عبر صحفيون عن إعجابهم بتصرف رئيسة وزراء نيوزيلندا "جاسيندا أرديرن" عندما أبدت قلقها على أحد الصحفيين المسؤولين عن تغطية مؤتمرها الصحفي بسبب قلة نومه، ما تسبب في فقدان تركيزه للحظات قبيل طرح سؤاله على "جاسيندا".

وكان مراسل صحيفة New Zealand Herald، "جاسون ويلز"، يستعد لطرح السؤال على رئيسة الوزراء، عندما اختلطت عليه الأمور، ونسي السؤال، مكتفياً بكلمة: "عذراً".

لكن الرد كان مؤثراً من "جاسيندا"، التي قالت له: "لا مشكلة، سنعود إليك، أقلق بشأن نومك في الوقت الحالي يا جاسون".

الرد المفاجئ من رئيسة الوزراء رفع الحرج عن الصحفي، وأظهره كصحفي مجتهد في عمله، وبدا أن خطأه غير المقصود بسبب جده في عمله، وقلة نومه، وليس باعتباره صحفيا سيئا كما دأب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على مهاجمة الصحفيين الذين يغطون مؤتمراته ووصفهم بأنهم صحفيون سيئون.

وحظي صنيع "جاسيندا" بإشادة كبيرة في أمريكا، حيث وصل صدى هذه الواقعة إلى واشنطن، فالصحفية "جويس كرم"، مراسلة صحيفة The National الإماراتية في العاصمة واشنطن، التقطت هذه اللقطة ونشرتها على حسابها على موقع "تويتر" وحصلت على أكثر من 60 ألف مشاهدة.

وأشارت "جويس" إلى أنه "في وقت يتعرض فيه الصحفيون لهجوم من الرئيس الأمريكي، وتطردهم الصين ومصر، ويخضعون لرقابة كثير من الدول الاستبدادية، من المشجع رؤية هذه المعاملة اللطيفة في القيادة".

وفي وقت لاحق، رد "جاسون" عبر "تويتر" مازحا بالقول إنه حظي بإجازة ونام جيدا، موجها الشكر إلى رئيسة الوزراء، موضحا أن سبب ارتباكه أنه التبست عليه لهجة رئيسة الوزراء وظن أنها تنادي على "جاستين" وليس "جاسون".

واعتبر صحفيون أن التعليق البسيط من "جاسيندا" أظهر جانبا إنسانيا لرئيسة الوزراء يتناقض تماماً مع معاملة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" للصحفيين خلال المؤتمرات الصحفية التي ينظمها البيت الأبيض حول فيروس الكورونا.

وفي الأسابيع الأخيرة، وجّه "ترامب" انتقادات لاذعة لعدد من الصحفيين من مختلف المؤسسات الإخبارية، واصفاً الأسئلة بأنها "بغيضة" و"خطيرة" وأخبر الصحفيين بأنهم "زائفون" و"لن ينجحوا أبداً في مبتغاهم".