في ذكرى رحيلها الـ45.. إسرائيل تحرص على الاحتفاء بأم كلثوم

الثلاثاء 4 فبراير 2020 10:01 ص

في ذكرى رحيلها الـ45، جاء الاحتفال بأسطورة الغناء العربي المطربة المصرية "أم كلثوم" في شتى أرجاء العالم العربي وكذلك أيضا في (إسرائيل)، حيث نشرت صفحة "إسرائيل بالعربية" الرسمية على "تويتر" شريطا وثائقيا قصيرا من إنتاج قناة "كان" الإسرائيلية يتناول قصة كوكب الشرق.

ودأب الإعلام الإسرائيلي على إحياء ذكرى "أم كلثوم" بإذاعة مجموعة من الأغاني الخاصة تخليدا لذكراها.

وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2012، قامت بلدية القدس المحتلة بالإعلان عن حفل رسمي بمناسبة افتتاح شارع جديد في القدس يحمل اسم "أم كلثوم"، لما تتمتع به من شعبية كبيرة داخل نفوس عرب 48 والإسرائيليين الذين هاجروا واحتلوا فلسطين.

ولم تكتف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالإعلان عن إطلاق اسم "أم كلثوم" على أحد شوارع القدس المحتلة قبل سنوات، وإنما عمدت إلى التذكير به في ذكرى رحيلها في 3 فبراير/شباط الجاري، زاعمة الاحتفاء بها.

وفي ذكرى سابقة لرحيلها، نشرت صفحة "إسرائيل تتكلم العربية" فيلما وثائقيا إسرائيليا عن "أم كلثوم" بالعبرية ومترجم إلى العربية، أشار إلى تقارب "أم كلثوم" مع الرئيس المصري الراحل "جمال عبدالناصر" بعد ثورة عام 1952، كما ركز على مساعداتها لمصر بعد النكسة عام 1967، وتبرعها بمليوني دولار وإبراز هزيمة مصر.

ولم ينس الفيلم أن يستعرض عودة العلاقات بين مصر وتونس، بفضل زيارة "أم كلثوم" إلى تونس، ولقائها الرئيس التونسي "الحبيب بورقيبة"، بعد أن نشبت بين البلدين أزمة دبلوماسية بسبب سياسة "بورقيبة" الخارجية، وتأييده تطبيع العلاقات مع (إسرائيل)، ودعوته إلى إنشاء اتحاد فيدرالي عربي شامل ضم (إسرائيل) فيه.

وكانت "أم كلثوم" وما زالت البوصلة الفنية التي تجمع الشرق بالغرب، فعندما سئل المغني الشعبي والشاعر الثوري الأمريكي "بوب ديلان"، (نوبل للآداب 2016) عن الأصوات التي يستمع إليها في الموسيقى الشرق أوسطية، أجاب أنه يستمع لـ"أم كلثوم"، منذ عانق صوتها روحه للمرة الأولى في أثناء زيارته القدس في ستينات القرن الماضي.

كما يحفظ الأرشيف المصري أنه في يوم رحيل "أم كلثوم"، كتب الصحفي "بيجل كاربيير" في صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أن الأوروبيين لم يفهموا كلماتها، لكنهم في حالة تواصل روحي مباشر معها.

وهناك أغراض أخرى لحرص سلطات الاحتلال على إذاعة أغاني "أم كلثوم" في المناسبات والأعياد اليهودية، منها استقطاب اليهود الشرقيين (السفارديم).

ويظهر ملمح آخر لارتباط سيرة كوكب الشرق في إحدى محطات حياتها بالاهتمام الإسرائيلي بها، وهو ما ذكره الصحفي المصري "توحيد مجدي"، في كتابه "أم كلثوم وموساد: أسرار عملية عيون البقر"، الذي ذكر فيه أن جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) حاول تجنيد كوكب الشرق، عبر ممرضة يونانية فائقة الجمال، كانت تتردد على منزلها ضمن برنامج لعلاجها من خشونة في الركبتين.

وتردد في غير هذا الكتاب أن الوكالة اليهودية استغلت العقود الغنائية لـ"أم كلثوم" التي شملت إحياء حفلات في فلسطين والشام نحو 10 سنوات، تمت بمساعدة السياسي المصري اليهودي "يوسف قطاوي"، من دون علمها لتمويل الجامعة العبرية في فلسطين.

والثابت أن "أم كلثوم" أحيت في ثلاثينات القرن الماضي حفلات غنائية عدة في القدس ويافا وحيفا وتل أبيب.

واستغلت (إسرائيل) سيرة "أم كلثوم" بتسمية الشارع، لتوظيف الإبداع الغنائي لكوكب الشرق، بغرض إيصال رسائل سياسية مباشرة لتجميل وجه الاحتلال وممارساته.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية