كيف ساهم الكوماندوز والاستخبارات في العملية التركية بإدلب؟

الخميس 12 مارس 2020 03:09 م

نشر موقع "المونيتور" الأمريكي تقريرا عن الدور الكبير الذي اضطلع به جهاز الاستخبارات الوطنية التركية (MIT) وفرق الكوماندوز في توجيه ضربة قوية لقوات النظام السوري خلال عملية "درع الربيع"، ردا على مقتل 34 عسكريا تركيا في قصف لقوات النظام. 

ويستهل التقرير بالإشارة إلى أن منتقدي الرئيس "رجب طيب أردوغان" بسبب قبوله وقف إطلاق النار في 5 مارس/آذار، أخفقوا في ملاحظة حقيقة أساسية: لولا قوات الجيش التركي وجهاز الاستخبارات الوطنية لكانت أنقرة تعرضت لهزيمة خطيرة في سوريا وعلى الساحة الدولية.

وأوضح أنه في حين أرجعت وسائل الإعلام العالمية الفضل إلى الطائرات المسيرة في وقف هجوم النظام وحلفائه، فقد ساهمت مجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة وعمل المخابرات في النجاحات الجزئية للعملية العسكرية التركية الأخيرة في شمال غرب سوريا التي أُطلق عليها "درع الربيع". 

العامل الأول هو قدرات أنقرة في مجال استخبارات الإشارات (Signals intelligence)، الذي يعني اعتراض اتصالات الجانب المقابل (الهواتف وأجهزة الراديو والبث عبر الأقمار الصناعية والبصمة الإلكترونية وخاصة الرادارات، وإنتاج معلومات استخباراتية عملية حيثما أمكن).

وقال ضابط سابق في جهاز الاستخبارات التركية، لـ"المونيتور"، بشرط عدم الكشف عن هويته، إن الجيش التركي عهد بقيادة أنظمة الإلكترونيات إلى جهاز الاستخبارات في عام 2012، الذي أعاد هيكلتها لتصبح "مديرية استخبارات الإشارة"، وتوسعت قدرات هذه للمديرية توسعا كبيرا في السنوات الأخيرة. 

ولفت "المونيتور" إلى أنه إلى جانب نجاح طائرات "أنكا" و"بيرقدار تي بي تو" المسيرة في اختراق المجال الجوي السوري وتنفيذ ضربات عقابية ضد نظام "بشار الأسد" وحلفائه، كانت طائرة الإنذار المبكر والسيطرة "E-7" والطائرات بدون طيار التكتيكية الخاصة صاحبة الفضل في تحديد الأهداف. 

وبفضل التنسيق العالي بين الجيش التركي وجهاز الاستخبارات وبين وحدات الجيش، تمكنت طائرات "F-16" من إسقاط طائرتين من طراز "Su-24" السورية في الأول من مارس دون دخول المجال الجوي السوري.

كما أن هناك دعما إضافيا للضربات العقابية التركية ضد القوات السورية جاء من منصات مثل الجيل الجديد من المدفعية ذاتية الدفع (T-155)، وكثير من أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق، والتشويش الأرضي (KORAL).

العامل الثاني الذي ساعد تركيا على تجنب وقوع كارثة في سوريا كان "كوماندوز التجسس".

ويوضح الموقع أن قوات الجيش التركي وجهاز الاستخبارات عملا على طول خطوط مماثلة في شمال غرب سوريا ما بين 1-5 مارس. نفذت الطائرات بدون طيار العسكرية التركية الكثير من القتال في إدلب بدعم من الاستخبارات، وشنت كثيرا من الهجمات ضد أهداف سورية بارزة، وكان ذلك بدعم من الذكاء البشري في المدرسة القديمة.

ووفقا للضابط السابق في جهاز الاستخبارات التركية، إلى جانب قدرات استخبارات الإشارات والوحدات العسكرية على أرض الواقع، كانت أدوات جهاز الاستخبارات خاصة أعضاء جماعات المعارضة المسلحة أو عملاء المخابرات الذين تم زرعهم في هذه المجموعات، مفيدة في تحديد الأهداف السورية.

لكن محللا دفاعيا وأمنيا في إسطنبول، تحدث إلى "المونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته، عبر عن شكوكه في دور القوات الخاصة التركية في تدمير أهداف في شمال غرب سوريا، شملت الدبابات وناقلات الأفراد والمدفعية والأنظمة الجوية قصيرة المدى.

وقال: "لم يكن أي من الأهداف تقريبا التي ضربها الجيش التركي يستلزم عملا استخباراتيا دقيقا من قِبل جواسيس كوماندوز".

وأضاف: "لا يستحق أي من هذه الأهداف خطر نشر وحدات القوات الخاصة".

لكن الخبير حدد عدة استثناءات ربما تكون فيها تركيا استخدمت قوات "كوماندوس تجسس" أو قوات المعارضة المدربة تدريبا عاليا لمهاجمة قوات النظام السوري. واستشهد بالهجوم على قاعدة النيرب الجوية ومصنع الأسلحة الكيماوية في حلب، اللذين لا يقعان بالقرب من الخطوط الأمامية بين القوات التركية والسورية.

وختم "المونيتور" بالقول: "في التحليل النهائي، لا يمكن للمعدات الجيدة والأفراد المدربين تدريبا جيدا أن تفعل الكثير (اسألوا فقط القوات العسكرية الأمريكية في أفغانستان والعراق). لا يمكن للجنود الجيدين والجواسيس الجيدين والعتاد العالي أن يعملوا بفعالية أكبر إلا إذا تمكن قادتهم الوطنيون من حشد تلك الموارد لخدمة أهداف واقعية تعزز المصلحة الوطنية. وهذا المنظور الواقعي كان مفقودا من سياسة تركيا تجاه سوريا منذ مدة طويلة".

المصدر | الخليج الجديد + المونيتور

  كلمات مفتاحية

درع الربيع معركة إدلب عملية إدلب

درع الربيع.. عملية تركية جديدة ضد قوات الأسد بإدلب

وزيرا دفاع تركيا وبريطانيا يبحثان بأنقرة قضايا إقليمية بينها إدلب

هاكان فيدان يستعرض حصاد 2020 للاستخبارات التركية