في زمن كورونا.. ماذا سيبقى من طقوس رمضان؟

الخميس 9 أبريل 2020 06:24 م

بعد أسبوعين يستقبل المسلمون في العالم أكثر شهورهم قدسية، رمضان الذي يأتي هذا العام في ظروف استثنائية غيرت بشكل غير مسبوق مظاهر الحياة العامة والاختلاط بين الناس، وستغير الوجه المألوف لهذا الشهر المميز أيضا.

فقبل شهور فقط من الآن لم يكن أحد ليتصور أن شهر الصيام لهذا العام سيكون خاليا من أهم مميزاته وخصوصياته: العزائم والولائم العائلية لوجبة الإفطار وصلوات التراويح وموائد الرحمن وربما العمرة أيضا.

 وإذا كان رمضان أساسا يرمز إلى الجماعة فسيكون له وجه غير مألوف هذا العام.

ففي مصر قررت وزارة الأوقاف منع صلاة التراويح والاعتكاف خلال شهر رمضان، كما حظرت جميع أشكال وأنشطة الإفطار الجماعي وألغت مؤتمر الفكر الإسلامي.

جدل الصوم

التغييرات الكبيرة التي ستلحق برمضان هذا العام قد لا تقتصر فقط على مظاهر التعبد الجماعي والزيارات العائلية، وإنما حتى على الفريضة الجوهرية نفسها، فقد انطلق جدل حول ضرورة الصوم هذا العام من عدمه بسبب "كورونا".

وبينما هناك آراء تقول بأن ما يسببه الصوم من جفاف في الحلق يمكن أن يجعل الإصابة بالفيروس أكثر خطورة، وعليه فيجوز رفع فريضة الصوم هذا العام استثناءا وتعويضها بإطعام المساكين، ذهبت آراء أخرى إلى أن الصوم قائم طالما لم يثبت علميا تأثيره على مسألة الإصابة بفيروس "كورونا".

الرأي الأخير اتجهت إليه في مصر لجنة البحوث الفقهية في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وحسمت النقاش بالتأكيد على غياب دليل علمي حتى الآن على وجود ارتباط بين الصوم والإصابة بـ"كورونا"، وبالتالي أفتت بوجوب الصوم.

ويقول الباحث المغربي في الدراسات الإسلامية، "عبدالوهاب الرفيقي" إن رمضان، هذه السنة، سيكون بلا شك مختلفا بما أنه لا يمكن، حسب أغلب التوقعات، محاصرة "كورونا" قبل دخول الشهر.

وبخصوص النقاش الدائر حول الصوم في بعض البلدان يقول "الرفيقي": "من المعلوم في الدين أن حفظ الأنفس وصيانتها مقدم على أداء العبادات، ولذلك أبيح للمريض ومن يخشى المرض الفطر خلال رمضان، وليس من البر ولا من العبادة السليمة الصوم مع المرض، ومع تقرير ذلك فإن من له الحسم في الموضوع هم خبراء الطب والمختصون فيه، وهم من لهم الأهلية للحكم إن كان الصوم يعرض صاحبه للمرض أو لا".

التعبد الفردي

ورغم أن الشهر سيفقد أبرز ما يميزه من طقوس جماعية خاصة، حسب "الرفيقي"، وسيقتصر الأمر على التعبد الفردي مع الأسرة الصغيرة داخل البيت بدلا من مظاهر التعبد الجماعي "إلأ أنها تجربة جيدة أن يعيش الفرد رمضان بعيدا عن الأشكال الطقوسية والمظهرية التي تخرجه في كثير من الأحيان عن مقاصده وأهدافه الحقيقية بل أحيانا تؤدي إلى عكس الحِكم التي شرع من أجلها".

وتابع: "لذا أعتبر أنها ستكون تجربة خاصة ومفيدة مع ما سنفتقده من عادات أخرى جميلة مميزة لهذا الشهر، ومع كل الأمنيات طبعا بأن ينتهي بلاء الوباء في أسرع وقت ممكن".

المصدر | دويتشه فيلله

  كلمات مفتاحية

صيام شهر رمضان شهر رمضان المبارك

السعودية تدعو المواطنين لتجنب التجمعات واللقاءات في رمضان

أوقاف مصر: فرضية صيام رمضان قائمة على غير المصابين بكورونا