ستراتفور: ماذا بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة؟

الأربعاء 4 مارس 2020 01:27 م

خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" من الانتخابات الإسرائيلية الثالثة خلال عام، أقوى من ذي قبل، لكنه لا يزال غير قادر على تأمين الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل حكومة بالفعل.

والآن تحوز مسألة بقائه السياسي الأولوية على الإصلاحات الداخلية الملحة، في حين تواصل حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية الآن استراتيجياتها في الخارج ضد إيران والفلسطينيين.

قريب من الفوز

ومن المتوقع أن يفوز ائتلاف "نتنياهو"، الذي يمثل يمين الوسط من القوميين العلمانيين والمستوطنين اليمينيين والحريديم والأحزاب الدينية الأرثوذكسية المتطرفة، بـ59 مقعدا في البرلمان، بينما من المتوقع أن يفوز تحالف "الأزرق والأبيض" الذي يشكله يسار الوسط، بزعامة "بيني جانتس" بـ39 مقعدا.

ونظرا لتخلف ائتلاف "نتنياهو" بمقعدين عن الأغلبية، فإن الشلل السياسي الداخلي هو النتيجة الأكثر ترجيحا لانتخابات 2 مارس/آذار، على الأقل في الوقت الحالي.

وبقيت (إسرائيل) في هذه الحال دون حدوث عواقب وخيمة، رغم إنها تعاملت لمدة عام كدولة لها حكومة انتقالية.

وأثبتت حكومة تصريف الأعمال تحت قيادة "نتنياهو" أنها قادرة على معالجة قضايا السياسة الخارجية الإسرائيلية الأساسية، بما في ذلك شن حملة ضد إيران، خاصة ضد وكلاء إيران في سوريا والعراق ولبنان، والضغط على الولايات المتحدة لمواصلة دعم استراتيجية (إسرائيل) بشأن الفلسطينيين، والحفاظ على ردع فعال من الناحية السياسية مع "حماس" في غزة.

وبالتالي، إذا فشل "نتنياهو" في تشكيل حكومة، وهي على ما يبدو النتيجة الأكثر ترجيحا في ضوء افتقاره إلى الأغلبية البرلمانية بين حلفائه المحتملين، فإن (إسرائيل) ستستمر في العمل على المستوى الجيوسياسي، وستواصل الاستعدادات لبدء إجراءات الضم داخل الضفة الغربية، وهي تتبع في ذلك استراتيجية لإضعاف الفصائل الفلسطينية بشكل دائم.

وستواصل (إسرائيل) تحسين العلاقات مع دول الخليج العربية، وستضرب أهدافا إيرانية ترى أنها تشكل تهديدا لها، بما في ذلك النظر في هجمات مباشرة على إيران إذا تطور البرنامج النووي الإيراني إلى درجة تراها (إسرائيل) تهديدا نوويا وشيكا.

الإصلاحات المحلية قيد الانتظار

لكن ما يعطله الشلل السياسي في (إسرائيل) هو الإصلاحات الداخلية الضرورية بشكل متزايد، وتعمل تلك السياسة على كبح الإصلاحات التي طال انتظارها، مثل وضع "الأرثوذكس المتطرفين" في الجيش، وهي قضية لها آثار طويلة الأجل على أمن (إسرائيل)؛ حيث من المتوقع أن تصبح حصة الشباب الأرثوذكسي المتطرف أكبر من أي قطاع آخر من السكان.

ومن اللازم وجود حكومة فاعلة للنظر في قضايا أخرى مثل التعليم والبنية التحتية، ويوجد في (إسرائيل) فجوات تعليمية ملحوظة بين الحريديين والبدو المتزايدين.

وبدون حكومة، لا توجد إصلاحات لمعالجة هذا الأمر، ما يترك (إسرائيل) مع عدد كبير من الشباب العاطلين عن العمل وفاقدي المهارة، وتحتاج (إسرائيل) أيضا إلى إصلاح استراتيجيتها للبنية التحتية، وهو استثمار طويل الأجل يحتاج إلى سياسات محلية مستقرة.

ويحاكم "نتنياهو" بتهم فساد في 17 مارس/آذار، وهي العملية التي قد تدينه وتبعده عن السلطة، الأمر الذي قد يسمح لـ (إسرائيل) أخيرا بالانتقال من عالمها السياسي الحالي المتمركز حول "نتنياهو".

وفي المقابل، قد ينجو "نتنياهو" من المحاكمة، ما يعني أن على السياسيين الآخرين أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون الاستمرار في جولة جديدة من القتال بعد جولة الانتخابات الأخيرة، أو إذا كانوا مستعدين أخيرا للتسوية مع يمين الوسط لتشكيل الحكومة.

ويمتلك "ليبرمان" و"جانتس" قرار الانضمام إلى مثل هذا الائتلاف، وكذلك الأمر بالنسبة لأعضاء الكنيست الفرديين في أحزابهم، الذين إذا انشق عدد قليل منهم، فسوف تميل الأمور إلى حكومة أخرى يقودها حزب "الليكود" بزعامة "نتنياهو".

لكن الأمر الأكثر وضوحا هو أن يسار الوسط، يعد قوة سياسية مستهلكة، غير قادرة على التنافس مع يمين الوسط في الانتخابات المتكررة، ويبدو أن جمهور الناخبين اليميني المتزايد، الذي ينضم إليه القوميون والدينيون، يتمتع بنفوذ متزايد، وتشير الاستطلاعات إلى أن تصويت الشباب في (إسرائيل) يشكل جزءا كبيرا من هذه القاعدة. ولم يتغير الأمر حتى الآن، ولم يغير النتيجة هذه المرة.

ويبقى أن نرى كيف يمكن أن يتكيف يسار الوسط، لكن الطبيعة الأيديولوجية لـ (إسرائيل) تتحرك بوضوح بعيدا عنه.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بنيامين نتياهو الانتخابات الإسرائيلية الحكومة الإسرائيلية

العرب.. داء ودواء نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية

صفقة القرن تدفع العرب للمشاركة أكثر بالانتخابات الإسرائيلية

جانتس لنتنياهو: خضت 3 انتخابات ولا أخشى الرابعة

هل تتجه إسرائيل لانتخابات عامة رابعة؟