كيف يتكيف سكان القطيف بالسعودية مع عزل منطقتهم بسبب كورونا؟

الأربعاء 11 مارس 2020 08:34 ص

تابع الناس الخطب الدينية على الإنترنت، واشترت أسر السلع بكميات كبيرة من متاجر البقالة، وهرع متسوقون لشراء معقمات الأيدي والكمامات.

وبشكل عام، بدأ السكان في منطقة القطيف السعودية يعتادون على القيود الجديدة التي تلت عزل المنطقة الغنية بالنفط عن باقي المملكة يوم الأحد 8 مارس/آذار 2020 من أجل منع انتشار فيروس "كورونا".

ويبدو أن اليقظة ضد العدوى كبيرة، ومثل الآخرين في المنطقة الشرقية المطلة على الخليج، تابع "أبوعلي" وأسرته خطبة دينية على هواتفهم المحمولة عوضا عن التجمع مع آخرين.

وكانت الحسينيات التي يتجمع فيها الشيعة للاحتفال بالمناسبات الدينية خالية يوم الإثنين 9 مارس/آذار خلال ذكرى وفاة السيدة "زينب" ابنة الإمام "علي".

وبث القادة الدينيون الشيعة الوقائع الخاصة بهذه المناسبة على الإنترنت، وقال "أبوعلي" لـ"رويترز"، في اتصال هاتفي اليوم الثلاثاء: "كان الجميع يشاهدون قنوات على يوتيوب على هواتفهم".

وأغلقت السلطات القطيف يوم الأحد حيث وضعت كتلا خرسانية وأقامت نقاط تفتيش لمنع دخول المنطقة والخروج منها، لكنها حافظت على استمرار تدفق البضائع.

وقالت السلطات إن الإغلاق مؤقت لاحتواء العدوى، وأصحاب معظم حالات الإصابة العشرين في المملكة كانوا إما في إيران أو العراق أو جمعتهم لقاءات مع أشخاص زاروا الدولتين اللتين تضمان أماكن مقدسة لدى الشيعة.

وقالت السلطات إن عددا من الأشخاص لم يفصحوا عن زياراتهم للجمهورية الإسلامية بعد عودتهم إلى المملكة التي تحظر على مواطنيها منذ وقت طويل السفر إلى خصمها اللدود إيران.

صخب

لا يزال الصخب طابع الحياة في بلدات وأسواق بالمنطقة، وكان هناك بائع ينظف السمك وقد وضع كمامة على أنفه وفمه لكن زميلا له لم يضع كمامة، وتابع الصيادون عملهم كالمعتاد.

وقال رجل (59 عاما) عرف نفسه بـ"أبوحسين": "الأمور عادية في القطيف"، مضيفا أن ابنته واصلت دراسة الطب عن بعد مثلما يفعل كثير من الطلاب في المملكة عندما يتم إغلاق المدارس والجامعات.

وقال: "الشيء الوحيد (المختلف) هو أن الكمامات ومعقمات الأيدي اختفت من الصيدليات".

وتم تعليق العمل في القطاعين الحكومي والخاص باستثناء أنشطة أساسية مثل الخدمات الطبية والأمنية ومحطات التزود بالوقود.

ومع بدء الإغلاق، هرع السكان لمحلات البقالة حتى منتصف الليل، وقال أحد السكان إنه قام بتخزين اللحم والخضروات والخبز والماء.

وأضاف "أبوعلي": "في اليوم الأول شعر الناس بقلق إلى حد ما، لكن منذ ذلك الحين عادت الأمور لطبيعتها... الناس يتفهمون ويتقبلون الوضع".

غير أن بعض السكان يعتريهم قلق بخصوص أعمال تجارية خارج المنطقة المجاورة لمساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

وقال "جاسم الجبرودي"، إنه لا يسعه تفقد مزرعته التي تقع على بعد 65 كيلومترا خارج المنطقة المغلقة حيث يربي الدجاج والغنم والإبل ويزرع بصلا وفاصوليا.

وقال: "عندي في المزرعة 7 عمال أتحمل مسؤوليتهم ولا يمكنني الذهاب لرؤيتهم. كيف سأحصل رزقي؟".

والقطيف، تاريخيا، بؤرة ساخنة بين الحكومة التي يهيمن عليها السُنة، والأقلية الشيعية التي تشكو من تمييز وتهميش، وهي اتهامات تنفيها الحكومة.

ووجد بعض سكان القطيف جانبا مشرقا في الإغلاق، من هؤلاء امرأة عمرها 30 عاما وطلبت عدم ذكر اسمها تقول: "كنا في حاجة لقضاء مزيد من الوقت مع عائلاتنا".

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

فيروس كورونا محافظة القطيف

السعودية تعلق الدخول والخروج من القطيف بسبب كورونا

كورونا يتراجع في الصين ويتوحش في أوروبا ويتمدد لدول جديدة 

الرياض تؤجل اجتماع مجموعة العشرين حول الزراعة والماء بسبب كورونا