استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ميليشيات العراق الشيعية: أصحاب الكهف أم قبضة المهدي؟

الاثنين 13 أبريل 2020 07:18 م

ميليشيات العراق الشيعية: أصحاب الكهف أم قبضة المهدي؟

انتهت غالبيةُ أحزاب العراق الشيعية إلى تكبيله بإرادات خارجية وإيران على رأسها بلا منازع.

العراق رهينة منتهَكة مستضعَفة بين براثن "مقاومين" كَذَبة خرجوا من الكهوف يلوّحون بقبضة المهدي الزائفة!

أعلنت عصبة الثائرين المسؤولية عن هجمات استهدفت معسكر التاجي ومعسكر بسماية جنوب بغداد.

مشهد سياسي وحزبي الصانع للهيمنة الإيرانية يعطِّل إصلاح وتغيير وتحجيم دولة التبعية والفساد والمحاصصة الطائفية.

"قبضة المهدي" ميليشيا جديدة شعارها "اقتلوهم حتى لا تكون فتنة" في تحريف فظيع للآية القرآنية "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة"!

فاتحة إنجازات "اصحاب الكهف" لقطات فوتوغرافية للسفارة الأمريكية مع إنذار الأمريكيين بأنّ "المقاومة" أمامهم وخلف ظهورهم!

*     *     *

هنا بعض ما يمكن للمرء أن يرصده من أخبار العراق الراهنة، بهدف تلمّس "بنية" من أيّ نوع، للمشهد السياسي والحزبي الصانع للهيمنة الإيرانية على البلد؛ والمعطِّل، في الآن ذاته بالطبع، لأيّ طراز من سيرورات الإصلاح أو التغيير أو تحجيم دولة التبعية والفساد والتقاسمات المذهبية والطائفية:

ـ محمد سالم الغبان، وزير الداخلية الأسبق، والمستشار في "الحشد الشعبي"، ورئيس ائتلاف "الفتح" في مجلس النواب (الكتلة التي يتزعمها هادي العامري)؛ يعلن عزم مجموعته على محاكمة الرئيس العراقي برهم صالح (الكردي، طبقاً للمحاصصة المعروفة)، بسبب قراره تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة.

الله ستر بالطبع، وسلم رأس صالح من مقصلة الغبان، إذْ تنحى الزرفي عن المهمة بعد تصميم ثلاث كتل برلمانية شيعية ("الفتح" و"دولة القانون" و"الحكمة") على وأد التشكيلة قبل وصولها إلى البرلمان، وآل التكليف إلى مرشح هذه الكتل مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات.

ـ "عصبة الثائرين"، إحدى الميليشيات العراقية الشيعية الدائرة في فلك "الحرس الثوري" الإيراني، توزّع على الرأي العام مقاطع مصوّرة بطائرة مسيّرة، تُظهر جوانب مختلفة من مبنى السفارة الأمريكية في بغداد؛ مع العلم أنّ تسيير هذا النوع من الطائرات في سماء المنطقة الخضراء ليس محرّماً قطعياً فحسب، بل يستوجب المساءلة القانونية، ويقتضي واجب الإسقاط.

وهذه هي ذاتها المجموعة التي أعلنت المسؤولية عن هجمات استهدفت معسكر التاجي (العراقي، رغم أنه يستضيف قوات أمريكية)؛ وكذلك معسكر بسماية، جنوب العاصمة العراقية.

وقد اقترن فيديو السفارة الأمريكية بعبارة تهديد تقول: "أيها الشعب العراقي الثائر والمقاوم، هذه سفارة الشر تحت أنظارنا وفي رحمة صواريخنا، ولو شئنا لجعلناها هباءً منثوراً وقد خبرتم بأسنا ودقة ضرباتنا".

ـ "أصحاب الكهف" ميليشيا عراقية شيعية جديدة وُلدت مؤخراً، بيرقها يحمل صورتين، الإمام الخميني والمرشد الأعلى خامنئي، وشعارها الدعوة إلى "المقاومة الإسلامية في العراق". وإذْ يحار المرء في تفسير الكهف المقصود الذي كان فيه هؤلاء، ثمّ خرجوا على الملأ؛ فلا حيرة، البتة هذه المرّة، في تفسير مغزى الصورتين.

فاتحة إنجازات هذه الميليشيا كانت لقطات فوتوغرافية للسفارة الأمريكية، إياها، مع إنذار الحمقى الأمريكيين بأنّ "المقاومة" أمامهم ومن خلف ظهورهم!

لافت، إلى هذا، وطريف أيضاً، أنّ المجموعة أصدرت بياناً يخرج عن إجماع الكتل الشيعية في تكليف الكاظمي، وقالت (حرفياً، ومع الاحتفاظ بالخطأ الإملائي الفاضح): "إن الإخوة وبترشيحهم الأخير للمدعو مصطفى الكاظمي المزدوج الجنسية والمشهور بعمالته للمحتل الأمريكي قد كسروا كلمة المقاومة الإسلامية في العراق".

ـ "قبضة المهدي" ميليشيا جديدة بدورها، وُلدت مؤخراً، شعارها "اقتلوهم حتى لا تكون فتنة"، في تحريف فظيع ومذهل للآية القرآنية “وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة"؛ ومطلع إنجازاتها، هنا أيضاً، بيان طافح بالأخطاء النحوية والإملائية، نقتبسه بالحرف:

"حسب معلومات تردنا ان قوات الشر الأمريكي تخطط لشن هجوم ضد فصائل المقاومة الإسلامية المباركة والشعب العراقي لذلك نحن نقول لهم ان عيننا ترصدكم في كل مكان وإلى السفير الأمريكي والبريطاني في بغداد ان لم يغادر العراق خلال 48 ساعة ستخرجونهم من العراق قتيلان وقد أعذر من انذر"!.

وذات يوم، تعقيباً على "انتصار" الولايات المتحدة في العراق بعد اجتياح 2003؛ قال الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش الابن في "الديمقراطية العراقية" المقبلة ما عجزت أقلام رجالات المعارضة العراقية عن تدبيجه، فلم يترك زيادة لمستزيد:

"إنّ عراقاً محرَّراً يمكن أن يبيّن قوّة الحرية في تحويل تلك المنطقة الحيوية عن طريق تقديم الأمل والتقدّم إلي حياة الملايين. إنّ اهتمام أمريكا بالأمن، وإيمانها بالحرية، يقودان معاً إلى اتجاه واحد: إلى عراق حرّ ومسالم".

وإنه عراق انتهت غالبيةُ أحزابه الشيعية إلى تكبيله بالإرادات الخارجية، وإيران على رأسها بلا منازع؛ كما ألقت بشعبه رهينة منتهَكة مستضعَفة بين براثن "مقاومين" كَذَبة، خرجوا من قيعان الكهوف، يلوّحون بقبضة المهدي الزائفة!

* صبحي حديدي كاتب سوري مقيم بباريس.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية