هآرتس: حاخامات يرفضون إغلاق مدارسهم الدينية رغم حظر التجمعات

الاثنين 16 مارس 2020 12:45 ص

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن عددا من مدارس الحريديم الدينية (اليهود المتشددين) في (إسرائيل) رفضت توجيهات الحكومة بأهمية منع التجمعات، في إطار مكافحة انتشار وباء "كورونا" الجديد "كوفيد-19"، كاشفة أن الحكومة الإسرائيلية لا تستطيع الاقتراب منهم، نظرا لنفوذهم الكبير، رغم قلة عددهم داخل المجتمع الإسرائيلي.

و"الحريديم" هي جماعة دينية متشددة في (إسرائيل)، ويتبع فكرها المتشدد، مجموعة من الأحزاب الدينية مثل " يهوديت هنوراة- شاس- اليمين الجديد".

وأوضحت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن هذه المدارس الدينية تشهد تجمعات كبيرة للمصلين من اليهود، والمشكلة أن الحاخامات هناك يرون أن تعطيل دراسة التوراة أو الصلوات اليهودية أخطر على (إسرائيل) من انتشار فيروس "كورونا" الجديد.

وعلقت "هآرتس" على الأمر قائلة: "يبدو أن هؤلاء لا يهتمون إلا بنفوذهم واستقلالهم عن الدولة والمجتمع، لدرجة أنهم قد يتحولون إلى تهديد للصحة العامة بسبب هذا العناد".

وأشارت الصحيفة العبرية إلى قرار الحكومة الإسرائيلية بتعليق عمل المدارس والجامعات، ومنع التجمعات التي تزيد على 10 أشخاص، لكن في عدد من مدارس الحريديم، خاصة في القدس، كانت الأمور تسير بوتيرتها المعتادة، حيث استمرت الدراسة.

وقال أحد المراهقين، من ذوي الثوب الأسود وهو يغادر إحدى قاعات الدراسة: "لم يخبرنا أحد عن أي تغييرات".

وقالت الصحيفة، إن هناك مدارس تابعة لتيارات دينية أخرى أغلقت أبوابها، لكن مدارس الحريديم لا تزال تعمل كالمعتاد.

وألقت "هآرتس" باللوم على الحاخام الليتواني "حاييم كانيفسكي"، البالغ من العمر 92 عاما، والذي زعم أن تعليق دراسة التوراة، حتى ليوم واحد، خطر على بقاء الشعب اليهودي، وخطر على وجود العالم نفسه، أكبر من خطر الإصابة بالفيروس التاجي الجديد.

وأشارت الصحيفة إلى أن كبار الحاخامات لم يوافق جميعهم على وجهة نظر "كانيفسكي"، لكن قلة منهم فقط هي التي تجرأت على الحديث علنا، ولفتت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" صمت أيضا، حيث يعتمد على نفوذ الحاخام "كانيفسكي" على أحزاب اليمين المتطرف.

وأوضحت "هآرتس" أن الشرطة الإسرائيلية نجحت في إغلاق مدارس حريديم صغيرة، لكنها لم تقترب من المدارس البارزة، والتي اختار حاخاماتها إبقاءها مفتوحة.

وبحسب الصحيفة، يزعم الحاخام "كانيفسكي" وآخرون أن التوراة تحمي وتحفظ، وإذا كان بنو إسرائيل يدرسونها، فلا شيء يمكن أن يضرهم، وإذا فعلوا ذلك بأوامر حاخام مقدس، فإن الله لن يرسل لهم الفيروس.

وتساءلت الصحيفة: "من نحن لنقول لهم خلاف ذلك؟".

ولفتت إلى أن مدارس الحريديم المناظرة لها في الولايات المتحدة أغلقت أبوابها، احتراما لقرارات الحكومات الفيدرالية هناك، لكن نظراءهم في (إسرائيل) لا يعترفون بسلطة الحكومة، حيث بنوا ما يشبه حكما ذاتيا لأنفسهم، ويعيشون وفق قواعدهم الخاصة، ولا يمكن لأحد أن يتدخل في ذلك.

وبحسب أحدث إحصائية، بلغ عدد المصابين بفيروس "كورونا" الوبائي في (إسرائيل)، 213.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحريديم يهود الحريديم حاخامات مدارس دينية إصابات كورونا تداعيات كورونا