي "أبو مهدي المهندس"، وآخرين في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد، يوم الجمعة الماضي.

وفي وقت لاحق، قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، على متن طائرة رئاسية، أثناء رحلة العودة إلى واشنطن من ولاية فلوريدا، مساء الأحد: "إذا طلبوا منا المغادرة، إذا لم نفعل ذلك بطريقة ودية للغاية، سنفرض عليهم (العراق) عقوبات، لم يسبق لها مثيل من قبل"، مضيفًا "ستجعل العقوبات الإيرانية تبدو هينة بعض الشيء".

وأضاف "ترامب": "لدينا قاعدة جوية باهظة التكلفة للغاية. لقد تكلف بنائها مليارات الدولارات، قبل وقت طويل من وصولي للرئاسة"، مؤكدا: "نحن لن نغادر إلا إذا دفعوا لنا مقابل ذلك".

في المقابل، هددت كتائب "حزب الله" العراقي بمنع تدفق النفط الخليجي إلى أمريكا حال فرضت عقوبات على بغداد.

وعقب تصويت مجلس النواب العراقي، الأحد، هدد زعيم التيار الصدري الشيعي في العراق "مقتدى الصدر" بـ"تصرف أكبر" حال لم يتخذ البرلمان قرارا بإلغاء الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة وغلق السفارة والقواعد الأمريكية بالبلاد فورا.

وفي وقت سابق اليوم، اعتبر رئيس الوزراء العراقي "عادل عبد المهدي" أن "انسحاب القوات الأجنبية هو المخرج الوحيد للأزمة التي يعيشها العراق حاليا".

وتابع "عبدالمهدي": "القوات الأجنبية إذا لم تنسحب من العراق فإن الاتجاهات ستدفع الدولة إلى طريق تصادمي"، مؤكدا على "أهمية اتخاذ الحكومة قرار تاريخي لتصحيح المسارات".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قاعدة القيارة الجوية انسحاب القوات الأمريكية البرلمان العراقي