لماذا رفض أردوغان استقالة صويلو وزير الداخلية الصلب؟

الاثنين 13 أبريل 2020 04:27 م

فجر وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو"، مفاجأة من العيار الثقيل في ساعة متأخرة من مساء الأحد، عندما أعلن عن استقالته على خلفية اتخاذه قرارا مثيرا للجدل بحظر التجول لمدة يومين في المحافظات التركية الكبرى، قبيل ساعتين من دخوله حيز التنفيذ، ما تسبب في انتقادات حادة له.

وبعد مرور ساعات قليلة من الفوضى والتكهنات والإرباك الشعبي والسياسي والإعلامي في عموم البلاد، حسم الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الجدل، بعدما رفض استقالة "صويلو"، مشيدا بدوره في قيادة الوزارة وإدارة أزمة كورونا ومحاربة الإرهاب.

ورغم رفض "أردوغان" لهذه الاستقالة واستمرار الوزير في ممارسة مهامه، إلا أنها فتحت الباب واسعاً أمام الحديث عن مكانة الوزير وقوته في الحياة السياسية التركية، لا سيما قوة الوزير داخل أروقة حزب العدالة والتنمية الحاكم وخلافه القديم مع "بيرات البيرق" وزير المالية وصهر "أردوغان"، وتأثير مناورة الاستقالة على موازين القوى المستقبلية داخل الحزب.

من هو "صويلو"؟

ولد "صويلو" عام 1969 في مدينة إسطنبول، وتخرج من كلية إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول، وسرعان ما بدأ نشاطه السياسي عام 1987 في الهيئات الشبابية، وبعد أن تولى مناصب مختلفة أصبح عام 2008 الرئيس العام للحزب الديمقراطي.

ومع صعود نجمه وظهوره كشخصية سياسية بارزة في البلاد، انتقل إلى حزب "العدالة والتنمية"، بدعوة من "أردوغان"، قبل أن يصبح عضوا في البرلمان التركي عن الحزب عن ولاية طرابزون عام 2015 وفي الانتخابات الأخيرة انتخب عن الحزب أيضاً ولكن في ولاية إسطنبول.

وعقب توليه منصب وزير الأسرة والضمان الاجتماعي لفترة قصيرة، تولى منصب وزارة الداخلية عام 2016 في وقت كانت تشهد فيه البلاد أسوأ أوضاعها الأمنية مع تصاعد هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" والتنظيمات اليسارية المتطرفة في المحافظات التركية.

وخلال أشهر قصيرة نجح "صويلو" من وقف الهجمات الإرهابية، وأنهى الكثير من التنظيمات اليسارية المتطرفة، إلى جانب توجيه ضربات تاريخية إلى القدرة القتالية لتنظيم حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي التركية، وهو ما رفع من رصيده في الشارع التركي بشكل كبير.

وعقب محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف عام 2016، أبدى "صويلو" قبضة حديدية في الحرب على تنظيم "فتح الله جولن"، وأثبت ولاءً كبيراً لـ"أردوغان" في تحقيق مطلبه بالقضاء على التنظيم في بنية الوزارة والبلاد بشكل عام.

كما أن الفترة التي ترأس فيها "صويلو" وزارة الداخلية حملت الكثير من الأحداث المفصلية والأسرار والكواليس ما يجعل من إبعاده عن المشهد السياسي في الوقت الحالي مجازفة غير محسوبة العواقب.

الخلاف مع صهر "أردوغان"

مع تزايد شعبيته وقوته داخل الدولة، تزايد نفوذ "صويلو" الذي يتمتع بكاريزما قيادية داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، وبات أحد أبرز 3 أقطاب داخل الحزب تتنافس على النفوذ داخله، ووصل الأمر للحديث عن منافسته على رئاسة الحزب مستقبلاً في حال تخلى الرئيس "أردوغان" عن رئاسته.

وبات شائعاً في أروقة الحزب مصطلح "صويلوجولار" في إشارة إلى معسكر وزير الداخلية، و"بيراتشيلار" في إشارة إلى معسكر "براءت ألبيرق"، حيث يقود الرجلان ولو بشكل غير معلن اصطفافاً كبيراً داخل أروقة الحزب.

وتؤكد تقارير مختلفة من داخل الحزب، أن "صويلو" على خلاف كبير مع "ألبيرق" صهر الرئيس التركي، وكشفت وسائل إعلام تركية عام 2018 عن أن "صويلو" قدم استقالته لـ"أردوغان" على خلفية خلافه مع "ألبيرق"، لكن الأخير رفض الاستقالة وحاول السيطرة على الخلافات بينهما.

وبينما يتمتع "ألبيرق" بإمبراطورية اقتصادية تعود لعائلته الثرية تدعمها إمبراطورية إعلامية تعتبر الأكبر في البلاد حالياً، إلى جانب نسبه مع الرئيس الذي يرفع من أسهمه داخل الحزب، كان يعول "صويلو" على مكانته الجماهيرية التي تصاعدت بشكل لافت بفعل نجاحه في قيادة وزارة الداخلية والحرب على التنظيمات الإرهابية.

شعبية متزايدة

وبات واضحاً أن "صويلو" يتسلح بشعبيته المتصاعدة في الشارع التركي وأنه حقق ما أراد من خلال تقديم استقالته وعدم قبولها، حيث نشرت قرابة مليون تغريدة على موقع "تويتر"، خلال ساعة واحدة فقط تطالب الرئيس بعدم قبول الاستقالة.

هذه الشعبية المتزايدة لصويلو تدفع الرئيس التركي للخشية من أن تؤدي استقالته من الوزارة للتمهيد لاستقالته من حزب العدالة والتنمية الذي عانى في الأشهر الأخيرة من الانشقاقات.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

وزير الداخلية التركي

أردوغان يرفض استقالة وزير الداخلية التركي

وزير الداخلية التركي ينفي مزاعم رجل المافيا الهارب للإمارات سيدات بيكر