العلاقات الإيرانية الروسية الأفضل حتى الآن.. ولكن هل تستمر؟

الأربعاء 19 فبراير 2020 08:49 ص

تعززت العلاقة بين إيران وروسيا بسبب التوترات المتصاعدة بين طهران وواشنطن منذ تولي "دونالد ترامب" مهام منصبه، ولا شك أن إيران تعتبر روسيا واحدة من أقرب حلفائها.

سافر وزير الخارجية الإيراني،" محمد جواد ظريف"، إلى موسكو حوالي 28 مرة خلال فترة ولايته، وذكر أن العلاقات بين البلدين لم تكن أفضل حالًا.

تعد روسيا لاعباً رئيسياً في الجهود الإيرانية الرامية إلى مكافحة تطلعات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتحظى بدعم واسع النطاق عبر الطيف السياسي في طهران.

ليس من المستغرب أن يكون التدريب البحري الإيراني الروسي الصيني المشترك في المحيط الهندي وخليج عمان في ديسمبر/كانون الأول 2019 قد حظي بالترحيب من قبل كل من المعسكر "الإصلاحي" والمعسكر "المحافظ" داخل إيران.

وفقا لطهران، تشترك روسيا وإيران في وجهات النظر نفسها بشأن مختلف القضايا الاستراتيجية في المنطقة، وهذا بمثابة حافز قوي لتوسيع شراكتها العسكرية مع الروس.

الشعور متبادل أيضًا، لقد دعمت روسيا إيران في مجموعة متنوعة من القضايا المهمة، كما أنها تعتبر طهران حليفا مهما؛ اعترضت روسيا على العديد من القرارات لصالح إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وعارضت ضغوط الولايات المتحدة لإدراج برنامج الصواريخ الإيرانية كجزء من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وأيدت طلب إيران الانضمام إلى شنجهاي منظمة التعاون (SCO)، وهي تحالف اقتصادي وأمني إقليمي.

زاد التعاون بين إيران وروسيا في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، كما يتعاون الاثنان بقوة في مسائل الاستخبارات والأمن، كما لوحظ في سوريا، وقد أوضحته البرقيات الإيرانية المزعومة، والتي نشرت مؤخرًا بواسطة "نيويورك تايمز"، و"إنتر سيبت".

في المجال الاقتصادي، تحاول روسيا مساعدة إيران على التغلب على الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة ضدها، وقد رحبت بها إيران لمساعدتها.

ومع ذلك، فإن الروس لهم مصالحهم المالية الخاصة في الشرق الأوسط، وتحقيقًا لهذه الغاية، يحرص الروس بشدة على الانضمام إلى أداة دعم التبادل التجاري (INSTEX)، وهي آلية مالية جديدة تم إنشاؤها في البداية من قبل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا للحفاظ على التجارة مع إيران وتجاوز العقوبات الأمريكية.

من بين الأعضاء الحاليين الدنمارك والسويد وفنلندا وهولندا وبلجيكا، ويقال إن إيران وروسيا على وشك الاتفاق على استخدام عملاتهما الوطنية بدلاً من الدولار الأمريكي في تجارتهما الثنائية.

على الرغم من مجالات التعاون هذه، تدرك إيران جيدًا أن روسيا ليست مدفوعة بالرغبة في رؤية إيران قوية ومستقلة بشكل مفرط، وقد قالت وكالة المشرق للأنباء، المقربة من جهاز الاستخبارات الإيراني، إن إيران يجب ألا تعتمد على دول مثل روسيا للحصول على الدعم في برامجها العسكرية، مشيرة إلى إحجام روسيا عن بيعها صواريخ من طراز "إس-300" بعيد المدى.

في مقال نُشر مؤخرًا على الصفحة الأولى لصحيفة الشرق الإصلاحية، ورددته وكالة أنباء الطلاب الإيرانية المملوكة للدولة، ذكر أن كلا من روسيا والصين تريدان إيران ضعيفة وأن العضوية في منظمة شنجهاي للتعاون ليست بالضرورة في مصلحة إيران.

وخلص الكاتب، وهو أستاذ بجامعة طهران، إلى أن التقارب الشديد من "الشرق" (أي روسيا) أمر خطير مثل كونه قريبا جدًا من "الغرب" (بمعنى الولايات المتحدة وأوروبا).

ومن المثير للاهتمام أن إيران تعتقد أنها ستحظى بدعم الروس في حالة نشوب حرب مع الولايات المتحدة، ولكن حتى ذلك الحين، ستكون روسيا مهتمة بشكل أساسي بتأمين مصالحها الخاصة.

في مقال نُشر على موقع الأخبار الإصلاحية "انتخاب"، بناءً على تقارير من وسائل الإعلام الروسية، ذكر أنه في حالة الحرب بين إيران والولايات المتحدة، لن تحتل روسيا جورجيا فقط لمنع الولايات المتحدة من إقامة قواعد عسكرية في المنطقة، ولكن سوف تحتل أيضا البلدان الأخرى في القوقاز.

وكتب موقع "بازتاب" الإخباري المحافظ، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع "محسن رضائي"، وهو قائد سابق في فيلق الحرس الثوري الإسلامي، نقلاً عن وسائل الإعلام الروسية، أنه على الرغم من أن الروس ليس لديهم رغبة في التورط في حرب بين إيران والولايات المتحدة. فسوف ينحازون في النهاية إلى إيران.

تقترب طهران بشكل متزايد من الصين كذلك وربما يرجع ذلك جزئياً إلى مخاوف إيران من أن روسيا لن تظل ملتزمة بتحالفها، وليس أقله في مناقشة التعاون العسكري.

إن التعاون الوثيق بين إيران والصين سيؤدي بالتأكيد إلى زعزعة روسيا، وربما يعطي طهران ميزة في مناقشاتها ومفاوضاتها المستقبلية.

بالنسبة لإيران، سيكون التحالف الثلاثي مع روسيا والصين هو النصر النهائي ضد التحالفات الأمريكية في المنطقة.

وفيما يتعلق بالتدريبات البحرية الإيرانية الروسية الصينية المشتركة الأخيرة، كتبت صحيفة "كيهان" الإيرانية المتشددة: "تحالف إيران والصين وروسيا هو تشكيل مثلث جديد للقوة البحرية وعرض للقوة أمام الأمريكيين وحلفائهم الأوروبيين والإقليميين".

قد يكون لكل من إيران وروسيا مصلحة استراتيجية قوية في تقليص النفوذ الأمريكي في المنطقة، لكن لا توجد ضمانات بأن التحالف بينهما دائم، رغم عدم وجود منظمات أو كيانات معادية لروسيا رسمياً في إيران، فإن طهران تدرك جيدًا هشاشة التحالفات في السياسة الدولية.

ومع ذلك، على الأقل في الوقت الحالي، لن تستمر إيران في إقامة شراكة وثيقة مع روسيا فحسب، بل ستسعى أيضًا على الأرجح إلى تعميق تعاونها مع موسكو، في الوقت نفسه، تحتاج طهران إلى حلفاء جدد، ولهذا السبب سوف تتطلع إلى زيادة تعاونها مع الصين أيضًا.

المصدر | أردفان خشنود | معهد الشرق الأوسط - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الروسية الإيرانية العلاقات الصينية الإيرانية