استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

في عشر سنين… والقادم أعظم

الخميس 19 مارس 2020 09:26 ص

في عشر سنين… والقادم أعظم

هي الفرصة الأخيرة اذًا فلا تتركوا المغامرين أن يضيعوها أو يفرطوا بها.

انتهت ألغاز الإصلاحات الشكلية وإدعاء الدولة الديمقراطية الحديثة وصناديقها الشفافة شكلا والمثقلة بالتزوير فعلا.

أين إرادة حقيقة تتخلى عن أنماط العبث القديم والفزعات العصبوية البائسة وتستصحب العباد والبلاد إلى فضاء المستقبل المؤهل للبقاء؟

*     *     *

سألت أوديةٌ بقدرها، وعصفت أهوال باصحابها، وتبدلت احوالٌ بجملتها.

وغشي العالم متغيرات كونية عميقة، لم يحصل مثلها في المائة عام السابقة.

في عشر سنين وعلى أنقاض النظام العالمي القديم، تخلّقت فيزياء سياسية جديدة، لم يصنعها الفيروس كورونا ولكنه كشف عن أبرز ملامحها وتطبيقاتها، التي تجلت بعجز الجغرافيا السياسية القطرية والقومية عن الاحتفاظ بالسيادة الوطنية أو مركزية السلطة الذاتية.

الجنرال كورونا لم ينتظر إذنا من حكومات، ولا تأشيرة دخول من سلطات، ولم يقف بوجهه قوات الحدود ولا قيود الجمارك ولا الجنود، واصبح العالم ورشة عمل مركزية كونية، لا يُسمح لأي دولة أن تنفرد أو تجتهد أو تغرد خارج السرب…

ثمة مصلحة وإرادة عالمية للقضاء على هذا الوباء، وليس مسموحا بالفشل، وحتى يتحقق القضاء على هذا الوباء، فستبقى الأنفاس محبوسة والاقتصاد مضروباً والمصالح متوقفة والمصانع معطلة…

في سباق مع الزمن تنتظر الايام والساعات والأحلام السعيدة.

لكن هناك من ينتظر ما بعد كورونا….

كيف سيكون العالم في نسخته الجديدة؟

هذا هو الأكثر أهمية من متابعة يوميات كورونا.

العالم ينتقل بسرعة التطبيقات البرامجية، ونتائج ثورة الذكاء الاصطناعي، إلى فضاء العالم الجديد..

وقطار التغيير لن ينتظر العجزة والكسالى، ومن لم يدرك هذه الحقائق من الكيانات والدول والأفراد  والجماعات فسيجد نفسه وقد فاته القطار، خارج الزمن وعلى رصيف التاريخ يندب حظه العاثر الذي صنعه بنفسه وبما كسبت يداه ولات حين مندم.

لم يعد ثمة مجال للمناورات السياسية ولا التحايل الفهلوي، ولا مكان للاستبداد السياسي ولا الإرهاب الفكري ولا التطرف اليميني، انتهت أسطورة نهاية التاريخ وآحادية القيادة القطبية الواحدة والصيغ الخشبية القديمة ليست مؤهلة للعبور إلى المستقبل، وألغاز الإصلاحات الشكلية وإدعاء الدولة الديمقراطية الحديثة وصناديقها الشفافة شكلا والمثقلة بالتزوير الفعلي لن تخدع أحدا.

في العالم العربي فرصة حقيقية ليس لتمرير مرحلة ومشاغلة الرأي العام واغتنام تعاطف وتعاضد الجميع لمواجهة ظروف الجائحة، لأن تلك المسرحيات العبثية  أصبحت مكشوفة وليست مقنعة لأحد.

وإنما وفقط إرادة حقيقة جادة تتخلى عن أنماط وأدوات العبث القديم، والفزعات العصبوية البائسة، وتستصحب العباد والبلاد إلى فضاء المستقبل المؤهل للبقاء.

هي الفرصة الأخيرة اذاً فلا تتركوا المغامرين أن يضيعوها أو يفرطوا بها.

* زكي بني ارشيد نائب المراقب العام للإخوان المسلمين والأمين العام لجبهة العمل الإسلامي بالأردن سابقا.

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية