نازحو إدلب يعودون: القصف أرحم من كورونا

الثلاثاء 14 أبريل 2020 04:37 ص

بدأ آلاف النازحين السوريين، العودة إلى ديارهم في محافظة إدلب، التي مزقتها الحرب، على الرغم من خطر تجدد القتال، وبعضهم مدفوع بالخوف من تفشي فيروس "كورونا" المستجد، في مخيمات اللاجئين المكتظة قرب الحدود التركية.

ونزح حوالي مليون سوري من إدلب وريفها، في شمال غرب البلاد خلال الاثني عشر شهرا الماضية بعد أن كثفت قوات الجيش السوري، مدعومة من روسيا، حملتها لاستعادة السيطرة على آخر معقل لمقاتلي المعارضة بعد حرب مستمرة منذ تسع سنوات.

وهدأت المعارك منذ مارس/آذار 2020، عندما اتفقت أنقرة، التي تدعم بعض الفصائل المعارضة لـ"بشار الأسد"، على وقف إطلاق النار مع موسكو التي تدعم دمشق بقوة جوية كثيفة.

ولم تُسجل حتى الآن أي حالة إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" المستجد في شمال غرب سوريا، لكن الأطباء يخشون من أن البنية التحتية الطبية المدمرة في المنطقة والمخيمات المكتظة، ستجعل أي تفش للفيروس يتحول بسرعة إلى كارثة إنسانية.

وفي ظل صمود الهدوء المؤقت، يُقيّم النازحون بين خيارين أصعب من بعضهما، إما البقاء في مخيمات مكتظة للغاية، مع خدمات قليلة، حيث يمكن أن يكون الانتشار المحتمل للفيروس مهلكا، أو العودة إلى بيوتهم مع احتمال تجدد المعارك حولها.

وقال "أبو عبدو" (45 عاما)، الذي عاد الأحد مع أُسرته المكونة من 7 أفراد إلى قرية في ريف إدلب: "حياتنا من خطر إلى خطر تهرب من القصف والنظام والمعارك إلى الزحام والكورونا".

وأضاف: "نحن هنا أراضي زراعية والهواء نقي ونظيف ولا يوجد زحام رغم أنها منطقة خطرة حتى اليوم".

وملأت سيارات فان، وشاحنات محملة بحشايا نوم وأجهزة منزلية، طريقا متعرجا صوب الجنوب عبر محافظة إدلب، مع سعي عائلات، فرت قبل أشهر قليلة بسبب الغارات الجوية، إلى العودة لديارها.

وقال "فايز العاصي" (49 عاما)، الذي فرّ من جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي قبل شهرين ونصف: "لدينا تخوف من تصعيد النظام من جديد ولكن المعيشة في البلدة وفي منزلنا أفضل من هذا النزوح والبهدلة".

ولفت منسقو الاستجابة، وهي جماعة إغاثة في شمال غرب سوريا، إلى أن 103 آلاف و459 سوريا عادوا إلى بلدات في حلب وريف إدلب منذ وقف إطلاق النار.

وقال "زكريا شاويش" (25 عاما)، من بلدة أريحا، جنوبي إدلب: "حتى لو كان هناك قصف، فنحن لا نخاف من القصف.. تعودنا الجلوس هنا تحت القصف أرحم من النزوح إلى الخيام وعدم امتلاك بيت".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

كورونا فيروس كورونا خسائر كورونا نازحون سوريون

المرصد السوري: أعداد نازحي حلب وإدلب تتجاوز المليون

صور فضائية توثق الدمار الهائل في إدلب السورية