هل استفادت الحياة البرية الفلسطينية من الحجر المنزلي؟

الأربعاء 15 أبريل 2020 12:35 ص

انقسم ناشطون بيئيون إلى رأيين بشأن تأثير الحجر المنزلي المفروض بسبب "كورونا" على الحياة البرية الفلسطينية؛ فبعضهم رأى أن الحجر أفاد الحياة البرية، بينما اعتبر أخرون أنها تضررت جراء ذلك.  

جاء ذلك في تقرير لمؤسسة الدراسات الفلسطينية أعده الباحث "فريد طعمة الله"

ونقل التقرير عن المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية في بيت لحم "عماد الأطرش" قوله إن الحياة البرية استفادت بشكل كبير من الحجر المنزلي بدليل أن الطيور بدأت تعشعش في أشجار حديقته المنزلية.

وأكد أن تقارير عدة وردت إلى الجمعية تتحدث عن تجول غير مسبوق لحيوانات برية، مثل غزال الجبل الفلسطيني والثعلب وابن آوى، على أطراف القرى والمدن الفلسطينية.

ويعتقد "الأطرش" أن كثيرا من الأعشاب البرية، التي كانت مهددة بالانقراض، مثل السوسن، وبعض أنواع الزعتر البري والعكوب، تنفست الصعداء بسبب مكوث الناس في المنازل.

ويؤيد هذا الرأي مدير عام التوعية والتعليم البيئي في سلطة جودة البيئة "أيمن أبو ظاهر"؛ حيث اعتبر أن الحجر المنزلي قلص إلى الحد الأدنى الصيد الجائر في فلسطين.

كما رأى أن خوف المواطنين من التعامل مع الحياة البرية بسبب "كورونا" من شأنه أن يخفف الضغط على الحياة البرية الفلسطينية؛ ما سيؤدي إلى إنقاذ كثير من الحيوانات والنباتات البرية هذا العام.

  • تضرر الحيوانات البرية

في المقابل، رأى المصور والناشط البيئي "محمد الشعيبي" من منطقة رام الله أن الحجر المنزلي أدى إلى توجه الناس نحو البراري، وبالتالي زيادة صيد الحيوانات البرية، ولا سيما الغزلان والشنانير "طائر الحجل".

 وقال "الشعيبي" إنه قبل كورونا كان يتجول معظم الأحيان وحيدا في البراري، لكنه الآن يجد كثيرا من الناس في الجبال، وخصوصا بعد توقفهم عن العمل.

واقترح نشر شائعات عن خطر انتقال العدوى من الطيور والحيوانات البرية إلى الإنسان؛ بهدف التخفيف من اعتداءات المواطنين عليها.

الناشط البيئي "سعيد أبو ليمون" من جنين، أيد زميله "الشعيبي" إلى حد ما؛ فهو يرى أن تأثير الحجر المنزلي في الحياة البرية سلبي جدا، ولا سيما في المناطق القريبة من التجمعات السكانية.

لكنه اعتبر أن المحميات الطبيعية والجبال البعيدة التي يتطلب الوصول إليها السفر بالمركبات مثل غور الأردن، استفادت بشكل إيجابي من الحجر الصحي؛ بسبب عدم تمكن المواطنين من الوصول إليها، لكن المؤسف أن المستوطنين يتجولون بحرية في هذه المناطق.

وتساءل "طعمة الله": لماذا يعتدي الفلسطينيون على الحياة البرية بشكل دائم سواء في فترة كورونا أو قبله أو بعده؟

وأشار إلى أن عمليات الصيد الجائرة للطيور وللحيوانات، والقطف الجائر للنباتات تجري على قدم وساق في جميع مناطق الضفة الغربية، من دون رادع.

وتابع: "الأنكى من ذلك أن كثيرا ممن يصطادون الغزلان والثعالب ينشرون ذلك بكل فخر على صفحات التواصل الاجتماعي".

واعتبر أن هذه الممارسات أضافت الكثير من الحيوانات البرية الفلسطينية إلى لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الأرنب البري، والثعلب الرمادي، والضبع، والحسون، وغزال الجبل الفلسطيني، الذي انخفضت أعداده في الضفة الغربية  إلى أقل من 350 غزالا في الوقت الحالي.

كما أن النسر الذهبي الذي اتخذته السلطة الوطنية الفلسطينية شعارا لها، لا تتعدى أعداده في براري فلسطين 6 -7 أزواج فقط لا غير.

ورجح أن هناك سببين رئيسيين للصيد والقطف الجائرين بحق الحيوانات والنباتات البرية؛ الأول يتعلق بضعف التشريعات وغياب المحاسبة الرادعة بحق المخالفين، والثاني يتعلق بقلة الوعي المجتمعي بين معظم الناس بخطورة الصيد الجائر، وأهمية الحفاظ على الحياة البرية الفلسطينية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الحيوانات البرية إصابات كورونا خسائر كورونا تداعيات كورونا