مصادر عراقية: إيران أوصت الفصائل الموالية بعدم مهاجمة الأهداف الأمريكية

الجمعة 10 يناير 2020 10:24 ص

كشف أعضاء بارزون في فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران عن تلقيهم "إشارات" للتريث في تنفيذ أي عمل عسكري ضد المصالح الأمريكية في العراق.

جاء ذلك بعد تهديدات سابقة أطلقتها عدة فصائل مسلحة قالت إنها تستعد لتنفيذ عمليات "ثأر" ضد القوات الأمريكية لمقتل نائب زعيم هيئة الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس"، برفقة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني"، ليلة الجمعة الماضية، قرب مطار بغداد.

وتؤكد إفادة المصادر تصريحات سابقة أدلى بها نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس”، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، قال فيها: "نتلقى معلومات استخباراتية مشجعة بأن إيران تبعث برسائل لتلك المليشيات نفسها بأن لا تتحرك ضد أهداف أمريكية أو مدنيين أمريكيين، ونأمل أن تجد تلك الرسالة صدى".

وفي السياق، قال القيادي البارز في "كتائب حزب الله" العراقية "أحمد العسكري"، إن "الهجوم المقرر تم تجميده"، موضحاً أن "الجمهورية الإسلامية أبلغت فصائل المقاومة الإسلامية في العراق وغير العراق بعدم مهاجمة الأهداف والمصالح الأميركية في الوقت الراهن، وأبلغت بأن القصف الإيراني يكفي عن سليماني والمهندس".

وحول عمليات القصف المتقطعة بين وقت وآخر على المنطقة الخضراء والسفارة الأمريكية ومواقع أخرى بصواريخ الكاتيوشا، قال: إن "عمليات قصف المنطقة الخضراء، يقف خلفها أفراد من بعض الفصائل تدفعهم العاطفة وليس بتوجيه مركزي، وهي غير مؤثرة".

وأوضح: أن "الأمريكيين يعرفون جيداً صواريخ الفصائل وما لديها من ترسانة، ولهذا لا يهتمون للضربات التي تُشن على المنطقة الخضراء كونها غير مؤثرة وغير دقيقة. ونحن أبلغنا الحكومة بأنه يمكن لها التصرف مع تلك الهجمات، كونها لا تمثل رداً رسمياً من محور المقاومة".

وتابع القيادي في كتائب حزب الله العراقي: "إيران لم تبلغنا بشكل رسمي ما هي أسباب وقف قرار مهاجمة الأهداف والمصالح الأمريكية، خصوصاً بعد الاتفاق على ذلك، وتحديد تلك الأهداف في طهران على هامش تشييع جنازة الحاج سليماني، لكن المتوقع أن هناك وساطة لطرف ثالث، وحالياً الجهد سينصب على مشروع إخراج الأمريكيين من العراق سياسياً".

وفي الإطار ذاته، قال القيادي في التيار الصدري"حاكم الزاملي": "بعد الضربة الإيرانية للقواعد العسكرية التي توجد فيها القوات الأمريكية في العراق، هناك تناغم من أجل التهدئة بين طهران وواشنطن منذ الساعات الماضية التي أعقبت خطاب (الرئيس دونالد) ترامب".

وأضاف: "هذه الضربة كانت مهمة، حتى وإن كانت خالية من الخسائر البشرية، فهي أول ضربة تستهدف الأمريكيين من قبل دولة في المنطقة".

واعتبر "الزاملي" أن الرد الإيراني "كان كافياً"، قائلا: "حتى وإن لم ترد الفصائل العراقية، فالرد الإيراني لم يكن من أجل قاسم سليماني فقط، بل كان من أجل الرد على عملية الاغتيال الأمريكية التي استهدفت سليماني والمهندس ومن كان معهما".

أما محافظ الموصل السابق، القيادي في "جبهة الإنقاذ" العراقية "أثيل النجيفي"، فيرى أن "إيران تجاوزت الآن مقتل قاسم سليماني، وتبحث عن مخرج للتباحث مع الولايات المتحدة، خصوصاً أنها تعتبر أن ما قامت به من قصف صاروخي هو رد كافٍ، وأمريكا أيضاً تعتبر أن الضربة فتح لباب التفاوض من جديد".

وأضاف أن "مقتل سليماني قد يُغلق باب فيلق القدس، أو يضعه في منعطف جديد غير المسار السابق، ونحن أمام مرحلة جديدة في المنطقة".

ولفت "النجيفي" إلى أن "إدارة دونالد ترامب لديها أولويات عدة في المنطقة، أبرزها تفكيك الملف النووي الإيراني، وتحجيم نفوذ طهران في المنطقة، وعودة الشركات الأمريكية للعمل في الشرق الأوسط، وخصوصاً العراق، وقد تعمل أمريكا على منع فرض العقوبات على العراق بعمل تلك الشركات".

وأكد "النجيفي" أن "إيران ستدخل مع الولايات المتحدة في مرحلة جديدة، وتعتبر ملف سليماني قد انتهى. لكن المشكلة هي الفصائل العراقية، التي ربطت مصيرها بمصير إيران، ولا تعرف كيف توقف اندفاعها، فهي اندفعت أكثر من اللازم، وقد لا تستطيع التوقف بشكل مباشر عن ذلك الاندفاع، حتى وإن طلبت منها إيران ذلك".

واعتبر الخبير الاستراتيجي العراقي "إحسان الشمري" أن "الرد المقابل غير المتكافئ من قبل إيران، لم يكن يؤشر إلى إمكانية وقوع الحرب مع الولايات المتحدة، خصوصاً أن شعار لا حرب قد دفع به من قبل ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني. ولهذا ما جرى بعد الاستهدافات المتبادلة، يبين أن الطرفين ذهبا إلى مساحة التهدئة".

ولفت "الشمري" إلى أن "مصالح طهران وواشنطن أن لا يذهبا إلى المزيد من التصعيد، وما حدث هو احتكاك فقط من خلال قتل سليماني أو استهداف القوات الأميركية في العراق. لكن الأمور توقفت عند هذا الاحتكاك".

وأضاف الخبير العراقي أن "إيران تراجعت خطوة إلى الخلف، خصوصاً بعد تصريح وزير الخارجية الإيراني (محمد جواد ظريف) بأن الرد الإيراني انتهى، لكن هذا لا يعني أن حلفاء إيران في العراق لن يكون لهم رد، لكن الرد سيكون فعلاً محسوباً بشكل دقيق حسب مجريات الأحداث أو ما يمكن أن يقدمه الوسطاء لإيران في قضية التفاوض لرفع جزء من العقوبات التي باتت ضاغطة عليها بشكل كبير".

وأكد "الشمري" أن "الصراع سوف يستمر، والحرب الباردة سوف تستمر ما بين طهران وواشنطن، وسيبقى العراق هو ساحة الاحتكاك بين الطرفين (..) وستلعب الميليشيات العراقية المرتبطة بطهران دور الأساس في الاحتكاك وفق الرؤية والضوء الأخضر الإيراني".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الحشد الشعبي قاسم سليماني أبو مهدي المهندس

ستراتفور: لماذا اغتالت أمريكا أبومهدي المهندس؟