كشفت مجلة "فورين بوليسي" أن الكونجرس الأمريكي يسعى لتأسيس أول صندوق دفاع مخصص لردع الصين عسكريا، بتمويل أولي 6 مليارات دولار.

وقالت المجلة إنه "في خضم تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن وباء الفيروسات التاجية، طلب مشروع قانون تم تقديمه في الكونجرس الخميس، إنشاء صندوق دفاع مخصص لأول مرة لتعزيز الردع ضد الصين في المحيط الهادئ".

وأضافت أن مشروع القانون طلب أيضا "تخصيص أكثر من 6 مليارات دولار لأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، والبناء العسكري الجديد في البلدان الشريكة للولايات المتحدة" من أجل ردع الصين.

ووفق المجلة، "يعكس مشروع القانون المقدم من النائب الجمهوري رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، ماك ثورنبيري، الدعوة المتزايدة من الجمهوريين إلى حل فوري لمواجهة تهديد الصين".

وأشارت إلى أنه "رغم التوقعات بأن تؤدي الاستجابة لتداعيات فيروس كورونا إلى الضغط على الإنفاق الدفاعي هذا العام، فمن المرجح أن يصبح اقتراح ثورونبيري قانونًا" أي يتم تمريره والمصادقة عليه.

وتابعت أنه "رغم أن إدارتي دونالد ترامب و(الرئيس السابق باراك) أوباما شددتا على التركيز العسكري على منطقة المحيط الهادئ، فإن هذا الصندوق سيكون الأول من نوعه في المنطقة، ويأتي وسط تفاقم التوترات بين القوى العظمى،بسبب انتشار فيروس كورونا، بما يتجاوز النزاعات المتصاعدة بشأن تايوان، التجارة، وتوترات بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه".

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن استراتيجية إدارة "ترامب" وضعت روسيا والصين نصب عينيها، لكنها اتبعت نهجًا أكثر انتشارًا في الإنفاق، وواصل البنتاجون عمليات الانتشار في الشرق الأوسط وسط توترات مع إيران، وقام بالفعل باستثمارات لمواجهة بكين في تقنيات مثل صواريخ تفوق سرعة الصوت والذكاء الاصطناعي، لكن في النهاية هذه الأمور لا تزال على بعد أكثر من عقد حتى تدخل حيز التنفيذ.

وفي السياق، تحدثت المجلة عن تصاعدت التوترات في الأيام الأخيرة بين "ترامب" والصين بسبب اتهام الرئيس الأمريكي لبكين بالتسبب في انتشار فيروس كورونا، وهو ما نفته الصين، ولم تقف عند هذا الحد بل تبادلت الاتهامات مع "ترامب".

المجلة الأمريكية، قالت إن مشروع "ثورونبيري" سيتداخل مع طلب القيادة الهندية الباسيفيكية (القيادة الأمريكية لمنطقة الهند والمحيط الهادئ)، بتوفير معدات وتدريبات واستثمارات دفاعية بقيمة 20.1 مليار دولار عام 2021،  لردع الصين.

وأكدت القيادة الباسيفيكية في طلبها المقدم في السادس من الشهر الجاري، أن زيادة الإنفاق تهدف الى ردع الصين في المستقبل وخاصة بعد انتهاء أزمة كورونا، وتعزيز مكانة واشنطن في آسيا والمحيط الهادي.

وأضافت أن هذه المبالغ ستساعد على تحسين قدرة الجيش الأمريكي في مواجهة نظيره الصيني، وأنه من المقرر أن يتم انفاقها، بين عامي 2021 و2026، على أنظمة الإنذار الراداري الجديدة وصواريخ كروز، وإجراء المزيد من التدريبات مع الحلفاء، ونشر قوات إضافية ومراكز جديدة لتبادل المعلومات الاستخبارية. 

ويظهر الطلب أن الكثيرين في الجيش يعتقدون أن التوترات بين الولايات المتحدة والصين من المرجح أن تتزايد بسبب وباء كورونا، بالرغم من اتفاق "ترامب" ونظيره الصيني "شي جين بينج" على وقف الاتهامات المتبادلة.