مشاركات عربية فاعلة في التجارب السريرية حول كورونا

الاثنين 20 أبريل 2020 04:24 م

عشرات الادعاءات بابتكار أدوية ولقاحات لعلاج مصابي كورونا المستجد كوفيد-19" عجت بها المواقع الإلكترونية في العالم العربي خلال الأسابيع الماضية، وثبت زيفها فيما بعد.

لكن ذلك لا يعني أن الدول العربية كانت خارج مشهد محاولات الوصول إلى عقار ناجع للفيروس التاجي بشكل كلي.

ووفقا لموقع "التجارب السريرية" (Clinical Trials) الأمريكي، الذي يعمل على جمع الأبحاث والدراسات التي يمكن اعتماد نتائجها من وكالة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والوكالة الأوروبية للأدوية (EMA)، فإن بعض الدول العربية سجلت مشاركات فاعلة في مساعي الوصول إلى علاج للمرض، رغم أن هذه المشاركات لم تحظ بنفس الاهتمام الذي حصلت عليه ادعاءات الأدوية المزيفة.

وشملت التجارب المسجلة بالموقع (حوالي 440 دراسة حول العالم)، 3 دراسات مصرية ودراسة أردنية، ساهمت بإيجابية في محاولات تطوير الدواء المنشود.

محاولات مصرية

أولى الدراسات المصرية اعتمدت على إجراء مسح بين الأطباء حول تأثير الادعاءات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الممارسة الطبية الفعلية، خاصة في ظل ادعاءات متداولة بشأن تأثير إيجابي لبعض أدوية مرض الملاريا (مثل الكلوروكين)، وهي الادعاءات التي لم تثبت علميا حتى الآن، ورغم إبداء عدد من المسؤولين حول العالم "تحمسهم" لها، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب".

وظهر تأثير هذه الدراسة في تأكيد هيئة الدواء المصرية على أنه لا يوجد دليل علمي يمنع استخدام عقار "الأيبوبروفين" في علاج الأعراض المصاحبة لمرض كورونا المستجد، على النقيض من التحذيرات المنتشرة حول خطورة استخدام العقار، حيث أكدت الدراسة أن هذه التحذيرات لم يتم توثيقها من جهات رقابية دولية ومنها الوكالة الأوروبية للأدوية (EMA) وهيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS)، وفقا لما أوردته صحيفة الوطن (محلية).

الدراسة المصرية الثانية اعتمدت على إجراء مسح لإحصاء الأشخاص الذين أصيبوا بالإنفلونزا الشديدة غير المعتادة خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2019، ومقارنة الأعراض التي يعانون منها بتلك المرصودة لدى مصابي فيروس كورونا.

أما الدراسة الثالثة، فهي التجربة السريرية الوحيدة من مصر، وتتعلق باختبار تأثير العسل الطبيعي في علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد.

وربط مراقبون للشأن المصري بين نتائج تلك الدراسات وبين ما أعلنه فريق بحثي بالقاهرة، مكون من 3 علماء، توصلوا مبدئيا لعقارين، من الممكن أن يستخدما في علاج كورونا، حسبما نقلت القناة المصرية الأولى عن المتحدث باسم جامعة القاهرة "محمود علم الدين" في 8 أبريل/نيسان.

ويستهدف العقار الأول تقليل تكاثر الفيروس، فيما يحفز الثاني الجهاز المناعي ضده، بحسب "علم الدين"، الذي أشار إلى أن البروتوكول العلاجي الذي اكتشفه علماء جامعة القاهرة وصل نجاحه لنسب عالية جدا.

لكن الإعلان عن هذا البروتوكول العلاجي ليس سوى خطوة مبدئية، حيث ينبغي أن يتم إقراره أولا من قبل اللجنة العليا لمكافحة فيروس كورونا على مستوى وزارة الصحة المصرية لدراسته وتقييمه.

وبالتوازي، تجري الوزارة بحوثا حول النتائج الأولية لدراسة تأثير دواء "أفيجان" الياباني على مصابي فيروس كورونا المستجد، حسبما أعلن رئيس المركز القومي للبحوث في مصر "محمد محمود هاشم".

وأشار "هاشم"، في بيان أصدره بتاريخ 14 أبريل/نيسان، إلى أن البحوث الأولية تشير إلى نتائج إيجابية، لافتا إلى أن "أفيجان" واحد من 70 دواء يعمل المركز حاليا على دراسة تأثيرها على فيروس كورونا.

و"أفيجان"، حصل على الضوء الأخضر للاستخدام من قبل إدارة الأغذية والدواء الأمريكية، من إنتاج شركة "Fujifilm Holdings Corp" اليابانية، وحقق نتائج إيجابية للغاية عقب تجربته على 320 مريضا في مدينة ووهان الصينية، وتعتزم طوكيو توفيره لنحو 50 دولة حول العالم.

علاج بيولوجي

أما الدراسة الأردنية المسجلة بموقع التجارب السريرية الأمريكي فتقترح علاجا بيولوجيا لفيروس كورونا المستجد عن طريق أخذ خلايا جذعية وسيطة (مسؤولة عن تكون الأنسجة الضامة) من الحبل السري للمواليد وزرعها وتنميتها في محلول ملحي يحتوي على بروتينيات، ثم حقنها في الوريد للمصاب.

وبعد 3 أسابيع من أخذ المريض لهذه الجرعات، تراقب الدراسة مدى تحسن الأعراض المصاحبة لفيروس كورونا المستجد كالحمى والسعال ومشاكل التنفس والالتهاب الرئوي، قبل أن يتم التحقق من وجود الفيروس من عدمه مخبريا عبر تحليل "PCR".

ويشرف على الدراسة الباحث "أديب الزعبي" من المركز العربي للخلايا الجذعية وفريق من الباحثين بالأردن.

طريق طويل

غير أن العديد من الخبراء حول العالم يؤكدون أن العلاجات التي قد تحقق نتائج أولوية جيدة مع بعض المصابين، لا يعني أنها يمكن أن تحقق نتائج واعدة حال تعميمها عالميا، مؤكدين أن الوصول إلى لقاح فعال لفيروس كورونا سوف يستغرق عاما كاملا في أفضل الأحوال.

ويعود السبب وراء ذلك إلى عدم إمكانية تجريب مادة مجهولة على الإنسان أولا، حسبما يؤكد عضو هيئة تدريس بقسم الصيدلة الطبية بجامعة البحر المتوسط التركية "جوسكشن أوسته".

وحتى التجارب على الحيوانات تحتاج إلى فترة ما بين عام وعامين، بحسب "أوسته"، ما يعني أن العقار المناسب لفيروس كورونا المستجد لن يصل إلى الأسواق قبل فترة زمنية تزيد على ذلك.

جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية، قللت، في 6 فبراير/شباط الماضي، من أهمية تقارير إعلامية أشارت إلى اكتشاف عقاقير "مبتكرة" يمكنها علاج المصابين بفيروس كورونا الجديد، حسبما نقلت وكالة "رويترز"، بعدما بث التلفزيون الصيني تقريرا زعم أن فريق أبحاث في جامعة تشيجيانج اكتشف عقاراً فعالاً لعلاج الفيروس.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كورونا

السعودية تطلق برنامج أبحاث حيوية لكشف مصدر كورونا

السعودية تجري تجربة سريرية للقاح ضد فيروس كورونا