استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لا خيار سوى المقاومة والانتصار

الأربعاء 29 يناير 2020 12:43 م

لا خيار سوى المقاومة والانتصار

هل أيقظ هول الصدمة قيادات مترهلة وسادرة في أوهامها؟

هل تكون "الصفعة" كفيلة بخلق حالة من "عودة الروح والوعي" للجسد الفلسطيني؟

معركة فرضها رئيس تطارده تحقيقات وفضائح ورئيس حكومة إسرائيلي لا يقل عنه مرتبة في سلم «الأخلاقيات» و«القيم».

التصدي لصفقة القرن وإسقاطها هدف ممكن لا سيما أنها لم تجد قبولا إلا من حفنة ذليلة من الحكومات العربية.

لا مكان لتنسيق أمني وإن أدى ذلك لاستدراج إسرائيل لإنهاء السلطة ولا قيمة لسلطة باتت عنوان «الوهم والخداع».

ولا حاجة لتجديد الاعتراف بإسرائيل بعد أن سحبت إسرائيل وإدارة ترامب اعترافها بالحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين.

*     *     *

لم يترك ترامب للفلسطينيين من خيار سوى المقاومة.. وكل حديث خارج هذا السياق، هو ضرب من العبث أو اتجار بالأوهام.. لم يعد للفلسطينيين ما يخسروه، فالسيد الأمريكي، قرر في «نوبة كرم» مدججة بالخرافات والأساطير، أن يمنح القدس ونصف الضفة الغربية لإسرائيل.

وعلى الفلسطينيين أن يكونوا شاكرين ممتنين لهذه الصفقة «التاريخية العظيمة». لا شيء أكثر استفزازاً من قول ترامب بأنه على يقين بأن الفلسطينيين سيقبلون بصفقته في نهاية المطاف. لا شيء أكثر إساءة من ادعائه معرفة مصالح الفلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.

إسرائيل بعد 53 عاماً من احتلال الضفة، عجزت عن «هضمها»، زرعوا أكثر من 700 ألف مستوطن، وشيّدوا عشرات المستوطنات، بنوا جدران الفصل العنصري وشقوا الطرق الالتفافية المخصصة للمستوطنين، ومع ذلك، ظلت الضفة الغربية لقمة عصية على الهضم. هنا جاء دور ترامب و»صفقة القرن» لتمكينها من هضم ما ابتلعته.

لا خيار أمام الفلسطينيين سوى المقاومة والانتصار. هذه معركة فرضها عليهم رئيس غريب الأطوار، تطارده التحقيقات الفضائحية من كل حدب وصوب، ورئيس حكومة إسرائيلية لا يقل عنها مرتبة في سلم «الأخلاقيات» و»القيم».

الأول يريد التغطية على إجراءات عزله، والثاني يواجه اتهامات بالرشى وسوء الائتمان ... لقد جعلا من أنبل قضية وأقدم صراع، وسيلة لحجب الأنظار عن أفعالهما المشينة.

لقد قطع ترامب قول كل خطيب. المعركة اليوم باتت مفتوحة، وسيخوضها الفلسطينيون في مختلف أماكن تواجدهم، ونأمل أن يكون هول الصدمة، قد أيقظ القيادات المترهلة والسادرة في أوهامها. نأمل أن تكون «الصفعة» كفيلة بخلق حالة من «عودة الروح والوعي» للجسد الفلسطيني.

نأمل ألا تكون ردة أفعال الفلسطينيين من النوع الموسمي، أو على نظام «الفزعة» ... فالمرحلة الاستراتيجية الجديدة التي دخلتها قضية الشعب الفلسطيني، تستوجب مواجهة استراتيجية شاملة، وعلى كافة المسارات والجبهات، وبمختلف الوسائل والأدوات.

يجب أن ترتفع مستويات المظاهرات داخل المدن والقرى الفلسطينية قد تكون مفيدة لتأييد «سيداو» أو رفضها. بيد أنها لا تقدم ولا تؤخر حين يتصل الأمر بالاحتلال.

يجب أن تعاد لشوارع القدس وحواريها روح انتفاضة البوابات والكاميرات، وعلى مسيرات العودة التي استخدمت لأغراض انتهازية محضة، أن تشق طريقها من جديد، وأن تُفعّل كافة أدواتها المؤذية للاحتلال وقطعان المستوطنين.

وعلى السلطة أن تبرأ من اتفاقاتها المبرمة مع إسرائيل، فقد مزقتها إسرائيل نُتفاً، وجاء ترامب ليشعل النار بما تبقى منها. لا مكان لتنسيق أمني، حتى وإن أدى الأمر إلى استدراج إسرائيل لإنهاء السلطة، ولا قيمة لسلطة باتت العنوان الأبرز والأخير «للوهم والخداع».

ولا حاجة لتجديد الاعتراف بإسرائيل، بعد أن سحبت إسرائيل وإدارة ترامب اعترافها بالحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين وممثلهم الوطني الشرعي الوحيد.

حالة الغضب التي تجتاح الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، لا تعني أن ليس من بين قياداتهم والمتنفذين في أوساطهم، ممن ارتبطت مصالحهم الأنانية الضيقة باستمرار واقع الحال.

هؤلاء يجب أن يعزلوا، وأن تُفضح مرامي خطابهم المتدثرة بلبوس «الواقعية» ... هؤلاء لم يكونوا يوماً سوى جزءاً من المشكلة وهيهات أن يكونوا جزءاً من الحل.

التصدي لصفقة القرن وإسقاطها، هدف ممكن، سيما وأنها لم تجد القبول سوى من حفنة ذليلة من الحكومات العربية، كما زعم ترامب نفسه.

لكن هذا الهدف بحاجة لتوظيف طاقات الشعب الفلسطينية بكاملها، ومغادرة مربعات الترهل والشيخوخة والانقسام.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية