ف. أفيرز: كورونا يهدد نفوذ السعودية في العالم الإسلامي

الخميس 16 أبريل 2020 06:31 م

قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن فيروس "كورونا" الجديد يهدد الطموحات العالمية للمملكة العربية السعودية، كما يسلط الضوء على تراجع مكانتها بين دول العالم الإسلامي.

جاء ذلك في مقال للكاتبة الأمريكية "كريثيكا فاراجور" تحت عنوان "فيروس كورونا يهدد الطموحات العالمية للسعودية"، وهي مؤلفة كتاب "الدعوة: في داخل المشروع الديني السعودي العالمي".

وأضافت المجلة أن سياسة الإغلاق التي تتبعها المملكة للحد من تفشي الوباء، والتي شملت تعليق العمرة وقد تشمل إلغاء الحج هذا العام، ستكلفها ثمنا باهظا على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

وأشارت إلى قرار المملكة الخاص بوقف كافة تأشيرات العمرة، أواخر فبراير/شباط الماضي، ضمن الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس "كورونا"، والتي شملت لاحقا إغلاق أقدس بقعتين إسلاميتين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) وفيهما بيت الله الحرام ومسجد الرسول، صلى الله عليه وسلم، اللذان يستمد منهما ملك السعودية لقبه "خادم الحرمين الشريفين".

وقالت المجلة إن تعليق العمرة وإلغاء الحج، رغم فوائد الإجراءين بالنسبة للصحة العامة، سيكلفان المملكة ثمنا باهظا على أكثر من صعيد، إذ سيعاني الاقتصاد السعودي كثيرا جراء غياب عائدات الحج والعمرة التي تقدر بمليارات الدولارات سنويا، وستستمر معاناته باستمرار الإغلاق.

ولفتت إلى أن الخسارة الأكبر تكمن في أن الحج هو إحدى أهم أدوات القوة الناعمة للسعودية، وتعليقه من شأنه كشف تراجع النفوذ السعودي في العالم الإسلامي.

وفي إطار الحديث عن الحج كقوى ناعمة في يد السعودية، أشارت المجلة إلى أن السعودية تمنح إندونيسيا (أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان) أكبر حصة للحج (230 ألف تأشيرة حج سنويًا)، وتعد زيادة ذلك الرقم طموحا وأولوية لدى المسؤولين الإندونيسيين، لذلك نادرا ما تعترض جاكرتا على جهود الرياض الدينية على أرضها خلال العقود الماضية، حرصا منها على عدم تعريض حصتها في الحج للخطر.

لكن الكاتبة ذهبت، في الوقت نفسه، إلى أن تورط الرياض في نزاعات إقليمية أدى إلى تسييس الحج، فقد دعا أئمة في كل من ليبيا وتونس إلى مقاطعة الحج بسبب التدخل السعودي في الحرب الأهلية باليمن، ما قد يؤثر على هذه الأداة كقوة ناعمة.

الطموح العالمي

المجلة تحدثت أيضا عن أن جهود المملكة لإعادة تشكيل العالم الإسلامي، التي بدأت عام 1960 من خلال انتهاج سياسة خارجية تحت شعار التضامن الإسلامي، شهدت تراجعا كبيرا بعد أحداث 11 من سبتمبر/أيلول 2001.

وبحسب المجلة، فقد تم التضييق على تمويل الأنشطة الدعوية التي تقوم بها رابطة العالم الإسلامي، وهي منظمة دولية غير حكومية مقرها مكة المكرمة تشرف على الدعوة وتقوم بأنشطة عديدة، من ضمنها توزيع المصاحف وبناء المساجد في أنحاء شتى من العالم، كما تقلص تمويل فروع رابطة العالم الإسلامي وأنشطتها في إندونيسيا وكوسوفو ونيجيريا بعد عام 2001.

ووفق المجلة، فقد ساهم تراجع عائدات النفط، في ظل انهيار أسعاره، في تراجع الطموح العالمي للمملكة، مقابل صعود دول إسلامية أخرى، مثل تركيا التي تستند إلى تاريخها العثماني.

المصدر | ترجمة الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كورونا فيروس كورونا إصابات كورونا خسائر كورونا مكافحة كورونا

السعودية تكشف عن أول قضية فساد مرتبطة بكورونا

السعودية تسجل 5 وفيات و1141 إصابة جديدة بكورونا