بعد قابوس.. عرش عمان ينتظر الوريث الغامض من بين هؤلاء

السبت 11 يناير 2020 04:56 ص

بالنسبة لكثير من العمانيين، فإن "عمان هي قابوس وقابوس هو عمان"، لذلك فإن مسألة وفاة السلطان الأكثر جلوسا على عرش في تاريخ العرب الحديث، دون الإعلان عن خليفته أمر يثير القلق ويستدعي الانتباه للتطورات التي ستحدث في دولة تتمتع بحساسية جيوسياسية كبيرة بمنطقة الخليج والشرق الأوسط.

سريعا، وبعد دقائق من إعلان وفاة "قابوس"، فجر السبت 11 يناير/كانون الثاني الجاري، عن عمر ناهز 79 عاما، بادر مجلس الدفاع العماني (أعلى هيئة سيادية مختصة بالأمن والاستقرار الداخلي) بدعوة مجلس العائلة الحاكمة لاختيار خليفة للسلطان.

وبحسب تقارير إعلامية، ينتظر أن تعقد أسرة "آل البوسعيدي" الحاكمة في سلطنة عمان اجتماعا حاسما لمجلسها، قبل الإثنين المقبل، لاختيار خليفة "قابوس".

وعلى خلاف ملوك الخليج الآخرين، لم يكن "قابوس"، الذي تزوج لفترة قصيرة، لديه أطفال ولا إخوة، وهو ما جعل عرشه بلا وريث، وفقا للمفهوم الثقافي لممالك الخليج الذي يستدعي مسألة ولاية العهد في منطقة لا تقل خصوصية وأهمية عن مسألة الحكم.

وتزيد أهمية النموذج العماني بسبب كون "قابوس" سلطانا امتلك في يده كافة السلطات في البلاد تقريبا، حيث احتفظ خلال فترة حكمه برئاسة الوزراء وحقائب الدفاع والمالية ومنصب محافظ البنك المركزي.

ووفقا للمادة 6 من الدستور العماني الذي قدمه "قابوس" عام 1996، تشبه مسألة الخلافة على العرش حكايات "ألف ليلة وليلة"، حيث تنص على أنه في غضون ثلاثة أيام من لحظة خلو منصب السلطان، يختار "مجلس الأسرة" الخليفة، وإذا فشل أعضاء المجلس في التوصل إلى توافق في الرأي، فهناك رسالة للسلطان (في نسختين) قد أودعت في موقعين مختلفين في السلطنة، يتم فتحها.

وستكشف الرسالة عن وريث "قابوس"، ولذلك، توجد إمكانية لأزمة خلافة بسبب احتمالية الصراع بين مختلف فروع الأسرة أو بين الأسرة والجيش.

علاوةً على ذلك، يمكن تصور أن تختار القبائل والمحافظات المختلفة، بما في ذلك ظفار، التمرد المسلح مرة أخرى.

وهناك نحو 85 شخصا من عائلة "البوسعيد" يحق لهم خلافة السلطان قابوس على عرش عمان.

ولطالما أثيرت تكهنات عن أي الخليفة سيكون أحد أبناء عمومته الثلاثة، وهم "أسعد" و"هيثم" و"شهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد".

أبرز المرشحين، نظريا، لخلافة "قابوس"، هو عمه "طارق بن تيمور"، والذي تولى رئاسة الوزراء في بداية حكم السلطان الراحل، لكن، عمليا، يأتي نجله "أسعد" كأقوى المرشحين الفعليين للجلوس على العرش، يليه أخواه غير الشقيقين، "هيثم بن طارق"، الذي يشغل منصب وزير التراث والثقافة، و"شهاب بن طارق"، مستشار السلطان والقائد السابق للبحرية العمانية، إضافة إلى "تيمور بن أسعد بن طارق" الذي يبلغ من العمر نحو 38 عاما.

ومن الأسماء، "فهد بن محمود آل سعيد، الذي يتولى منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء منذ 23 يونيو/حزيران 1970، وهو أحد أهم ممثلي السلطنة في القمم الخليجية والعربية، وكان لافتاً استقباله نهاية الشهر الماضي الرئيس الفرنسي الأسبق "نيكولا ساركوزي" الذي زار السلطنة.

لكن، عمليا، فإن حظوظ "فهد بن محمود" ضئيلة، بالنظر إلى أنّ أم أطفاله ليست عمانية.

وظل اسم "أسعد بن طارق" متقدماً في التوقعات من بين جميع الأسماء.

ومنذ أن عين السلطان "قابوس" ابن عمه "أسعد" نائباً لرئيس مجلس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، إضافة إلى منصبه كممثل خاص للسلطان، بداية شهر مارس/آذار 2017 ارتفعت التكهنات أن يكون السلطان قد حسم مصير خلافته.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، في ديسمبر/كانون الأول 2018، فإن السعودية والإمارات تطمحان إلى صعود "أسعد بن طارق" على عرش سلطنة عمان بعد "قابوس".

التقرير، الذي استند إلى مصادر خليجية، قال إن الإمارات تريد تهدئة التوتر مع سلطنة عُمان، واستمالتها في وجه إيران وقطر اللتين تقيم مسقط علاقات وثيقة معهما.

وأشارت إلى أن من أسمتهم بـ"المحمدين" -في إشارة لولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"-يخططون لبسط نفوذهما على سلطنة عمان بعد موت السلطان "قابوس".

وأضافت المصادر أن الرياض وأبوظبي تجمعهما علاقات وثيقة بـ"أسعد بن طارق".

واعتبرت المصادر أن وصول "أسعد بن طارق" إلى السلطة قد يحدث تغيرا جذريا في السياسة الخارجية لسلطنة عمان، التي تمايزت دائما عن السياسات السعودية والاماراتية؛ ما أدى الى توتر دائم في العلاقات بين مسقط وكل من الرياض وأبوظبي.

ويبلغ "أسعد بن طارق" من العمر 65 عاماً، ويتمتع بخلفية عسكرية، إذ تخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية، وخدم في الجيش السلطاني العماني كرئيس لسلاح المدرعات، وحصل على رتبة عميد.

على أية حال، فإن إجابة كل ما يثور الآن من تساؤلات حول مستقبل عرش سلطنة عمان إما يحسمه خطاب داخل خزانة سرية، أو قرار تتوافق عليه العائلة المالكة، وهو قرار سيتسبب في تطورات كبرى بعمان ومنطقة الخليج والشرق الأوسط، في دولة تتموقع وسطا بين جيرانها الخليجيين وتتمتع بعلاقات خاصة مع خصمهم اللدود، إيران.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

وفاة السلطان قابوس قابوس بن سعيد السلطان قابوس بن سعيد

هيثم بن طارق سلطانا جديدا لعمان خلفا لقابوس