تحولت جلسة خلال المؤتمر العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، أكبر حزب معارض في المغرب، إلى ساحة للتشابك بالأيدي وتبادل اللكمات والملاسنات، بين عناصر الحزب من مؤيدي الأمين العام للحزب "عبدالحكيم بنشماش" ومعارضيه في تيار "المستقبل" بزعامة "عبداللطيف وهبي".

وتفجرت أجواء الفوضى والاحتجاج، مساء الجمعة، لما يربو على 3 ساعات، في مركز المعارض "محمد السادس" بمدينة الجديدة، قبل أن يتمكن المؤتمر من استئناف أعماله بعد مساعٍ من أمينه العام.

ولم يجد ضيوف المؤتمر وقياديون في الحزب أمام حالة الفوضى التي سادت غير مغادرة قاعة جلسة الافتتاح، التي شهدت حضور قادة أحزاب مغربية وأخرى دولية بعد أن تحولت لساحة اشتباك.

وبدأت الاشتباكات بين الفريقين بعد أن انتفض عشرات المؤتمرين في وجه رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر  "سمير كودار" (محسوب على تيار المستقبل) حين كان يهم بإلقاء كلمته، مرددين شعارات تطالب برحيله، فما كان من مؤيدي تيار "المستقبل" إلا الاشتباك مع خصومهم السياسيين.

ويخوض  "عبداللطيف وهبي" سباق الترشح للأمانة العامة للحزب منافسا لـ"بنشماش"، وهو ما وتر الأجواء بين الفريقين.

وأغُمي على "سمير كودار" عندما اكتسح أنصار "بنشماش" في المؤتمر المنصة ليمنعوه من إلقاء كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر؛ حيث ارتفع الصفير والزعيق داخل القاعة فور بدء كلمته، ورفع مشاركون شعارات تطالب برحيله، وعندما حاول "كودار" مواصلة إلقاء كلمته ارتفعت الهتافات والصفير قبل أن يكتسح بعضهم المنصة.

ودفع ذلك المشهد أنصار "وهبي" إلى الاشتباك مع خصومهم بالأيدي واللكما؛ ما أدى لوقوع إصابات وإغماءات نُقلت عبر سيارات الإسعاف إلى المستشفى.

ويشهد حزب "الأصالة والمعاصرة"، في مؤتمره الحالي، أزمة هي الأصعب في تاريخه منذ نشأته عام 2008، على يد "فؤاد عالي الهمة"، الوزير المنتدب السابق لدى وزارة الداخلية، والمستشار الحالي للعاهل المغربي "محمد السادس".

ونشأت تلك الأزمة الداخلية غير المسبوقة في تاريخه، منذ 18 مايو/أيار الماضي، بين تيار "الشرعية" بزعامة الأمين العام للحزب، وتيار "المستقبل"، وصل صداها إلى ردهات محاكم المملكة.

وبرأي المراقبين، فإن مؤتمر الحزب المرتقب أن يستمر إلى 9 فبراير/شباط الحالي، وإن كان يبدو عاديا في شكله، بيد أن ما رافق التحضير له من صراعات وتجاذبات يجعله استثنائيا في مدخلاته ومخرجاته المرتقبة التي قد تضعه في مفترق طرق ينعكس سلبا على وحدته وقوته في المشهد الحزبي المغربي لما بعد تشريعيات 2021.