استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

التراجع عن فك الارتباط .. مزحة سمجة

الاثنين 27 يناير 2020 12:38 م

التراجع عن فك الارتباط .. مزحة سمجة

لماذا يتطوع الأردن لتقديم أكبر خدمة لحكومة اليمين المتطرف وإدارة اليمين الشعبوي دون مقابل؟

لماذا يعرض سلمه الأهلي وأمنه واستقراره للخطر والتهديد دون أن يكون له دور يتخطى «الإدارة البلدية» لكانتونات الضفة الغربية المعزولة؟

الأردن يقف على مفترق خطير والعناية «بالجبهة الداخلية» تحظى بأولوية قصوى ولا تتقدمها قضية على جدول أعمالنا.

يتعين تعزيز المناعة الوطنية وتدعيم توجهاتنا في حقل السياسة الخارجية فنحن مقبلون على مرحلة ساخنة في علاقتنا بإسرائيل وداعميها.

*     *     *

لم نأخذ على محمل الجد، «التسريبات» بشأن توجه أردني جديد، يقضي بالتراجع عن قرار فك الارتباط (1988). فلا مصلحة أردنية بذلك، والتوقيت من أسوأ ما يمكن أن يصادفنا.

وربما لهذا السبب بالذات، كان وزير الخارجية جازماً في تأكيداته بالأمس، حيث أخبر مجموعة من الصحفيين والكتاب، بأن أمراً كهذا لم يبحث أبداً في أي من دوائر صنع القرار، وأنه بعد مضي ثلاث سنوات في موقعه، لا يذكر أن شيئاً كهذا قد خطر ببال أحد.

ليس خافيا على أحد أن الأردن منزعج أشد الانزعاج مما يقال ويتسرب حول «صفقة القرن»، لا يستطيع الأردن أن يجاري إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، لكنه في المقابل، لا يتوفر على الأدوات والأوراق التي تمكنه من إسقاط «الصفقة» بين الرفض والقبول.

يستطيع الأردن أن يتموضع في خانة «الممانعة»، فلا هو بصدد الاعتراف بمخرجات الصفقة، ولا هو في وارد خوض معارك يعرف سلفاً أنه سيخسرها.

إعادة النظر بقرار فك الارتباط الإداري والتنظيمي، وفي هذا التوقيت بالذات، قبل أيام من الكشف عنها، لا يعني سوى شيء واحد: تأمين طوق نجاة لإسرائيل للخلاص من فائض الديمغرافيا الفلسطينية، ومن دون أن يرتبط ذلك، بأي انسحابات واسعة النطاق من الضفة الغربية المحتلة.

فلماذا يقامر الأردن بذلك، لماذا يتطوع لتقديم أكبر خدمة لحكومة اليمين المتطرف وإدارة اليمين الشعبوي، من دون مقابل.

لماذا يقامر الأردن بتعريض سلمه الأهلي وأمنه واستقراره للخطر والتهديد، من أن يكون له دور مقدر، يتخطى حدود «الإدارة البلدية» لكانتونات الضفة الغربية المعزولة وجزرها المنفصلة.

ولماذا يقامر بتهديد علاقته الطيبة مع السلطة الفلسطينية نظير إرضاء الفتى الغر وإدارته؟

لقد أحدثت تسريبات كهذه، لغطاً هائلاً في الأوساط الرسمية والشعبية، فقرار كهذا يمس حياة  ملايين المواطنين والأشقاء، وفوق هذا وذاك، فهو قرار محمّل بأعمق المعاني وأخطر الدلالات، إذ حتى الذين جادلوا ضد القرار عند صدوره، يبدون اليوم استمساكاً استتثنائياً به وبمضامينه، وأحسب أنه يحظى بإجماع أو غالبية عظمى من بين الأردنيين والفلسطينيين سواء بسواء.

في ظني أنه كان يتعين على الذين تناولوا المسألة من دون تدقيق أو تمحيص، أن يراجعوا أنفسهم، وأن يكونوا أكثر حذراً في إثارة قضايا على هذا القدر من الحساسية والأهمية، بالنظر لما تثيره من بلبلة في أوساط الرأي العام، وإشاعة مناخات من الشك وانعدام الثقة.

الأردن، كما فلسطين، يقف على مفترق خطير، وأحسب أن العناية «بالجبهة الداخلية» تحظى بالأولوية القصوى، ولا تتقدمها قضية على جدول أعمالنا. والسياسة الداخلية الأردنية، يتعين توظيفها لتعزيز جهاز المناعة الوطنية، وتدعيم توجهاتنا في حقل السياسة الخارجية. سيما وأننا مقبلون على مرحلة ساخنة في علاقتنا بإسرائيل وداعميها.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور

  كلمات مفتاحية