ثم مات الممثلون جميعا.. وحتى الضيوف

الثلاثاء 4 فبراير 2020 09:44 م

في مسرحيته التي عرضها في ثمانيات القرن الماضي، تندر الممثل المصري "عادل إمام" خلال أحد الأعمال الفنية بجملته الشهيرة "ومات الممثلون جميعا ثم مات المنتج والمخرج"، لكن الواقع يشهد بأن هذا ما حدث بالفعل لأحد الأفلام الأمريكية التي أنتجتها هوليود في خمسينيات القرن الماضي.

ففي عام 1956، قرر الممثل والمخرج "ديك بول" إخراج فيلم تاريخى بعنوان "conqueror" أو "الغازي" يعرض قصة حياة ملك المغول "جنكيز خان"، واختار لبطولة الفيلم الممثل المرشح للأوسكار آنذاك "جون واين"، الذى اشتهر بأفلام رعاة البقر فى فترة الخمسينيات. كما اختار النجمة الهوليودية "سوزان هيوارد" لتشاركة البطولة.

  • قاعدة نيفادا العسكرية

كان من الطبيعي أن يتم تصوير الفيلم في منطقة صحراوية تشابه إلى حد ما البيئة التي تدور فيها أحداث عمل كبير عن "جنكيز خان". وبعد بحث معمق وإجراء معاينات لعدة أماكن، وقع الاختيار على منطقة نائية في ولاية يوتاه الأمريكية بالقرب من قاعدة نيفادا العسكرية.

ولسوء الحظ كانت القاعدة تجري وقتها أولى التجارب النووية الخاصة بها، التي تحمل اسم "اب سوت نوثول". ورغم بعد القاعدة بمسافة تصل إلى 220 كم، إلا أن اتجاه الرياح وأجواء المنطقة ككل كانت مشبعة بالاشعاعات النووية المتخلفة عن التجربة، والغريب أن مخرج الفيلم كان على علم بذلك، إلا أنه حصل على تطمينات من حكومة الولاية بأن الأمور غير مؤذية.

وعلى مدار عدة أشهر ظل فريق العمل في تلك البقعة يصور أحداث الفيلم الأساسية، ولم يكتف المخرج بذلك، بل قام أيضا بتحميل أطنان من رمال المنطقة لاستخدامها في المشاهد المتبقية داخل إستديوهات هوليود، والتي لا تحتاج إلى ظهور الصحراء الحقيقية.

  •  لعنة "جنكيز خان"

إن صناعة فيلم عن قاتل غزا العالم مثل "جنكيز خان" ليست بالأمر الهين؛ فالرجل الذي غزا العالم وملأ الأرض دما، وقتل نصف سكان الأرض، يبدو أن لعنته أصابت فريق العمل، الذي أراد أن يخلد ذكره. ورغم محاولات المخرج والمنتج إعداد عمل فني إسطوري، إلا أن الفيلم فشل فشلا ذريعا، ولم يلق قبولا لدي الجماهير. ليس هذا فحسب بل امتدت اللعنة الجنكيزية لتطال 90% على الأقل من فريق العمل؛ حيث أصيبوا جميعا بالسرطان، وظهر المرض عليهم على فترات مختلفة. وبينت الفحوص الطبية أن ذلك حدث نتيجة استنشاق الهواء المحمل بالإشعاعات النووية.

كان أول المصابين هو مخرج العمل نفسه الذي توفي جراء السرطان. ثم ظهرت أعراض السرطان على الممثل "بيدر ارمينداز" عام 1963، لكنه لم يحتمل نهايته المحتومة فقام بالانتحار في نفس العام.

أما بطلة الفيلم "سوزان هيوارد" فقد توفيت بسرطان الرئة الناتج عن استنشاق هواء محمل بالغبار النووي عام 1975، بينما تأخر موت "جون واين" بطل الفيلم، الذي اكتشف أنه مصاب بسرطان المعدة بداية السبعينيات، لكنه قاوم وعاش به حتى عام 1979. وكان آخر من توفي من العاملين بالفيلم عام 1991، وبالسرطان أيضا.

الغريب أن الأمر لم يقتصر على طاقم العمل، لكن كل من زار موقع التصوير، أصابته لعنة هذا الفيلم الذي عُرف في الأوساط الهوليودية وقتها بـ"الفيلم القاتل". إذ توفي الأخ الأصغر لبطل الفيلم "جون واين" بعد زيارة لموقع التصوير بفترة وجيزة؛ حيث أصيب بسرطان الجلد. كما أصيب ابن بطلة الفيلم "سوزان هيوارد" بسرطان الفم.

بعد كل هذه الحوادث لم يسلم منتج الفيلم، وإن لم يصب بالسرطان، إلا أنه أصيب باكتئاب حاد؛ ما جعله يشتري كل نسخ الفيلم ليمنع عرضه، ومات منعزلا عن الجميع.

بقي أن نشير إلى أن النقاد اعتبروا هذا الفيلم "الأسوأ" في تاريخ هوليود، وسخروا من القصة وضعف السيناريو الذي لا يرتقي لحياة طاغية مثل "جنكيز خان" استطاع أن يؤسس إحدى أكبر الإمبرطوريات على مر التاريخ، والتي امتدت من المحيط الهادي إلى بحر قزوين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إستوديو جيبلي مرض السرطان