الجيوش العربية تحارب كورونا.. ما مهامها لصد الفيروس؟

الجمعة 20 مارس 2020 09:59 م

مع الإعلان عن تسجيل 13 دولة عربية، قرابة 2000 إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وسقوط عشرات الوفيات، انتشرت حالة من الهلع بين المواطنين، هلع تفاقم مع عدم ثقة الكثير من شعوب تلك الدول في حكوماتهم أو في منظومات الرعاية الصحية لبلدانهم.

في ظل هذه الأجواء، تحركت عدد من الحكومات بسرعة للتعامل مع الأزمة، واتخذت إجراءات صارمة للوقاية من الفيروس الفتاك، بل ووصل الأمر إلى فرض حظر تجوال وتحريك قوات عسكرية فيما يشبه بخطة طوارئ، وجاءت قرارات حكومات أخرى بطيئة ومترددة.

وتحولت القوات المسلحة - أو أوشكت - في العديد من الدول، إلى رأس الحربة الحكومي للتعامل مع الفيروس الجديد.

في السطور التالية نرصد التحركات العسكرية التي اتخذتها عدد من الدول العربية لمكافحة الفيروس الذي أصاب حتى اليوم قرابة 268 ألفا شخص في 176 بلدا، وتسبب في أكثر من 11 ألف حالة وفاة.

وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي، دولا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.

مصر

حتى صباح الجمعة، سجلت مصر 256 إصابة بفيروس كورونا، من بينها 7 حالات وفاة. ورغم قلة عدد الإصابات مقارنة بدول أخرى، تواجه القاهرة اتهامات بالتعتيم على العدد الحقيقي للإصابات، كما يبدى الكثيرين شكوكا واسعة حول مدى إمكانية سيطرتها على الفيروس.

وفي مواجهة هذه الشكوك، اتخذت الحكومة عدة إجراءات؛ منها تعليق الدراسة في المدارس والجامعات وتأجيل الامتحانات لمراحل النقل وتعليق حركة الطيران في البلاد، وغلق المحال التجارية خلال فترات الليل وتخفيض عدد موظفي الدولة.

وفي مؤشر ذي دلالة، انتشرت عدد من الآليات صباح الخميس في عدد من ضواحي القاهرة، في خطوة رآها البعض علامة على اقتراب فرض حظر تجوال جزئي في محاولة لمنع انتشار الفيروس في البلاد.

وبعد تداول وسم دشنه مغردون مصريون للمطالبة بفرض حظر تجوال، نفى المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، "تامر الرفاعي"، أن تكون القوات المسلحة قد بدأت في الانتشار بمحافظات الجمهورية لتنفيذ حظر التجوال كأحد الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

ونبه "الرفاعي" على وسائل الإعلام ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بضرورة "عدم ترويج الشائعات وضرورة تحرى الدقة وعدم الانسياق وراء أي ادعاءات مغرضة".

وذكرت تقارير نقلا عن مصادر حكومية في وقت سابق، أن هناك مخاوف أمنية تحول دون الإقدام على تلك الخطة رغم مناقشتها من قبل الحكومة.

وبينت التقارير أن قيادة القوات المسلحة تخشي من احتكاك أفراد الجيش بالشارع؛ وبالتالي زيادة فرص تعرضهم للعدوى، خصوصا أن القوات المسلحة قد فرضت في الأسبوعين الأخيرين إجراءات طبية وتأمينية مشددة على كل معسكراتها على مستوى الجمهورية.

وبدلا من حظر التجوال، نشر متحدث الجيش المصري مقطع فيديو يظهر معاونة الجيش لأجهزة الدولة في تنفيذ إجراءات وقائية واحترازية، بالجامعات والمؤسسات الحكومة.

الأردن وتونس

من جانبه، سارع الأردن إلى اتخاذ إجراءات صارمة وغير مسبوقة لمواجهة الفيروس الذي سجل حتى صباح الجمعة 69 إصابة في البلاد، بينها حالة تعافت من المرض، وفق تصريحات وزير الصحة "سعد جابر" لوكالة الأنباء الرسمية.

والثلاثاء، أصدر العاهل الأردني، الملك "عبدالله الثاني بن الحسين"، مرسومًا ملكيًا بالموافقة على قرار مجلس الوزراء إعلان العمل بقانون "الدفاع"، لمواجهة انتشار كورونا.

وكانت الحكومة أصدرت قرارات عاصفة تضمنت منع مغادرة المواطنين للمنازل وتعطيل جميع المؤسسات والدوائر الرسمية، ومنع التنقل بين المحافظات ومنع التجمع لأكثر من 10 أشخاص وتعليق وسائل النقل العام ووقف طباعة الصحف الورقية، ووقف العمليات والمراجعات الطبية واقتصار العمل على الحالات والعمليات الطارئة.

وفي السياق ذاته، انتشرت الآليات العسكرية على جميع مداخل ومخارج المدن، ولاحقا تم منع التنقل بين المحافظات ومنع استعمال حافلات النقل العام.

وأصدرت القوات المسلحة بيانا أكد فيه إشرافها على جميع مراكز الحجر الصحي الخاصة بالعائدين من الخارج.

وفي تونس التي سجلت 54 إصابة بكورونا، أعلن الرئيس التونسي "قيس سعيد"، الجمعة، حجرا صحيا عاما وطلب من أغلب المواطنين البقاء في بيوتهم إلا للضرورة القصوى، وعلق التنقل بين المدن في تشديد للإجراءات لمنع تفشي فيروس كورونا.

والثلاثاء، أعلن حظر التجوال في البلاد من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحا، وبدأ سريان القرار منذ يوم الأربعاء، كما جرى إغلاق الحدود البرية وتعليق الرحلات الدولية وغلق المساجد والمقاهي والأسواق.

لبنان والجزائر

أما في البنان الذي سجل 163 إصابة و4 وفيات بكورونا، فقد أعلن المجلس الأعلى للدفاع في البلاد، الأحد، التعبئة العامة وحالة الطوارئ الصحية، لمواجهة الفيروس القاتل الذي يتزامن مع أزمة ديون طاحنة تعيش فيها البلاد.

وقال الأمين العام للمجلس، اللواء الركن "محمود الأسمر": "نعلن التعبئة العامة مع ما تستلزمه من خطط وأحكام خاصة".

وفي الجزائر التي سجلت 90 حالة إصابة بالفيروس و9 وفيات، أعلن الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون"، الثلاثاء، في خطاب متلفز "غلق جميع الحدود البرية مع الدول المجاورة ومنع التجمعات والمسيرات، كيفما كان شكلها، وتحت أي عنوان كانت".

ليبيا والمغرب

وفي ليبيا التي تشهد صراعا مسلحا على السلطة منذ سنوات، أعلنت حكومة الوفاق المعترف بها دوليا حالة الطوارئ والتعبئة لمواجهة خطر تسرب الوباء للبلاد، وأقرت إجراءات احترازية، من بينها وقف الدراسة وإغلاق المقاهي والمساجد ورفع حالة التأهب والرصد في كل منافذ البلاد.

من جانبها، أعلنت الحكومة الموازية في شرق البلاد، فرض حظر التجول على المواطنين، مساء كل يوم وحتى صباح اليوم التالي، فيما شددت وزارة الصحة على ضرورة التزام المواطنين بالقرار.

وسبق أن أعلنت الحكومة الموازية عن إغلاق الحدود البرية التي تخضع لسيطرتها جنوب البلاد مع دول تشاد والسودان والنيجر، كإجراء احترازي.

وكان طرفي النزاع في البلاد قد أعلنا عن خلو مناطق سيطرتهما من تسجيل أي إصابات بفيروس كورونا.

وفي المغرب، أمر الملك "محمد السادس" الجيش بوضع المستشفيات الميدانية -التي سبق له أن أمر بإنشائها بمختلف جهات المملكة- رهن إشارة المنظومة الصحية بكل مكوناتها، إن اقتضى الحال وعند الحاجة، لمساعدة الأجهزة الصحية على مكافحة تفشي فيروس كورونا الذي سجل 74 إصابة وثلاث حالات وفاة بالبلاد.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجيوش العربية كورونا فيروس كورونا إصابات كورونا وفيات كورونا تداعيات كورونا مكافحة كورونا

ف.بوليسي: لماذا تراجعت بريطانيا عن مواجهة كورونا بمناعة القطيع؟

أقوى الجيوش.. أمريكا في المقدمة ومصر الأولى عربيا والتاسعة عالميا