و.س. جورنال: كواليس الجرم السماوي الذي صنعه السعوديون لترامب

الجمعة 6 مارس 2020 05:35 م

ترك الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" واحدة من أكثر الصور التي لا تُنسى لرئاسته عندما وضع يديه على مجسم الجرم السماوي المتوهج عند افتتاح مركز جديد لـ"مكافحةالإرهاب" خلال زيارة للمملكة العربية السعودية منذ نحو 3 أعوام.

وتبع ذلك فيضانا من النكات والتغريدات والصور الفوتوغرافية. وقارن البعض اللحظة بمشاهد من أفلام "لورد أوف ذا رينجز"، و"ستار وورز"، و"ستار تريك"، و"أوز العظيم". بل وصل الأمر إلى أن تكتب منظمة "كنيسة الشيطان" تغريدة تؤكد للناس أنها لم تكن طقوسا شيطانية.

وحتى يومنا هذا، يأتي الزوار من جميع أنحاء العالم إلى مركز الرياض لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) على أمل وضع أيديهم على الجرم السماوي المتوهج.

وقال "إيلان بيرمان"، نائب رئيس مركز أبحاث السياسة الخارجية الأمريكية، الذي قام بجولة في المركز السعودي في منتصف فبراير/شباط: "يريد الكل رؤيته. ويريدون جميعا لمسه".

لكن ما لا يعرفه الناس مثل "بيرمان" وغيره، هو أن الجرم السماوي الشهير لم يعد في المركز. فقد ذهب طي النسيان إلى حد كبير في مخزن في سفارة الولايات المتحدة في الرياض.

وتكاد تكون قصة الجرم السماوي سريالية بسبب رمزية الصورة والغموض الدبلوماسي حولها. وبعد القمة، تم نقل الجرم السماوي إلى السفارة الأمريكية، حيث تم وضعه في أحد الممرات، قبل أن يتم إبعاده بسرعة من قبل الدبلوماسيين الذين كانوا يخشون أن يسرق الانتباه عن الرئيس الأمريكي الجديد في أول رحلة دولية له، وفقا لأشخاص مطلعين على الأحداث.

وقد بقي المسؤولون الأمريكيون صامتين حول الموضوع منذ ذلك الحين.

وابتكر المسؤولون السعوديون الجرم السماوي الزجاجي في عام 2017، قبل أسابيع من انعقاد القمة، كدعم مثير لرحلة "ترامب". فقد تصوروا أن الكرة الأرضية المصغرة سوف تعمل كرمز ملموس لمحاربة التطرف الذي يجب أن يوحد جميع الأمم.

ورسم المسؤولون السعوديون خطة للرئيس الأمريكي لافتتاح المركز الجديد عبر المشي في غرفة العمليات مع العاهل السعودي الملك "سلمان"، حيث يضع الرجلان أيديهما على مجسم الكرة الأرضية من أجل افتتاح المركز رسميا.

وقال عدد قليل من المسؤولين الأمريكيين المشاركين في التخطيط للرحلة إنهم كانوا قلقين من أن يشكل لمس الرئيس للجرم المتوهج في الرياض لحظة محرجة.

وعلى الرغم من تحفظاتهم، وافق المسؤولون على خطة الجرم السماوي. والتقط المصورون صورا لـ "ترامب" و"سلمان" والرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" واضعين أيديهم على الجرم، مع ضوء يمر من بين أيديهم ليضيء وجوههم من الأسفل.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه لم يكن من المفترض أن يكون "السيسي" في تلك اللقطة، لكنه ظل على مقربة من "ترامب" و"سلمان" أثناء سيرهما في الممر، وانضم إليهما عند التقاط الصورة. ولم يرد مكتب "السيسي" على طلب التعليق.

وعندما انتهى الحدث، كما قال المسؤولون الأمريكيون، سأل مسؤول بالسفارة الأمريكية عما إذا كان يمكنه جلب الجرم للسفارة، ووافق السعوديون.

ومرة أخرى في السفارة، تم وضع الجرم السماوي لفترة وجيزة في الطابق الأول، على مقربة من المدخل.

وأراد الكثير من الناس التقاط الصور مع الجرم السماوي الشهير. ومع ذلك، شعر كبار المسؤولين الأمريكيين بالقلق من أن ينتهي الأمر بالصور في "إنستاجرام" أو "تويتر" أو "فيسبوك"، وقد يكون ذلك محرجا. لذلك، في غضون ساعات قليلة، كما قال المسؤولون الأمريكيون، أمروا بإزالة الجرم السماوي.

ولفترة من الوقت، كما قال الأشخاص المطلعون على الأحداث، كان الجرم مخبأ في مكتب السفير الفارغ، فلم يعين "ترامب" سفيرا للولايات المتحدة في المملكة حتى 18 شهرا بعد الزيارة.

وبعد ذلك تم نقل الجرم السماوي إلى مكان تخزين دائم في السفارة.

نسختين وليست واحدة

وفي الواقع، صنع السعوديون نسختين من الجرم السماوي لهذا الحدث عام 2017. الأول الذي وضع "ترامب" والملك "سلمان" و"السيسي" أيديهم عليه.

ويمكن لزوار مركز الرياض رؤية الجرم السماوي الثاني، الذي لا يزال في غرفة العمليات كرمز للاحتفالية.

وقال مسؤولون سعوديون في المركز المعروف باسم "اعتدال"، إنهم قدموا الجرم السماوي كهدية للسفارة الأمريكية، ويبقى الآخر في المركز.

وذكر بيان مكتوب من المركز: "نحن فخورون به، ويتم عرضه لجميع زوار اعتدال". وفي حين يريد العديد من الزوار لمسه، لا يحصل الجميع على الفرصة.

ويقول "جوناثان شانزر"، نائب رئيس الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، إنه كان متحمسا لرؤية الجرم السماوي عندما قام بجولة العام الماضي، وأمل أن يضع يديه على الزجاج. لكنه قال إنه تلقى تعليمات من موظفي المركز: "لا يمكن لمس  الجرم".

المصدر | ديون نيسينبوم/وول سستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حلف الاعتدال العربي تكتل الاعتدال الخليجي

الملك «سلمان» و«ترامب» يفتتحان مركز «اعتدال» لمكافحة التطرف