أمريكا: الصين ودول شرق أوسطية تخفي حصيلتها الحقيقية من كورونا

الخميس 2 أبريل 2020 02:43 م

قال برلمانيون أمريكيون نقلا عن تقرير سري للاستخبارات الأمريكية إن بكين كذبت بشأن الحصيلة التي نشرتها لضحايا فيروس "كورونا" المستجد على أراضيها، مؤكدين أن العدد الحقيقي للوفيات الناجمة عن الوباء أعلى بكثير.

وخلال مؤتمره الصحفي اليومي في البيت الأبيض حول تطورات مكافحة وباء "كورونا" في الولايات المتحدة، سئل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن هذا الأمر، لكنه لم يرد بوضوح. وقال إن "أرقامهم تبدو أقل من الواقع قليلا".

وتحدثت وكالة "بلومبرج"، الأربعاء، عن تقرير مخابراتي سري تم تقديمه إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي. وتقدر المخابرات، حسب الوكالة، أن عدد الوفيات والإصابات بـ"كورونا"، الذي أعُلن في الصين خاطئ وبعيد عن الواقع.

ووفقا لثلاثة مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب سرية التقرير، فإن التقارير العامة الصينية عن حالات الإصابة بالفيروس كانت "غير مكتملة عن قصد" وأن أعدادها مزيفة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" شكك سابقا في البيانات القادمة من الصين منذ البداية، متهما بكين مرارا وتكرارا بالتستر على معلومات حول حالات الفيروس ونشر معلومات مضللة.

وقال "بومبيو"، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، إن الصين كانت "أول دولة تعرف عن المخاطر التي قد يتعرض لها العالم بسبب هذا الفيروس، لكنها تأخرت كثيرا في مشاركة هذه المعلومات مع العالم".

وحسب "بلومبرج"، فإن الصين ليست الدولة الوحيدة التي تفتقر إلى الشفافية في الإبلاغ عن عدد حالات الإصابة بـ"كورونا" وعدد الوفيات.

فوفقا لمسؤولين غربيين، فإن إيران وروسيا وإندونيسيا، وخاصة كوريا الشمالية، ربما تكون قد فعلت ذلك أيضا.

فيما تدعي كوريا الشمالية أن لديها حالة إصابة واحدة بالفيروس، كما أفاد التقرير أن كلا من مصر والسعودية ربما تكونان قد قللتا من أعداد الإصابات المعلن عنها لديهما.

وأعلنت الصين التي سجلت أول إصابة بـ"كورونا" أن 3312 شخصا توفوا و81 ألفا و554 آخرين أصيبوا بالفيروس، وهي أرقام أقل من تلك التي سُجلت في الولايات المتحدة حتى الآن، حسب تعداد جامعة جون هوبكينز المرجعي.

لكن العديد من الخبراء يرون أن الأرقام الصينية أقل بكثير من العدد الحقيقي؛ استنادا إلى العدد الكبير للأسر التي تتقدم لتسلم جرار رماد أقربائها مستفيدة من رفع إجراءات العزل في مدينة ووهان حيث ظهر المرض.

وتسبب انتشار "كورونا" بين صفوف العاملين على متن حاملة الطائرات "يو اس اس ثيودور روزفلت" في إصدار البحرية الأمريكية أمرا بإجلاء آلاف البحارة منها بعد تحذير قبطانها "بريت كروزييه" من أن تفشي الفيروس على متنها يهدد حياة الطاقم.

وقال مسؤول أمريكي رفيع إن البحرية سارعت الى حجز غرف في فنادق على جزيرة جوام للعديد من أفراد الطاقم الذين يربو عددهم على 4 آلاف، في حين يتم إعداد فريق من بحارة غير مصابين لإبقاء السفينة قيد التشغيل.

واعترف مسؤولو البنتاجون بأن محنة روزفلت تمثل تحديا للاستعداد العسكري، مشيرين الى أن القوات الأمريكية تواجه الوباء في جميع أنحاء العالم بالقدر نفسه.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أبلغ القبطان "كروزييه" البنتاجون أن "كورونا" ينتشر في شكل لا يمكن السيطرة عليه على متن سفينته، داعيا إلى تقديم مساعدة فورية لعزل أفراد طاقمه. وحذر "كروزييه" رؤساءه قائلا: "انتشار المرض مستمر ومتسارع". وناشدهم بالقول: "نحن لسنا في حالة حرب. لا حاجة لأن يموت البحارة".

ولم يحدد القبطان عدد المصابين على متن حاملة الطائرات، كما أن البحرية لا تعلن أرقاما لأسباب أمنية.

لكن مسؤولا قال إن حصيلة المصابين أقل من رقم الـ100 إصابة، الذي تداولته وسائل إعلام أمريكية.

وقالت "البنتاجون" إن أكثر من 1400 من العاملين والمتعاقدين في وزارة الدفاع أصيبوا بـ"كورونا"، بينهم 771 عسكريا.

من ناحية أخرى، تجاوزت حالات الإصابة بـ"كورونا"في أمريكا 200 ألف حالة الأربعاء؛ حيث تضاعف عدد الإصابات في أقل من أسبوع، وتجاوزت حصيلة الوفيات 4 آلاف، مع توقع كبار مسؤولي الصحة مواجهة أسابيع عصيبة خلال الفترة المقبلة في مكافحة الفيروس.

وتستعد الولايات المتحدة بقوة لمكافحة الوباء حيث توقع "ترامب" مواجهة أسبوعين "مؤلمين للغاية". وقال البيت الأبيض إن حصيلة ضحايا الفيروس قد تصل إلى 240 ألف وفاة. 

وحذر حاكم ولاية نيويورك "أندرو كومو" من أن نحو 16 ألفا قد يفارقون الحياة نتيجة "كورونا" في نيويورك وحدها.

وفي حين تعد نيويورك بؤرة تفشي "كورونا" في الولايات المتحدة، حذر "كومو" من تفشي الفيروس في مناطق أخرى، قائلا: "انظروا إلى حالنا اليوم، ترون أنفسكم غدا".

وقال إن إجمالي حالات الوفاة في نيويورك وصل إلى 1941، وهو ما يمثل قرابة نصف الوفيات جراء الإصابة بالفيروس على مستوى البلاد.

وتصل حالات الإصابة المؤكدة بـ"كورونا" في الولاية إلى 83 ألفا و712 حالة على الأقل.

وأوضح "كومو" أن "هذا الرقم سيستمر في الزيادة"، متوقعا أن يصل تفشي المرض على المستوى المحلي إلى ذروته "في نهاية أبريل/نيسان تقريبا".

وقال إن نيويورك ستحتاج خلال الذروة إلى 110 آلاف سرير بالمستشفيات و37 ألف جهاز تنفس الاصطناعي، لكن الحكومة الاتحادية لم ترسل سوى 4000 جهاز تنفس.

المصدر | دويتشه فيله

  كلمات مفتاحية

كورونا فيروس كورونا إصابات كورونا وفيات كورونا خسائر كورونا

البنتاجون: أكثر من 4000 بحار أمريكي مصابون بكورونا