مخاطر سعودية روسية بمعركة حصص سوق النفط

الأربعاء 11 مارس 2020 02:30 ص

أعلنت السعودية، الثلاثاء، أنها ستزيد إمداداتها من الخام إلى مستوى مرتفع قياسي في أبريل/نيسان، في تصعيد لمواجهة مع موسكو بشأن الحصة السوقية، وبدا أنها ترفض مفاتحات روسية لإجراء محادثات جديدة.

وأثار الصدام بين عملاقي النفط، هبوطا بنسبة 25% في أسعار النفط أمس الأول، إذ أدى إلى بيع بدافع الذعر، وخسائر فادحة لمؤشرات الأسهم الرئيسية في العالم، المتضررة كثيرا بالفعل من تفشي فيروس "كورونا".

ولكن الأسعار عوضت بعض خسائرها، إذ قفزت عقود برنت 10% لتتجاوز 37 دولارا للبرميل، بعد قول وزير الطاقة الروسي "ألكسندر نوفاك"، إن موسكو مستعدة لمناقشة إجراءات جديدة مع "أوبك"، في تلويح فعلي بغصن زيتون إلى الرياض.

لكن وزير الطاقة السعودي الأمير "عبدالعزيز بن سلمان"، قابل الفكرة بصدود فيما يبدو، وقال: "لا أرى مبررا لعقد اجتماعات في مايو/أيار أو يونيو/حزيران من شأنها فقط إظهار فشلنا في القيام بما هو مطلوب في أزمة كهذه وتبني الإجراءات الضرورية".

وقال البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تحدث مع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، هاتفيا الإثنين، لبحث أسواق الطاقة العالمية.

وقال الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو" السعودية "أمين الناصر"، إن عملاق النفط سيرفع الإمدادات إلى 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان للعملاء داخل البلاد وخارجها.

ويزيد ذلك بمقدار 300 ألف برميل يوميا عن طاقتها الإنتاجية القصوى، وهو ما يشير إلى أن "أرامكو" قد تفرج أيضا عن خام من المخزون.

واتفقت السعودية أيضا مع الكويت على استئناف الإنتاج من حقول نفط مشتركة فيما تعرف بالمنطقة المقسومة "المحايدة"، وهو الإنتاج الذي لم يكن يدخل في حساب طاقة "أرامكو" الإنتاجية البالغة 12 مليون برميل يوميا.

وقال وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن منوتشين" لسفير روسيا لدى الولايات المتحدة، إن أسواق الطاقة بحاجة لأن تظل "منظمة"، وسط تنامي المخاوف من أن الإنتاج الزائد من السعودية وروسيا، قد يتسبب في إفلاس بعض منتجي النفط الصخري الأمريكي ذي التكلفة الأعلى.

وتضخ السعودية حوالي 9.7 مليون برميل يوميا منذ بضعة أشهر.

وتخزن المملكة مئات الملايين من براميل النفط، ولذلك فإن باستطاعتها توفير إمدادات نفطية بما يفوق طاقتها الإنتاجية.

وتأتي الزيادة غير المسبوقة في إمدادات الخام من جانب الرياض بعد انهيار المحادثات بين "أوبك" ومنتجين آخرين في مقدمتهم روسيا، في إطار مجموعة "أوبك+"، والتي كانت تسعى لتمديد جهود مشتركة لتقليص الإمدادات بعد نهاية مارس/آذار.

وانتهى التعاون بين المنتجين في "أوبك+"، الذي استمر 3 سنوات يوم الجمعة الماضي، بعدما رفضت موسكو دعم تخفيضات إنتاج أكبر لتعزيز الأسعار التي تضررت جراء تفشي فيروس "كورونا".

وردت "أوبك" بإلغاء جميع القيود على إنتاجها. وهوت أسعار النفط بعد أن جدد هذا التطور المخاوف من تكرار انهيار الأسعار في 2014 عندما تنافست السعودية وروسيا على الحصص السوقية مع منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة التي لم تشارك مطلقا في اتفاق على قيود للإنتاج.

من جهة ثانية، قال مصدران مُطَّلِعان، إن وزارة الطاقة الروسية دعت إلى اجتماع مع شركات النفط، لمناقشة التعاون المستقبلي مع "أوبك".

وقال وزير النفط الروسي، إن روسيا قادرة على رفع إنتاج النفط بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا، وإن بمقدور المنتجين في البلاد زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا.

يذكر أن كلا من روسيا والسعودية راكمت مِصَدّات مالية ضخمة بما يساعدهما على تحمل حرب أسعار طويلة.

لكن وكالة "فيتش" للتصنيف الإئتماني، قالت أن النزول الحاد في أسعار النفط، إذا استمر، سيضر على الأرجح بالتصنيفات السيادية للدول المُصَدِّرة الأضعف ماليا، وبخاصة تلك الدول ذات الضغط الأضافي الناجم عن ربط أسعار صرف عملاتها بالدولار.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

هبوط أسعار النفط معروض أوبك منتجو أوبك أوبك+

ارتفاع أسعار النفط بعد أكبر خسارة يومية في 30 عاما

المكسيك تسعى للوساطة في النزاع النفطي بين روسيا والسعودية

صحيفة: السعودية بدأت خطة طوارئ لموازنة على أساس 12 دولارا لبرميل النفط