قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية، اليوم الثلاثاء، إن التحالف العربي بقيادة السعودية، «ربما ارتكب جريمة حرب» عندما قصف مجمعين سكنيين الجمعة الماضية، مما أسفر عن مقتل 65 شخصا بينهم عشرة أطفال، وهو مانفاه المتحدث باسم التحالف مشيرا إلى أن بيان المنظمة «لا يتمتع بالمصداقية».

وأضافت المنظمة في بيان نشرته على موقعها الرسمي على الانترنت اليوم، أن الهجوم الذي وقع يوم الجمعة الماضي، على مجمعين في محطة كهرباء المخا، غربي اليمن، كان ضمن الغارات الجوية العديدة التي تبدو «غير قانونية في الصراع اليمني لكن لم يحقق فيها أحد».

وتابعت أن «فشل السعودية ودول التحالف الأخرى في فتح تحقيق في الغارات التي تبدو غير قانونية في اليمن يُبرز الحاجة إلى إنشاء لجنة تقصي الحقائق تابعة للمجلس الأممي لحقوق الإنسان، للتحقيق في مزاعم انتهاك قوانين الحرب من قبل قوات التحالف والحوثيين وأطراف النزاع الأخرى».

واستطردت «هيومن رايتس ووتش»: «قصفت قوات التحالف بقيادة السعودية مساكن تابعة لمحطة توليد الطاقة بشكل متكرر فتسببت في قتل عشرات المدنيين، في غياب أي أدلة عن وجود هدف عسكري واضح هناك فإن هذا الهجوم يرقى على ما يبدو إلى جريمة حرب.»

وأشارت إلى أنها زارت المحطة الأحد الماضي، ولم تجد ما يشير إلى أن المجمعين كانا يستخدمان لأغراض عسكرية، وقال سكان إن قوات الحوثيين لم تكن موجودة هناك.

وتابع البيان أن المنظمة « وجدت منشأة عسكرية تبعد 800 متر جنوب شرقي المجمع الرئيسي للمحطة التي قال عمالها إنها قاعدة عسكرية للدفاع الجوي».

من جانبه قال «أولي سولفانج»، الباحث الرئيسي بقسم الطوارئ في المنظمة: «مرة بعد أخرى نشاهد الغارات الجوية لقوات التحالف وهي تحصد أعدادا كبيرة من المدنيين دون أن توجد أي إشارة عن فتح تحقيقات في الانتهاكات المحتملة، وإذا لم يقم أعضاء التحالف بفتح تحقيقات فعلى الأمم المتحدة أن تقوم بذلك بنفسها».

في المقابل، نفى العميد «أحمد عسيري» المتحدث باسم التحالف مسؤولية طيران التحالف عن الغارات، واعتبر أن بيان المنظمة «لا يتمتع بالمصداقية».

وقال لوكالة رويترز، إنه «على الرغم من أن طائرات التحالف كانت نشطة في المنطقة يوم الجمعة فإنها لم تهاجم المقاتلين الحوثيين الذين كانوا يستعدون لعمل عسكري».

وأكد «عسيري» أن طائرات التحالف «لم تقصف منازل المدنيين»، مطالبا المنظمات من هذا النوع «بتوخي الدقة قبل اتهام التحالف أو غيره».

وشدد على أن التحالف «منذ اليوم الأول أعلن بوضوح أنه يعمل وفقا لقيود تشمل عدم القيام بعمليات في المدن بين المدنيين وحماية البنية التحتية»، وقال إنه ملتزم بهذا واتهم الحوثيين بأنهم يقومون بهذا طول الوقت.

ويقصف التحالف المقاتلين الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمني المخلوع «علي عبد الله صالح» منذ 26 مارس/ آذار الماضي، بهدف صدهم عن المناطق الجنوبية والوسطى وإعادة حكومة البلاد التي تعمل من الخارج.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان أصدرته في مارس، آذار الماضي، عن الحرب اليمنية إنه «بموجب القانون الانساني الدولي يجب على كل الدول والأطراف المشاركة في الصراع التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية والتمسك بمبدأي التناسب والحذر».

وفي ذات السياق، قالت «هيومن رايتس ووتش» في بيانها اليوم، إن «الحوثيين والقوات الأخرى (الموالية لهم) مسؤولة أيضًا عن انتهاك قوانين الحرب، نفذت قوات مساندة للحوثيين وميليشيات معارضة عمليات عسكرية في عدن وتعز ومناطق أخرى، ما عرّض المدنيين والمنشآت المدنية مثل المستشفيات إلى مخاطر غير ضرورية».

كما اتهمت المنظمة، القوات الموالية للحوثيين بارتكاب «جرائم حرب فيما يبدو»، عندما قتلت امرأتين واحتجزت موظفي إغاثة رهائن في عدن في أبريل/ نيسان الماضي .

وفي مايو/أيار الماضي، اتهمت المنظمة الحوثيين باستخدام مجندين من الأطفال.