بدأ تشغيل تجريبي للربط الكهربائي بين السودان ومصر، الأحد، من خلال محطتي توشكا المصرية وأرقين السودانية، لإمداد الجانب السوداني بطاقة تقدر بحوالي 50 ميجاواط في مرحلتها الأولى.

ومن المقرر أن تصل في مرحلتها الثانية إلى 300 ميجاواط.

ويأتي الربط الكهربائي بين البلدين في إطار خطة مصرية تهدف إلى ربط شبكي مع السوق الأفريقية وتطويرها، خاصة التي تعاني من النقص في إمدادات التيار الكهربائي، إضافة إلى المنتج المصري من الكهرباء، التي تعتمد على الغاز بتكلفة أرخص.

ويأمل خبراء اقتصاد سودانيون أن يسهم بدء الربط بين الجانبين في دفع العملية الاقتصادية في السودان.

وتصل طاقة إنتاج السودان في أفضل حالاتها 3000 ميجاواط كهرباء، لكن المستغل الفعلي منها حوالي 2000 ميجاواط فقط وما تبقى يذهب هدراً بسبب سوء الإدارة، وفقاً لخبراء في الإدارة العامة للكهرباء.

ورغم أن الطلب على الكهرباء في السودان قليل مقارنة مع حجم المشتركين فعلياً في الخدمة من جملة السكان، لكن تقارير "غير رسمية" أكدت أن ما يفوق 60% من سكان السودان لم تصل إليهم كهرباء.

ويعاني السودان من نقص في توليد الكهرباء وتذبذب في الإمداد وانقطاعات مستمرة تمتد إلى 8 ساعات يومياً في فترة الصيف، ما يعيق استمرار العمل، خاصة في الأعمال التي تعتمد على الكهرباء في تشغيل آلياتها، وتؤثر على العملية الاقتصادية والتجارية بصورة عامة.

أما القطاع الصناعي فهو المتضرر الأكبر نظراً لاعتماده على الإنتاج وأي توقف يؤثر سلباً على المصانع، كما يؤدي غياب الكهرباء لتسديد أجور العمالة دون إنتاج فعلي، ما يعد "خسارة" لصاحب المصنع، في وقت ظل القطاع السكني يعاني فيه من عدم الانتظام اليومي، ما أثر على البيئة المعيشية اليومية.

وأبرمت مصر عدة اتفاقيات ربط كهربائية، خلال الفترة الماضية مع كل من الأردن وليبيا والسعودية، بالإضافة إلى مذكرات تفاهم مع قبرص واليونان لقدرات تصل إلى 2000 ميجاوات.

وتأتي أهمية خط الربط الكهربائي مع السودان، بالنسبة لمصر، في أنه سيفتح الباب لمزيد من اتفاقات الربط مع باقى الدول بأفريقيا، وتقديم لهم ما يحتاجونه من الكهرباء ، لا سيما في الوقت الذي يعاني فيه نحو 600 مليون أفريقي من الحرمان من خدمة الكهرباء، بحسب صحيفة "الأهرام" المصرية.